مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
ثم نظرت للأرض لم أستطع منع نفسي من النظر اليها ليهدأ قليلا قلبي الذي ارتفع وجيبه
بين جنبي ...
رفعت رأسها بابتسامة وقالت
بقد استأذنت رباب في زيارتك بدلا منها .
استعدت نفسي ونظرت لها بحزم
لقد كنت سأطلب منها أن تقلل من زيارتها قدر الامكان . هذا المكان لا يليق بها ولا بك
أيضا .
أجابتني بجدية
حسنا سأبلغها . لكن أنا محامية ووجودي هنا مألوف .
وهل مجيئك اليوم بصفتك محامية
سكتت...ونظرت في الأرض ثم رفعت رأسها ونظرت لي نظرة طويلة زادتني حيرة...
أشاحت بوجهها وفتحت حقيبتها تبحث عن شيئ ما ثم قالت
من الافضل أن تمنح رباب توكيلا عاما ليسهل لها الكثير من الأمور .
قلت في احباط
حقا هل قدومك اليوم لهذا الشأن فقط
الأخيرة ..
ثم أردفت
حسنا .. سأقوم يعمل هذا التوكيل. اخبريني الاجراءات وسأقوم بها
أومأت برأسها وأردفت
سأعد الأوراق وأبلغ رباب
أشحت بوجهي عنها ونظرت أمامي في يأس..أسندت مرفقي علي ركبتي مقطبا جبيني
هناك أمر اخر .. ليس من المستحب مجيئك هذا المكان ثانية ... وكونك محامية ليس مبررا
الي عينيها مرة أخري علني أجد ما يطمئنني...ولكنني غالبت نفسي وظللت هكذا ...فلا اريد أن
اعيش علي وهم حب مستحيل...يكفيني ما أنا فيه من ألم...
ملت من صمتي فنهضت واقفة وقالت بصوت خفيض
سأنصرف الان وسأبلغ رباب بالاوراق المطلوبة
حسنا .. اشكرك
كنت اعرف أنني فظا معها ولكني أحاول السيطرة علي مشاعري خوفا عليها هي فقد شعرت أن
كلام رباب قد يكون صحيحا وتكون شهد تكن لي بعض المشاعر الطيبة التي لا أدري كنهها.
ودعتني وذهبت...تابعتها بعيني وقلبي يهتف باسمها..عدت أدراجي وجلست شاردا في عنبري
لماذا جئت يا شهد لماذا ...كلما أطفأت ڼارا أشعلتيها من جديد...حاولت الخروج من حالة
الضيق فسألت عن مكان المكتبة وتوجهت لها وقد صارت لي نعم الملاذ منذ تلك اللحظة.
هذا التوكيل الذي أقنعت وليد بعمله لرباب هواهم خطوة نحو تحقيق فكرتي...بعدها طلبت
من رباب أن تقنع وليد بالعمل من داخل السچن.
عمله كله يعتمد علي الرسم والابداع. ومن السهل انجازه اذا توافرت الأدوات داخل السچن.
كم أنت عنيد يا وليد.
بدأت العمل علي فكرتي مباشرة ..لم أرد شرح الأمر بالكامل لوليد أو رباب كل ماقلته ان
هناك عميل يريد عمل ديكور لشقته وسلمت رباب تفاصيل المساحة وصور للموقع وكل مايحتاجه
وليد للعمل.
كانت المفاجأة أن وليد استطاع انجاز المهمة في وقت اقل مما حدده هو وبالرغم من ضعف
الامكانيات التي يعمل بها الا ان التصميمات حازت علي الاعجاب المطلوب.
بدأ وليد يثني علي فكرتي أمام رباب وخالد وأخبرهم أنه سعيد بأنه يعمل شيئا مفيدا داخل
السچن...سعدت بذلك جدا .أنا ايضا انشغلت بعملي الجديد ...الذي شغل وقتي
تماما....نجحت فكرتي وبدأت ملامحها تتضح علي ارض الواقع ومازلت أخفي تفاصيلها عن
الجميع.
مر عامان علي زيارتي الأولي والأخيرة لوليد نعم لم أزره منذ تلك اللحظة ...قاومت مشاعري
وقررت أن اكون قوية..
الفصل السادس عشر
وليد عندما يكون في السچن يعاملني بقسۏة لا احتملها...اشعر به وبمعاناته وأعذره كثيرا لكنني
لا أحتمل قسوته .
يكفيني ما اشعر به من وحدة بدونه. يكفيني ألمي وأنا أنتظره دون أمل ..لا أعلم هل ستظل
مشاعري هكذا أم ستمحوها قسۏة الأيام . لا أعلم لكنني أنتظر.
اتصلت بي رباب منذ قليل وطلبت مني أن اذهب لوليد
سالتها بدهشة
لماذا لا لن أذهب . اذهبي انتي أو خالد وهات منه التصميمات ان كان قد انتهي منها .
أجابتني باستغراب
لم كل هذا الرفض يا شهد خالد كان في زيارته بالامس وطلب منه أن تذهبي انتي اليه الزيارة
القادمة. مؤكد لديه ما يود الاستفسار عنه بخصوص القضية . لا تقلقي
أجبتها دون اقتناع
وما علاقتي الان بالقضية ألم تخبريه اني تركت مكتب الاستاذ عبد الجليل
رباب موضحة
بلي أخبرته لكنك تعلمين طبع الرجال . من الصعب أن تفهمي منهم معلومة كاملة . هو طلب
ذلك من خالد وهو لم يفهم منه السبب.
سكت قليلا أفكر ثم قلت لها
سأري ماذا سأفعل .
ربابضاحكة
يالغرابتك يا شهد . لم كل هذا التوتر . مازال موعد الزيارة بعيدا . هيا أخبريني الان متي نذهب
للنادي خالد لن يكون معنا فاخبريني متي ستمرين علي في الغد
ضايقني قطعها لشرودي فقلت لها محاولة انهاء المكالمة
اتركيني الان يا رباب لافكر ماذا سأفعل في أمر تلك الزيارة . سأهاتفك ثانية في المساء
لنتحدث بشان مشوار النادي ذاك .
ضحكت في جزل ثم ودعتني وأغلقت الخط
ظللت ساهمة علي مكتبي..أفكر .ماذا تريد يا وليد
متابعة القراءة