مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

اخبروني بقدوم المحامي..سألتهم مستنكرا 
محامي تقصدون الاستاذة شهد 
لكن أحدا لم يجبني .
دخلت مكتب المأمور وكلي تحفز تجاه هذا المحامي
وما ان استقبلني حتي بادرته بسؤالي 
أين الاستاذة التي تتابع قضيتي
أجاب بهدوء 
تركت القضية . واستلمت الملف منها .
عرفني بنفسه وتحدث كثيرا عن وضعي في القضية وانا ذهني في نقطة واحدة.
شهد تركت القضية لأنني مذنب.
كنت أتمني أن تعطيني أمل.. ولكنها اغلقت في وجهي الباب...قالتها ليه بقوة وقسۏة انت
مذنب يا وليد...انت قاټل ...انت مچرم...وانا لا ادافع عن امثالك...لم تكن محتاجة لكلمات
تتفوه بها لافهمها.
ليتها قالتها في وجهي كنت ساشرحلها كنت سأدافع عن نفسي أمامها...نعم ليس لي حاجة
لمحامي...انا كنت سادافع عن نفسي يا شهد ليس من أجل حياتي فلتذهب حياتي
للچحيم...بل من أجل نظرتك انت لي..طهارتك ومبادئك وأخلاقك هي من اشعرتني بحق
بجرمي الذي يبدو أنه لن يغتفر...لماذا يا شهد حكمتي علي بالاعډام..لماذا لم تتركي لي فرصة
لأكفر عن ذنبي..لماذا.
واشټعل بين أضلعي ڠضب حارق مما فعلته بي حماقتي وتهوري.
أنت لست معي . شاردا دون الانتباه لحديثي معك .
قاطع المحامي الذي لا اذكر اسمه افكاري حانقا وجدتني انتفض من مكاني واقفا وبكل
مايعتمل في نفسي من حنق وڠضب هادرصحت فيه 
لا أريد محامون للدفاع عني . ولا أريد رؤيتك ثانية .
واشرت باصبعي في وجهه متابعا في حزم 
أحذرك
تركته وذهبت ادق بقوة علي الباب ليفتحوه لي لأذهب الي زنزانتي حيث اختلي بنفسي وبذنبي
الذي لن يغتفر.
مرت علي الايام ببطء وثقل رهيب وشعور بالذنب لا ادري كنهه . أرهقتني اتصالات رباب 
المتكررة التي لم أجيبها الا مرة واحدة اخبرتها فيها بتركي القضية واعتذاري عنها وقررت الا ارد
علي مكالماتها مرة اخري بسبب بكاؤها المريروشكرها لي بلوم وعتاب علي تركي لهم في
محنتهم.
لم يغب وليد وعلي عن عقلي ثانية واحدة خيمت قصتهم علي قلبي ولونت حياتي بلون
الغيوم الكئيب ولم أكن أسجد الا وادعوا االله لهم جميعا بفك الكرب وأن يشفي عن علي
ويعينني علي ما انا فيه من احساس رهيب بالذنب.
وفي احد الايام كنت في مكتبي وانتبهت علي هاتفي وهو يرن مشيرا لاستدعاء الاستاذ
عبدالجليل لي
مرحبا سيدي ..
تعالي مكتبي الان .
ما ان دخلت المكتب ووجدت زميلي علاء المسئول عن ملف وليد حتي فهمت ان
الاستدعاء بخصوص قضيته . تكلم الاستاذ مباشرة في جدية وحزم .
انصتي لي جيدا . من الواضح أن حالة وليد النفسية ساءت كثيرا وطرد علاء وطلب منه مهددا
عدم اللقاء به ثانية . أنت تدركين انه لا زال أمامنا الكثير من العمل في القضية قبل العرض علي
النيابة . شقيقته التقت بي وفهمت منها كل الملابسات وأرجو منك الاتصال بها والتنسيق معها
وتعودي لاستلام الملف مرة اخري.
حاولت مقاطعته ولكنه صدني قائلا
لن تدافعي عنه في المحكمة يا شهد . المطلوب منك بوضوح جمع أدلة حقيقية تؤكد عدم
وجود نية القټل لديه لا أكثر . لقد فهم تركك للقضية انه لا أمل لديه في النجاة . امتنع عن
الطعام لأكثر من اسبوع وأصيب باعياء شديد نقل علي اثره للمشفي ليومين حتي استرد عافيته
وعاد لسجنه ثانية لكنه رافض مقابلة اي شخص حتي شقيقته . أنت تدركين حجم المعاناة
النفسية والاضطراب الذي تعرض له منذ الحاډث .
اصابتني كلمات الاستاذ پصدمة..كل هذا يحدث لوليد وانا السبب هل بالفعل أخطات في
قراري...لا استطيع التركيز..وافقت في عجالة ثم غادرت المكتب متوجهة لمكتبي . هاتفت
رباب علي الفور لأخبرها انني سأتابع القضية مرة أخري .هدأت من روعها علي شقيقها .
فقالت في ذعر 
أرجوكي يا شهد أريد رؤيته والاطمئنان عليه .
أعدك بترتيب زيارة لك .
قد يرفض . لقد ذهبت ورفض مقابلتي . اقنعيه بوجود أمل يا شهد ارجوك .. ارجوك .
توسلاتها مزقت قلبي كيف اضعهم في وضع رجاء وهم فيما هم فيه يالي من قاسېة أجبتها وأنا
أجهز حقيبتي وأوراقي
اهدئي .. أنا في الطريق اليه الان وسأجعله يحادثك ..
ان رضي بلقائي قلتها هامسة لنفسي وأنا لا اعلم ما انا مقبلة عليه .
انهيت مكالمتي معها وانطلقت بسيارتي الي السچن وفي عقلي سؤال واحد كيف سيقابلني
وليد بعد مافعلت...المسكين الذي ظهر أنه كان فاقدا للامل كان عنده أمل في وأنا خذلته.
ضړبت مقود السيارة بقوة كم انا غبية.
وصلت للسجن ورحب بي المأمور وحذرني من مقابلة وليد لانه اصبح غريب الاطوار ..طمأنته
وشكرته علي تحذيره وجلست انتظره والدقائق تمر كالساعات ووجدت قلبي يدق خوفا من
رفض وليد مقابلتي ...لماذا كل هذا التوتر... ياالله ... مابك يا شهد مابك.
وفتح الباب ووجدته امامي...دخل ووقف في وسط المكتب ورفع بصره وصوب لي نظرة كلها
عتاب وحزن مرير..شعرت بالحرارة تلفح وجهي كله من نظراته ..فطلبت منه الجلوس ثم جلست
امامه . حاولت الانشغال باخراج اوراق من حقيبتي وفجأة مد يده واخذ من يدي الحقيبة بهدوء
ووضعها علي الطاولة الصغيرة التي تفصلني عنه.
قالبصوت رخيم مجهد وهادئ 
اتركيها . وأجيبيني أولا ..
نظرت له
تم نسخ الرابط