مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
فسألته بصوت هادئ
لا داعي للاعتذار .. فقط أحتاج ان أعرف سبب غضبك . هل حدث مني ما يستدعي حنقك
تنهد بقوة فشعرت بأنفاسه الحاړقة تخترق اذني وقال
اتعرفيه
سألت باندهاش
من !!
فاجاب
وكيل النيابة ..أتعرفيه
ارتبكت ولم اعرف بماذا أجيب فقلت
ليست معرفة شخصية .. بحكم عملي فقط أعرفه.
لقد كان يتحدث معك بأريحية وكانه يعرفك جيدا
چرحتني كلماته فانفعلت ورددت عليه بحدة
ماذا كيف تجرؤ أنا أضع حدود في التعامل مع الجميع وكل من يعرفني يعرف تلك الحدود
ولا يجرؤ أن يتعداها . ومهما علا مركز بعضهم لا يجرؤ شخصا أن يتجاوز معي .
ثم أردفت بنفس الحدة
شكرا جزيلا علي الاھانة.
أعتذر بشدة .. لم أقصد الاھانة صدقيني .. انا احترمك بشدة .. لكن مزاحه واندماجه في
الحديث معك بعيدا عن موضوع القضية وأنا أقف هكذا جعلني أشعر بالاھانة .. بالعجز وقلة
الحيلة بسبب موقفي المتدني الذي وصلت اليه..اعذريني ..
لم أرد علي كلامه فقال
استاذة شهد
اضطرب قلبي بسعادة حينما نطق اسمي في شجن هكذا.
نعم
قال بصوت حنون كان كالبلسم علي قلبي
لا تغضبي مني .. رجاء
أغمضت عيني واتمني لو قلبي لأتحكم في مشاعري قليلا وقلت في نفسي
هل ترجوني يا وليد هل تتخيل أن عندي القدرة علي الصمود أمام كلماتك أجبته في هدوء
حصل خير..
اتسم صوته بالجدية وهو يقول
أريد أن أقابل الاستاذ عبد الجليل غدا . ما أفضل موعد لمقابلته
انه يأتي الي المكتب في العاشرة صباحا . لكني لا أعلم جدول مواعيده غدا.
باغتني سؤاله
ستكونين موجودة اليس كذلك
أجبته بابتسامه علي وجهي
بلي .. بالطبع
اكتسي صوته بمرح مفاجئ
حسنا .. ان لم أستطع مقابلة الاستاذ الاستاذة موجودة .
أجبته ضاحكة بخجل
لا تقلق .. ستلتقي به ان شاء االله.
لا أقلق!! هذا أبعد ما يكون عن الواقع الذي أعيشه..
ثم زفر بقوة ...
الحمد الله الذي لا يحمد علي مكروه سواه .. حسنا ..أراك علي خير
رددت عليه وقد شعرت بالمه وتألمت معه
خيرا ان شاء االله
باغتني صوته قبل أن ينهي المكالمة
شكرا لانك لم تخذليني..
ارتبكت وأجبته
لقد قمت بعملي .. لا شكر علي واجب
الي اللقاء
رددت السلام وأغلقت الخط . تركت جسدي يتمدد علي السرير .أنفاسي غير منتظمة بسب
دقات قلبي المتسارعة...أغمضت عيني وأنا اتذكر كلماته.
وفجأة انتبهت علي صوت عقلي فعاتبت نفسي بقسۏة مابك يا شهد كيف تنجرفين بمشاعرك
هكذا أين المنطق الذي يزين حياتك أين عقلانيتك وواقعيتك..كيف تحبين شخصا بلا
مستقبل...حياته مھددة.
كيف تنسين وانت في وهج مشاعرك أنه مذنب..قاټل
لم أكن قد لمست من قبل رمالا متحركة...ولكنني اشعر بها الأن انها تلمس اقدامي بنعومة
وكالخدر تأخذني للاعماق دون اي حراك مني.
نمت وفي عقلي يدوي صوت واحد وماذا بعد يا شهد
استيقظت مبكرا جدا .كنت اشعر بارتياح وجسدي في قمة نشاطه بعد ان تناول قسطا وفيرا من
النوم عوضه عن ليالي السهر والقلق الماضية.
جهزت الفطور لأسرتي والتففنا حول مائدة السفرة
نظر والدي الي في سعادة
لم تشاركينا الافطار قبل نزولك لعملك منذ زمن يا شهد
اجبته ضاحكة
لاني خلدت للنوم مبكرا بالامس يا أبتي فاستيقظت باكرا مما منحني الفرصة لاشارككم الافطار
نظرت لي والدتي بحب
أعانك االله ووفقك يا صغيرتي
ابتسمت شيرين موجهة حديثها الي
أحتاجك معي اليوم لشراء بعض الملابس أتمني ان تنهي عملك باكرا وسأمر عليك لنذهب
سويا
أجبتها مرحبة بمزاح
حسنا شيرين . سأنتظر لكن أرجوك لا تجعليني أنتظرك كثيرا .. فرق التوقيت لديك قاټل يا
عزيزتي
نظر والدي لها بعتاب قائلا
اما ان الاوان ان تتعقلي قليلا لقد كبرتي .
نظرت له أمي بسخرية
تلك الفتاة لا فائدة منها .. أتعلم ان الببغاء الموجود بالشرفة الان اكثر منها عقلا وحكمة
ثم وجهت الكلام لشرين الضاحكة
انتهي من فطورك سريعا وابدأي ترتيب المنزل علي الفور ..شقيقتك وأبنائها علي وصول ..
أدخل المطبخ الان وأخرج بعد ساعة لاجد المنزلكما أريد .
هزت شيرين رأسها ضاحكة تتصنع الشكوي
لو اشتريتم عبد لاحسنتم اليه يوما ... لم لم تخلقني ببغاء يا ربي !!
ضحكت من قلبي من حوارهم وأنهيت فطوري ونهضت قائلة بمزاح
ابلغو سلامي لشيماء حينما تأتي وأتمني ان ألحق بها بعد الانتهاء من جرد كل حوانيت مصر!!
انتبهت شيرين لكلامي عليها فقالت
ها قد بدأنا ...
ضحكت وأخذت حقيبتي وانطلقت الي الخارج.
طوال الطريق والسؤال الذي وضعه عقلي أمامي يؤرقني وماذا بعد يا شهد لا أعلم نهاية
واضحة للطريق الذي اسير فيه الان ولكنني لا ااستطيع أن أخرج عن مداره... ظروفه كلها في
كفة وهو في كفة أخري ..اعلم
متابعة القراءة