مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
ووصف
تفصيلي لحالته المړضية وساحرص علي يكون متاحا قبل مساء الغد .
شكرته وانصرفت .
اتصلت بالاستاذ عبد الجليل لاخبره بكل المعلومات الجديدة في القضية فأخبرني انه سيطالب
بالافراج المؤقت عنه بضمان محل اقامته في حالة ماجاء في التقرير مايوصي باحتياجه لاستكمال
العلاج النفسي خارج السچن .
ظللت طيلة الأيام التي تسبق عرضوليد علي النيابة اشعر بتوتر رهيب..
كفاية الادلة عن وجود نية مبيتة لديه وبعد تقرير الطبيب النفسي عن حالته النفسية وقت
وقوع الچريمة وتوصيته في اخر التقرير بأنه يحتاج لجلسات اعادة تأهيل نفسي ضرورية ..
كما اضاف الاستاذ لملف القضية واقعة الاكتئاب الشديد الذي اصاب وليد ودخوله مستشفي
بالرغم من كل هذا الا ان القلق كان يعصف بي...لا أعلم ماذا الم بي ....استيقظت شقيقتي
شيرين وانا اراجع المذكرة مرة أخري فجر الاحد واندهشت لسهري حتي هذا الوقت المتأخر
ما كل هذا السهر يا شهد لقد ظننت انه قد حان موعد أذان الفجر.
نظرت اليها وانا علي مكتبي
لا .. الاذان بعد نصف ساعة من الان .. من الواضح ان القهوة التي شربتها قد أذهبت عني
ألم تنهي عملك بعد يجب أن تخلدي للنوم قليلا قبل موعد النيابة باكر .
استدرت لها
أنا في غاية القلق والتوتر . أفكر في طلب زميل أخر ليتسلم مهام الدفاع غدا بدلا مني
تثاءبت شرين قائلة بثقة
انت لها يا شهد . توترك هذا طبيعي لانها اول قضية تترافعين بها .
..شعرت بغصة من كلمتها فابتلعت كلماتي التي كنت سأطلقها دفاعا عنه .عدت انظر في اوراقي
رأيت أمي في منامي وهي تقبلني وأنا في طفل صغير والتفتت تودعني بابتسامة جميلة
وأذا بها أمي ولكن بملامح شهد ! وفجأة استيقظت من نومي علي صوت أذان الفجر.
شعرت بسعادة لهذه الرؤيا توضأت وصليت مع اقراني في العنبر وارتديت ملابسي التي ارسلتها
لي رباب وانتظرت موعد انتقالي بسيارة الترحيلات للنيابة...كنت اشعر باطمئنان غريب وسعادة
قلبي ......وكلي أمل ألا أعود للسجن ثانية ...علي الاقل اليوم.
نزلت من سيارة الترحيلات ودخلت الي مكان فسيح لم تطأه قدماي من قبل..غزت وجهي
ابتسامة ساخرة وأنا انظر للقيود في يدي وعاتبت نفسي...كيف تصل بنفسك الي هذا الوضع يا
وليد .
صعدت السلالم مع العسكري ووصلت للطابق الرابع وما ان خطت قدماي في طرقاته حتي
ابتسامة هادئة اعشقها لم تستطع نظارتها السوداء اخفاءها.
. خفضت بصري وحاولت التحكم في هذا الأحمق القابع في صدري يلهو بي وبمشاعري.
حاولت تنظيم انفاسي قبل ان اصل اليها حتي لا يفتضح أمري وحينما أصبحت أمامها
تماما القيت السلام ونظرت في اللاشيئ علني أهدأ...فالصب تفضحه العيون.
نظرت لي من خلف عدسات نظارتها السوداء بابتسامة
مرحبا ..كيف حالك
ابتسمت لها
بخير .. أشكرك.
نظرت لها وكم أتمني ان أري عينيها من خلف هذا الزجاج القاتم..فارتبكت وانشغلت باخراج
اوراقها من حقيبتها.
نفضت كل هذه الأفكار عن رأسي وعاتبت قلبي ...كيف تفكر فيها انها المستحيل ذاته...ألا
تري القيود في يدي ألا تري مستقبلي الذي أضعته بتهوري ... شهد بالنسبة لي هي
المحال....كل ماتظهره لا يتجاوز الشفقة..فلا تجعل أحلامك تنسيك واقعك الأليم. شعرت
بغصة في حلقي تجاوزته الي قلبي الذي يبكي وېصرخ بين جنبات صدري . استدرت ووقفت أمام
الشباك اغمضت عيني وتنفست هواء نظيف عله يغسلني من ذنبي و..عاري.
وصلت للنيابة قبل وصول وليد بحوالي ساعة ونصف قضيتها في توتر.. بين تصوير الأوراق
والرد علي مكالماترباب التي زادتني قلقا وتوترا....كنت أحاول طمأنتها بكلمات قليلة
وأعدها بالخير.
مابك يا شهد ..واجهت نفسي...ماهذا الاهتمام الشديد بهذا المتهم....انه لا يعدو مذنب
أجرم وسينال جزاؤه...كيف تسمحين لنفسك بتلك المشاعر التي تغزو قلبك ...أفيقي...
فاقصي امالنا أن يأخد حكما بعشر سنوات سيقضيها بين القضبان....وسيخرج بعدها حاملا
وصمة عار مدي الحياة. شعرت بالدموع تملأ عيني فأخرجت نظارتي بسرعة من حقيبتي
وارتديتها...وشربت القليل من الماء حتي أستعيد هدوئي المفقود...ورفعت رأسي فوجدته أمامي.
وبدأ قلبي يضطرب بشدة كلما اقترب وليد وطافت بوجهي ابتسامة لم استطع اخفاءها...نعم
اشعر بسعادة لرؤيته مهما كان المكان ومهما كانت الظروف ومهما كان الزمان... وقف أمامي وفي
عينيه كلام كثير وعندما انتبه لصمته ألقي السلام مرحبا بي ..
ثم أشاح بوجهه عني سريعا رددت السلام واطمأننت علي حاله ثم تركني واستدار ليقف في شباك
الردهة التي نقف فيها أمام مكتب وكيل النيابة...اقتربت منه وسألته في رجاء
رباب طلبت مني أن أسمح لها بالصعود للاطمئنان عليك انها تقف أمام المحكمة منذ أكثر
من ساعتين...
قاطعني بحزم حانق مقطبا جبينه دون أن ينظر الي
لا .. لا أريد أن يراني أحدا وأنا علي هذا الحال.
ورفع قيوده أمام وجهي في ڠضب
هل يروق لكم رؤيتي
متابعة القراءة