مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

اختيار من تتعامل معهم أكثر من شقيقتيها ولهذا لم أجبرها يوما ما علي أمر ترفضه أو
أمنعها قصرا عن أمر تريده .
قالت أمي وهي تبتسم في قلق 
ما بك يا شهد ألن تقولي لرفيقتك ما يطمئنها ويرح قلبها 
قلت مبتسمة 
سوف أصلي صلاة استخارة أولا يا امي .. ورباب ليست غريبة فلا حرج منها لا تقلقي .
قالت رباب باسمه وهي تنهض للانصراف 
بالطبع يا شهد لا يوجد بيننا أي حرج .. خالد وصل ويتصل بي لأنزل يجب أن أنصرف الان .
قال والدي بعتاب 
لا يصح أن يكون أسفل البناية ولا يصعد ..
وقفت رباب وهي ممسكة بحقيبتها وقد همت بالانصراف 
مرة أخري يا عمي ان شاء االله .. الاولاد في دروسهم ويجب أن نمر لنصطحبهم للبيت .
قالت أمي بحنان وهي ټحتضنها 
بارك االله فيهم يا رباب
أمين يارب وفيك يا خالة .
انتهت الزيارة ودخلت غرفتي فلحقت بي أمي ثم أبي...جلست علي مكتبي ..ودخل أبي ليجلس
علي طرف سريري وعلي السرير الاخر جلست أمي ...بدأ أبي بالحديث مبتسما في حنان 
ما رأيك يا ابنتي في المهندس وليد .
أجبته بارتباك 
سأصلي استخارة يا أبتي ورأيي بعد رأيكما بالطبع .
نظر لي بغموض وقال 
وهل سيكون رايي موضع ترحاب منك مهما كان 
سقط قلبي في يدي..فسارعت بالايماء برأسي مؤكده علي كلامه 
نعم .. بالطبع
نهض والدي منهيا الحديث قائلا 
حسنا هاتفي رباب الان وأبلغيها انني اريد لقاؤه غدا .. وقبل ان ينصرف سيعرف ردي..
وبالطبع لا يجوز أن تذهبي للعمل في الغد .
خلاص اتصلي برباب ييجي اقابله بكرة ان شاء االله...وقبل مايمشي هيعرف ردي. وطبعا انتي
مش هينفع تروحي الشغل بكرة
أجبته في ذهول 
اه بالطبع.. حسنا سأبلغها .
خرج من غرفتي ونادي أمي أن تحضر له العشاء ...أغلقت الباب وراءهما وذهبت لأري الهاتف
الذي اسمع ازيزه منذ دخلت الغرفة وقد كان بالطبع وليد أجبته علي الفور فسألني في لهفة
هات ما عندك ..
قلت له في وجوم 
أبي يريد ان يراك في الغد وسيبلغك رده قبل ان تغادر المنزل .
قال بسعادة 
جيد .. علام القلق اذن الذي اشعر به في صوتك
قلت وانا شاردة 
لا أدري وليد .. لكن .. هذا ليس أبي الذي اعرفه ... هناك شيئ غامض
ضحك وقال ساخرا
اه ... نعم لقد اختطفت والدك وارسلت لك شبيها له ...
ثم أكمل حانقا 
ما بك يا شهد هل تستكثرين علينا بشائر الخير بعد كل ما عانيناه لا حول ولا قوة الا باالله
.
أجبته علي الفور وقد نفضت عني جزء من قلقي 
لا أقصد .. لكني صدكت في بعض ردوده علي رباب
ثم قصصت عليه كل ما حدث وما قاله والدي فأجابني بصوت رخيم يثير في نفسي شعورا
بالاطمئنان احتاجه بشده تلك اللحظات 
انا مطمئن القلب يا شهد عمري . فقد ستراالله ذنبي وقبل توبتي وجعلك علامة هذا القبول
فأعانك عليبناء حياة لي أفضل مما افسدتها قبلا وجعلك تصبرين علي سجني وألقي عليك
محبتي دون وعد مني . بعد كل ما رأيت يجب أن أطمئن وان أجعل ثقتي به أكبر من كل عقل
ومنطق .. فما حدث معي في السنوات الست الماضية أمر معجز بكل المقاييس فلا يجب أن
نخضعه الان لحسابات البشر .
لقد كانت المنح التي طوقت عنقي اكبر بكثير من المحڼة التي قضت ظهري يا شهد.
كانت لكلماته عظيم الأثر فهدأت نفسي..وأنهيت المكالمة في اطمئنان في انتظار الغد.
حضر وليد في موعده...ظللت في غرفتي وجلس معه أبي وأمي وأنا بين الحين والاخر أخرج
لأري طبيعة الحوار بينهم دون ان استطيع سماع شيئ ولكن من الواضح من الابتسامة التي تنير
وجه أبي وامي أنهما مسروران بحديثه ..
كان في كامل أناقته ووسامته... يتحدث بثقة واطمئنان أعشقهما فيه..وفجأة وجدت أمي تنهض
قادمة نحوي...فهرولت لغرفتي وجلست وقلبي يخفق بشدة.
دخلت امي غرفتي بابتسامة واسعة وقالت 
تعالي يا شهد أبيك يريدك .
قلت وحرارة وجهي أكاد المسها بيدي 
لماذا 
قالت بسعادة 
خيرا ان شاء االله... هيا ..
سرت وراءها دخلت وألقيت السلام ثم جلست بجوار أمي فقال لي والدي بابتسامة هادئة 
لقد تحدثت مع المهندس وليد وقد راق لي حديثه . سأترككم تتحدثون الان في تفاصيل الفترة
القادمة سأشاهد النصف ساعة الاخيرة من المباراة المذاعة علي التلفاز الان ثم أعرف ما أتفقتم
عليه .
ثم نظر اليوليد وقال مربتا علي كتفه 
حسنا يا بني 
قال وليد ونظرة امتنان في عيونه 
حسنا يا حاج صبري . اشكرك كثيرا .
قام أبي وأمي وجلسا بعيدا عنا نوعا ما أمام التلفاز وتركانا نتحدث وأنا غير مصدقة أن والدي قد
وافق علي وليد بهذه البساطة...نظر لي وليد بحب قائلا
هل ما زال داخلك قلق 
فقلت مبتسمة 
لا لكني لازلت لا أصدق .
فقال بخبث ضاحكا في همس
والدك
تم نسخ الرابط