مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

طوعا بل كرها أو تفعله شفقة أو حرجا.
وهو مالا أرضاه لنفسي ولا أقبله علي ديني.
سكت قليلا ينتظر تجاوبي معه في الكلام ولكن دموعي الجمت لساني تماما عن الحديث
فأكمل بهدوء يحسد عليه
لقد ارتكبت اثما عظيما ويجب ان اتطهر منه في الدنيا تماما فلا قبل لي بلقاء الهي بهذا
الذنب .لا اضمن ان يكون ربي راضيا عن اعادة محاكمتي او قبول نقض لحكم صادر ضدي
لهذا سأقبل صاغرا حكم اول درجة.
ثم تنهد مردفا 
انا حسن الظن بربي كثيرا . واتلهف لرؤية علامة قبول توبتي . لا اعلم ماهي ولا أدري متي تأتي
لكني اثق في أن رحمته وسعت ۏجعي وحزني وياسي . علي ثقة من االله انه سيجتث الألم من
فؤادي يوما ما . ورفيقي في محنتي ليلا ونهارا دعاء النبي يونس لا اله الا انت سبحانك اني
كنت من الظالمين .
لا تعيدوا هذا الحديث ثانية رجاء واخبري رباب بذلك . انا اعيش الان علي هذا الأمل 
فلا أمل غيره لأحيا به .
أنهيت مكالمتي معه بكلمات مقتضبة وانسكبت دموعي بلا توقف...دموعي التي منعتها شهورا
طويلة أن تطفو فوق مقلتي..انهرت في البكاء وانا اشعر به يضيع من امامي ...انكفأت براسي
علي مقود سيارتي وقلبي يعتصره الحزن أشعر بالامه ووجعه وندمه وغضبه...وأشعر بالعجز تجاهه
فلا ادري ماذا أفعل.
لم انفرد بنفسي طيلة الفترة الماضية لاواجه نفسي بحقيقة مشاعري تجاهه. لا أعرف اللحظة
بالتحديد التي اكتشفت فيها انني أحبه...فقد ضبطت نفسي متلبسة بالانجذاب اليه منذ
اللحظات الاولي للقائنا...ادخلني مداره ..وظللت منجذبة اليه دون مقاومة تذكر مني ودون
مجهود يذكر منه. أراه فارسا سقط عن جواده في لحظة ضعف لكنه لم يسقط من نظري قط.
قلبي يخترق ظروفه العصيبة التي مشينة ليصل لمعدنه الاصلي ويراه علي
حقيقته...فارس نبيل.
تكلم يا وليد حتي استطيع أن أطمئنك...سأكون لك ...فقط تكلم...أعلم ان مروءتك تمنعك
من التصريح وانت في هذا الموقف الضعيف...تخشي أن أضحي من أجلك...تغالب مشاعرك
حتي لا تأخد قلبي بالشفقة أو الټضحية...ولكنك لا تعلم شيئا .
انت في قلبي رجل اتمناه لا أضحي من أجله...انت اعظم عندي من أن اشفق عليك او اتنازل
من أجلك....انت بالنسبة لي ...فرصة حقيقية للامان والحب....
اااااه يا وليد ليتك تعلم...ليتك تدري.
رفعت وجهي والدموع تغرقه مسحت دموعي وهدأت قليلا ثم انطلقت وقلبي يدعوله بتفريج كربه
وقبول توبته.
مرت أسابيع طويلة وأنا لا أري شهد
اكتملت أوراق القضية وجاء موعد تقديمي للمحاكمة ....عرفت من الاستاذ عبد الجليل أنه من
المتوقع الحكم علي ب عشر سنوات.
وصلت المحكمة ودخلت قفص الاتهام وعيناي تبحثان عنها...عن شهد.
رباب أمامي ودموعها تؤرقني طلبت منها الهدوء والجلوس حتي لا توترني بينما سؤال
واحد يدور في رأسيكليث جريح
معقول ألا تأتي هل كثير علي لحظة وداع....ألن اراها ثانية...هل هكذا تنتهي قصتي ..
.كدت افقد الامل لولا رايتها تدخل القاعة في هدوء بنظارتها الشمسية التي تغطي نصف وجهها
.اتجهت حيث تجلس رباب فسلمت عليها وجلست بجوارها..
التفتت براسها ناحيتي والتقت عيناي بها...لم أكن أجرؤ أن اشير اليها أنني أريد الحديث
معها...وفجأة وجدتها تنهض وتتجه الي في قفصي...وتواجهت عيوننا.
طلبت منها خلع نظارتها فرفضت
لم لا تريدين ازاحة تلك العدسات عن عينيك 
تجاهلت سؤالي وقالت 
هل أنت بخير 
صرت بخير الان ..
رحمة ربك وسعت كل شيئ .
ما بال صوتك 
اشاحت بوجهها بعيدا عني وقالت 
لا شيئ
سألتها بحزن
من اجل ماذا تسيل دموعك يا شهد 
مسحت عبراتها التي نزلت من تحت نظارتها رغما عنها وقالت 
ابدا .. انا مجهدة وما كنت اتية لولا انني لم أبغي ترك رباب في هذا الموقف وحدها.
كلماتها تزيدني حيرة..احاول استشفاف مشاعرها من وراء عدساتها السوداء فلا افهم شيئا.
سأذهب لمقعدي الان .
تابعتها بنظري حتي جلست.
جلست علي مقعدي وفتحت مصحفي لأقرأفيه سورة يس حتي صدع الحاجب بها مدوية
محكمة.
لقد وصل القاضي.
اصعب أيامي مررت بها قبل جلسة محاكمة وليد بثلاثة ايام...لم أذق النوم فيهم الا ثلاث
ساعات متفرقات..
ابي وامي واختي احتارو في أمري لا يعلمون هل هو مرض ألم بي أم مشكلة في عملي.
كنت ابكي وأصلي وأدعو االله بفك الكرب...كان من يتحدث معي انهار في البكاء ولا اقول الا
كلمه واحدة ادعولي.....
ليس هناك مايقال ومستحيل ان احكي لهم عن مافيه وليد فلن يشعر به غيري ولم يعرفه حق
المعرفة سواي..
انه ليس قضية دفاع بل اصبح قضية وجود .
يوم المحاكمة كنت اود الا احضر ولكن لم استطع أن أتركه دون وداع...
صليت ركعتين وسجدت ودعوت االله كثيرا أن يفرج كربي ويلطف بي وبه...ارتديت ملابسي
وغادرت منزلي..
لم أستطع القيادة . استقللت سيارة الي المحكمة ..خطوت بخطوات ثقيلة وكأن أغلالا مربوطة
بقدماي أجرهما جرا حتي دخلت القاعة...شعرت بدوار بمجرد أن وقعت عيناي عليه في قفص
الاتهام...
تمالكت دموعي واعصابي لهذا المشهد الموجع الذي رأيته.. جلست بهدوء بجوار رباب التي
رفعت رأسها حينما ربتت بحنان علي كتفها..أواسيها وقلبي يشتعل وېصرخ فلا يجد من يواسيه
الفصل الرابع عشر
تمنيت لو جفت دموعي قليلا ولكن هيهات فقد صارت كالطوفان المنهمر
تم نسخ الرابط