الدهاشنة كاملة ل أية رفعت
المحتويات
على كتفيها وهي تخبرها بثقة
جوزها جنبها وعمره ما هيتخلى عنها أنا عندي ثقة كبيرة في ربنا أنها هترجع أحسن من الأول
أغلقت عينيها وهي تردد بتمني
يارررب ياراوية يارب
أخفت حزنها وهي تشير لها بابتسامة ترسمها بالكد
طيب يلا قومي عشان نفطر من زمان مفطرناش مع بعض
أزاحت دمعاتها وهي تحمل باقي الأطباق
وبالفعل خرجن سويا لتنضم إليهم بالخارج تبدل حزن ريم لسعادة كبيرة حينما وجدت عمر يجلس بالخارج فجلست مقابله تتأمله بحنين تود لو أن يحتضنها بقوة حتى تحاول الخروج من تلك المشحنات المقبضة شعر بها فأشار بيديه وهو يهمس لها
أنتي كويسة
إكتفت بإيماءة رأسها بأنها على ما يرام ثم انتبهوا جميعا لصوت نادين الذي إخترق القاعة كالصوت الرنان
غمس سليم الفطير بالعسل الأبيض وتناولها بتلذذ
عارفين أنك هتنزلي من نفسك لما تشمي ريحة الوكل
جلست جوار راوية ثم شرعت بتناول طعامها لتردد بإعجاب
الله على الفطير البلدي من ايدك يا ريمة
ابتسمت وهي تخبرها باستحسان
ألف هنا على قلبك يا نودي
علقعمر هو الأخر
منحته بسمة رقيقة فقال سليم باستغراب
هو محدش من الولاد نزلوا من القاهرة الأجازة دي ولا أيه
أجابته راوية
مفيش غير آسروأحمد البنات عندهم امتحانات
تساءلت نادين بدهشة
طيب هما فين يفطروا معانا
أجابها فهد بثبات
شيعتهم الأرض يبصوا على العمال يشوفوا لو كانوا محتاجين حاجة
هما لحقوا يستريحوا يا فهد مش كفايا المصانع والمزارع اللي بيدروها!
نظرة حادة حانت منه فقال بجفاء
مخلف عيل صغير هنخاف عليه ولا أيه
رددت في توتر
لا مقصدش بس بقول على الاقل كان فطر معانا مهو طول الشهر بيبقى بالقاهرة مع الشباب وحتى في اليومين اللي بينزلوهم بتخليهم يشتغلوا بالارض!
مفيش اهنه دلع ياراوية الولد لو مشالش الحمل عن اهله مبيقاش راجل
امتلأت عينيها بالدموع لتعصبه المبالغ به فتدخل سليم بالحديث قائلا
محصلش حاجة يا فهد هي خاېفة على ولدها وده حقها بالنهاية هي أم
هدأت تعابير وجهه قليلا فقال بهدوء
أنا هادي يا سليم بحاول بس أخليها تستوعب أنه في يوم من الايام ولدها هيبقى كبير الدهاشنة ولازمن أقرص عليه عشان عضمه يبقى ناشف ومحدش يقدر يقف قصاده
كملي وكلك قبل ما تقومي
عادت لتجلس على مقعدها من جديد وهي توزع نظراتها بينه وبين طبقها بغيظ
مساحة شاسعة يملأها الرجال العاملين من كل صوب وإتجاه بعضهما يحملون المحاصيل الزراعية للشاحنة والاخرون يكدون عملا بزرع المحاصيل الجميع يعلم بأن تلك المنطقة تخص عائلة فزاع الدهشان فباتت تخص أحفاده وبالأخص كبيرهم فهد الدهشان ومن بين هؤلاء العمال كان ينحني بقامته الطويلة ليحرر السکين الملتوي حتى يتمكن من قطع الحشائش الخضراء ليجمعها فوق بعضها في تناغم وإنسيابية ومن ثم يكوم حزمة أخرى فوق بعضهما ليحملهما ثم يضعها على العربة التي يجرها الفرس الاصيل
ليشير بيديه التي تتصبب عرقا
خد الحمولة دي وإرجع أنت ياحسان
ومن ثم إنحنى ليحمل حزمة أخرى فأسرع إليه حسان العامل قائلا
عنك أنت يا بشمهندس آسر أني اللي هحملهم
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه القاسېة ومن ثم أجابه بمحبة كبيرة
لا أنا اللي هحملهم اسمع أنت بس الكلام وأرجع المزرعة أهتم بالفرس
سحب اللجام ليجلس على طرف العربة وهو يشير له بطاعة
اللي تؤمر بيه يا بشمهندس
مرر آسرأصابعه على رأس الفرس الأبيض بحنان ثم رفع عينيه ليشير للأخر بالتحرك فأنصاع إليه اتجه آسر للشجرة القريبة منه فاستلى من فروعها قميصه الأبيض الذي تركه على أحد فروعها حتى لا يتسخ بأعمال الحقول الشاقة فلم يتسنى له الوقت ليبدل ملابسه فما أن وصل من القاهرة حتى أمره والده بالذهاب لمتابعة العمال فما كان منه الا أن خلع قميصه ليعاونهم اليد باليد رافضا مباشرة عمله المتوقع بمعاينة الحسابات فترك تلك المهامة لاحمد دس يديه بجيب بنطاله الأسود ليخرج منديله الورقي ثم ازاح العرق النابض على بشرته الخمرية ومن ثم فتح عينيه البنية الداكنة ليتأمل إن كانت ملابسه مازالت متسخة بعد ثم مرر اصابعه بين خصلات شعره الفحمي ليمشطه جيدا ثم جلس على الأريكة الخشبية المتهالكة القريبة منه ليرفع هاتفه بانتظار رد الطرف الأخر فقال
system codeadautoadsأيوه يا بدر أنت لسه نايم ولا أيه
طيب فوق كده وإسمعني شحنة الفاكهة في طريقها للمصانع لازم تكون موجود هناك أنت و يحيىفهمت
طيب تمام بعد بكره هنكون عندكم أنا وأحمد بأمر الله
وأغلق هاتفه ومن ثم وضعه بجيب بنطاله ليتجه بخطواته المتزنة تجاه المبنى القريب من الأراضي الزراعية ليجد أحمد منهمك بالعمل على عدد من الملفات ليتحرر لسانه الصامت ناطقا بتعصب واضح
الشغل ده ميرضيش ربنا أبدا كل ده غلط دي فلوس ناس يا ريس!
أجابه المحاسب بتوتر
يا بشمهندس راجع حساباتك تاني جايز تكون غلطان
نهض عن مقعده ليحدجه بنظرة قاټلة
أنت اللي هتعلمني شغلي ولا أيه
والقى الاوراق بوجهه قائلا بحدة
راجع
متابعة القراءة