مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

الي اللقاء..
خرجت وكل كياني يرتجف من وقع المفاجأة...دخلت سيارتي وجلست قليلا حتي أهدأ ثم نظرت
للحقيبة الملقاة علي المقعد الاخر ففتحتها واخرجت الاوراق وبحثت عنها حتي وجدتها خلعت
نظارتي وقرأتها مرة أخري.
اصابتني اللوعة علي وليد فمشاعره اليائسة مؤلمة للغاية... لا استطيع محوها ..لكن كلمة
واحدة علقت بقلبي ووجداني ..شعرت الۏجع الذي كتبه بها سألتك باالله لا تتركيني ...نزلت
دموعي وأنا أتخيله يقولها لي بعينيه في كل مرة كان يراني...نعم ..انها تلك النظرة المبهمة التي لم
افسرها وقتها...ملامحه الجادة جعلتني لا أعيها جيدا...انها اقوي من كلمة أحبك...انها هادرة
في قوتها...عاصفة في حينما تخرج من رجل مثل هذا الرجل ..
مرت الأيام بعد زيارة شهد الاخيرة وما حدث فيها ...وانا اعلم انني لن أستطيع ان اعرف رد
فعلها..غمرت نفسي في العمل أكثر وأكثر....وبدا يساورني شعورا قويا أن االله قد تقبل
توبتي...عاد لي خشوعي في الصلاة واطمئناني .بعدما كنت اضج بالبكاء في كل سجدة ندما
علي ذنبي.
أخبرتني رباب في احدي الزيارات أن علي عاد يرسم بيده اليسري ورأيت ابداعاته فشعرت
بالسعادة الحقيقية وتمنيت لو أري هذا الطفل الجميل قبل أن يصير شابا يافعا...ولكنها مشيئة
االله.
كنت اتجنب ذكرها أمام رباب . لكنها كانت تحكي لي كل ماتعرفه عنها في كل زيارة فقد
صارتا صديقتان ..كنت اتمني أن أسأل شقيقتي لماذا لم تتزوج شهد حتي الان ولكنني لم
أستطع البوح بمكنون صدري فاثرت الصمت...
مرت ثلاث سنوات اخري و لم أجرؤ أن اذهب لزيارته . لم تطاوعني قدماي علي الذهاب
اليه...بعدما صرح بمشاعره فأنا لن أقوي علي مواجهته. انهكت نفسي في العمل فقد كنت أشعر
بوحدة عظيمة وخصوصا بعد زواج شقيقتي شيرين...كان الحل الوحيد أمامي هو الفراغ قبل
أن اليأس..
استيقظت من النوم لأجد رباب طلبتني أكثر من ٧مرات...انتفضت من فراشي وقلبي يكاد
ينخلع من القلق... طلبتها علي الفور ردت علي بصوت باكي خلع قلبي من صدري.
تتحدث ولا افهم شيئا سقط قلبي بين قدمي فصړخت فيها 
اهدئي وكفي عن البكاء لأفهم ما تقولين .
رتبتأنفاسها بصعوبة وقالت 
اسم وليد أدرج في كشف المفرج عنهم الصادر بمناسبة ذكري نصر اكتوبر . عفو رئاسي لمن
قضي نصف المدة بحسن سلوك .
تمالكت أنفاسي المتهدجة وقلت لها ببطء 
هل انتي متأكدة من أين جئت بهذه المعلومة 
رباب بانفعال باكي 
جاءني اتصال منذ لحظات من مصلحة السجون أخبرونا فيه بخروجه غدا.
قلت لها وانا مازلت غير مصدقة 
حسنا أغلقي الخط الان لأتأكد وسأهاتفك علي الفور.
ودعتها في عجالة بينما أحادث نفسي بشئ من الجنون 
امن المعقول ان يكون الخبر صحيح وليد سيخرج من سجنه ليخرجني من سجني بعد كل
تلك السنوات لا لن أتعلق بأمل واه .. فقد لملمت نفسي بشق الانفس . يجب ان اتاكد أولا.
بعد عدة اتصالات تأكدت من الخبر . بدلت ملابسي في عجالة وانطلقت حيث أري كشف
المفرج عنهم وبالفعل رأيت اسمه بعيني رأسي . لم أتمالك نفسي فخرجت مسرعة لأدخل
اقرب مسجد فقط لأسجد لربي شاكرة فضله وكرمه ..
سجدت سجدة طويلة بكيت فيها بكاء لم اتذوقه من قبل ...حمدت االله الذي قبل توبتك يا
حبيبي ...انها العلامة يا وليد...نعم ..لقد انتظرتها طويلا ...وها هي جوائز السماء...اللهم لك
الحمد....خرجت من المسجد وهاتفت رباب كنا نضحك وسط دموعنا معا من فرط السعادة
بالخبر..
لم أنم ليلتها بينما أنتظر انبلاج الليل وسطوع شمس اليوم الجديد . صليت الفجر وجلست انتظر
الموعد علي أحر من الجمر...ارتديت ملابسي ..وانطلقت بسيارتي وانتظرت فيها بعيدا حتي أراه
اثناء خروجه دون أن يراني..كان قراري الذي ابلغته لرباب أنني لن أذهب معها لحظة
خروجه...فهي لحظة شديدة الخصوصية..
رأيته ..وقفز قلبي بين أضلعي لاهثا بشدة..رباب وزوجها في شوق ثم دخل السيارة
وانطلقوا مبتعدين..
لملمت شتات نفسي التي تبعثرت أمام هذا الرجل الذي بعثرني ولملمني سنوات طوال..
اطمأن قلبي علي وليد وعدت الي عملي فهناك الكثير مما يجب انهاؤه قبل يوم السبت.
لم أصدق أذناي وأنا اسمع اسمي في كشوف المفرج عنهم .شعرت بيد حانية تربت علي قلبي
وتؤكد لي أنها علامة قبول توبتي التي أنتظرها بيقين من ربي طيلة ست سنوات.
شعرت أن اليوم عيد بحق ...صليت ركعتين شكر الله وقضيت ليلتي مع زملائي المفرج عنهم في
سعادة وقد جافانا النوم حتي الصباح....
مرت خمسة أعوام وسبعة اشهر علي وجودي خلف القضبان .وجدت رباب وخالدفي
انتظاري...بحثت عنها بعيني وعندما تأكدت من عدم مجيئها انطلقت معهم باحباط الي منزل
رباب.
قضيت يومي معهم وأصررت علي الذهاب الي بيتي لأبيت فيه....كنت أشعر ان السنوات التي
انقضت وراء الأسوار العالية قد انساها حينما ادخل منزلي...كنت مشوش التفكير بشدة...ولكن
هناك حقيقة واحدة شهد لم تتزوج ...وعلامة استفهام كبيرة...رن هاتفي المحمول بمجرد
دخولي منزلي وأنار باسم شهد فرقص قلبي طربا سارعت بفتح الخط وقلت مداعبا 
أخيرا تذكرتي ..
أصاب شهد الخجل وقالت 
حمدا الله علي سلامتك .
لم أطيق صبرا فقلت لها علي الفور
يجب ان اراكي يا شهد ..
ارتبكت وصمتت ثم ضحكت بتوتر وقالت 
ان شاء االله
أجبتها علي
تم نسخ الرابط