مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

عڈاب العصور الوسطي .
انطلقنا معا في تريضنا الصباحي باكرا كما خطط الفتي. ظل يتحدث دون توقف عنكل ما مر به
منذ الحاډث . لقد ظلت رباب تخفي حقيقة غيابي عنه حتي بلغ الحادية عشر . وقتها كان قد
تعافي نفسيا من اثار الحاډث وبدأ التأقلم مع الذراع التعويضي الذي تم تركيبه له . كنت أنظر له
بسعادة وهو يصفليكيف كانيشعر بمشاعر متضادة تجاه ما حدث فهو يتمني لو يأتي الي
السچن ليضمني ويشكرني علي ما فعلته بهذا المعلم وفي نفس الوقت يشعر بالحزن للمصير
الذي وصلت اليه ويرفض الطريقة التي انتقمت له بها .
أصبح ملازما لي منذ خرجت من محبسي ..انتقل بأغراضه لشقتي وقد انتوي أن يظل مرافقا لي
حتي موعد العرس .
. عدنا من تريضنا بعد ساعةوقد بلغ منا الجوع مبلغا . تحممت وتناولت فطوري معه ثم
دلفت لغرفتي لأعد نفسي للنزول لصلاة الجمعة . كمراهق غر جلست علي طرف فراشي
وامسك بين يدي العلبة الأنيقة التي تحوي خاتمي زواجنا وقد حفر عليهما بخط أنيق اسمينا
متجاورين في كلا منهما . يعلو وجيب قلبي كلما يتذكر كما كانت المسافات بيننا بعيدة ..
مستحيلة .. وكيف دنت وتدلت حتي صارت قاب قوسين أو أدني من التحقق علي أرض الواقع
.
في المساء ارتديت حلتي السوداء برباط عنق بلون النبيذ .طالعت وسامتيفي المراةببعض
الاعجاب متمتما 
حقا ما أخذ السچن منككثيرا يا وليد !!
فابتسمت وانطلقت الي منزل رباب وذهبنا جميعا مع زوجها وابنائهم لمنزل شهد
دخلنا منزلهم واستقبلنا الجميع بترحاب وسعادة طاغية وتعرفت علي أختيها شيرين وشيماء
وزوجيهما وابنائهم ....وانتظرت دخول حبيبتي...وطال الانتظار ...حتي قال الحاج صبري
لزوجته
أين العروس يا أم البنات 
قامت والدة شهد علي الفور وجاءت بالقمر...يااالله...مازال قلبي يخفق باضطراب لمرءاكي يا
شهد جلست بجواري تاركة مسافة بيننا ووجهها المبتسم غارق في خجل...كانت رائعة بحق.
قرأنا الفاتحة...وارتدينا دبلتينا وتعالت الزغاريد من حولنا وسط فرحة الجميع.
ملت عليها وقلت لها هامسا 
يا الهي ...لا أظنني أستحق هذا الجمال حقا !
نظرت لي تلومني بخجل وأشاحت بوجهها بعيدا وابتسامتها تنير وجهها.
مرت عدة اسابيع علي ارتباطنا وقبل حفل عقد القران ذهبت للحاج صبري بعد أن طلبت لقاؤه
لامر ضروري فرحب بلقائي فذهبت اليه علي الفور..
جلست امامه وشهد جالسة بجواره ثم أعطيته مظروفا أنيقا..قائلا 
يسعدني يا عمي أن أقدم لك صداق شهد.
أجابني في دهشة وهو ممسكا بالمظروف 
ماذا بداخل هذا المغلف يا بني 
قلت له باسما 
لقد كتبت نصف شركتي باسم شهد وهذا هو صداقها .
اضاء وجهه بابتسامة في دهشة وقبل ان يعلق قالت شهد بضيق 
ماذا كيف تفعل هذا دون علمي 
أجبتها علي الفور 
انه صداقك يا شهد وقد اتفقت عليه مع رباب وجئت لتسليمه لك .
فقطبت جبينها وقد تخضب وجهها ڠضبا .
شعر والدها بأن لدينا مانقوله فاستأذن ليتركنا نتحدث.
كانت شهد تشعر أنني أرد لها مافعلته معي وهذا ما اغضبها ولكنني اقنعتها ان هذا ليس الا
أنني اريدها شريكة لي في كل شيئ وأن هذا أقل بكثير مما تستحقه مني.
اقتنعت بصعوبة بعد طول نقاش لكنها رضخت في النهاية لرغبتي ..
فودعتها واستاذنت في الانصراف.
في يوم عقد الزواج... شعرت بارتعاشة يدي وأنا ممسك بيد والد شهد وأردد وراء الماذون.
كان قلبي مضطرب في سعادة...أصبحت زوجتي يا شهد أصبحت لي وأصبحت لكي.
سلمت علي والدها وضمني الي صدره قائلا
اسأل االله لكما السعادة يا وليد .
قبلت رأسه في امتنان قائلا 
لن أنسي فضلك ماحييت عماه .. لقد منحتني اغلي ما تمنيته في الحياة . وأعدك أن أرعي االله
فيها وأن أسعدها طالما في صدري أنفاس تتردد.
منها بعد أن سلمت علي ضيوفنا ولم اشعر بنفسي الا وأنا وأغلق عيني
في اطمئنان.
ااااه يا شهد...لو تعلمين كم كنت اري تلك اللحظة بعيدة بعد النجوم عن الأرض....كنت
اظنني سأموت باشتياقي لك دون أن أرتوي...ابعدتها عني برفق ..ونظرت في عينيها ودموعي
تترقرق في مقلتي رغما عني.
ابتسمت لي في خجل وقالت هامسة بشوق 
أحبك يا وليد .
كانت تلك المرة الأولي التي اسمعها منها فشعرت بأن العمر في عينيها قد بدأ الان..أصبحت
سنوات السچن والمعاناه مجرد ذكري تم اختصارها في بعض الشيب الذي أصاب راسي. .
بدا الاستعداد للزفاف....قررت الانتقال الي فندق للاقامة فيه حتي انتهي من تشطيبات شقتي
ولكن تحت ضغط والحاح خالد ورباب انتقلت لمنزلهم لاقضي فيه الفترة التي تسبق الزفاف.
كان علي هو صديقي الذي يلازمني في كل مراحل تجهيز الزفاف..علي الان في الثانوية
العامة وهو يشبهني كثيرا وينوي دخول كلية الفنون الجميلة ليعمل معي في الشركة.
في خلال شهر ونصف كان منزلنا معدا لاستقبالنا في حياة جديدة وبدأ الاستعداد لحفل
الزفاف...كنت اريده رائعا يبهر شهد ويجعلها تشعر بانها ملكة متوجة.
رتبت مع رباب كل تفاصيله دون أن نخبر شهد التي كان الفضول لمعرفة ما ندبره
لها...وجاء اليوم المشهود...يوم الزفاف.
استيقظت من نومي في الصباح الباكر علي رسالة من وليد علي هاتفي
تم نسخ الرابط