مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
.. لكنها لن تكون تلك الفترة الطويلة التي تتحدثين عنها .. لقد أنهكت يا شهد وأحتاج
للراحة من وعثاء السفر الطويل الذي عدت منه للتو . ولن أتذوق الراحة الا وانت معي في بيتي .
أرجوك أعلميني مجرد أن تشعري بأن الفرصة صار مواتية لتعارفنا .. حتي وان حانت تلك اللحظة
في الغد اخبريني علي الفور.
ضحكت شهد من قلبها وهي تقول بمرح
نظرت لها وشعرت بقلبي يذوب في ضحكتها التي أنارت وجهها فزادتها جاذبية..نظرت لي وانا
مبتسم لها في صمت وقالت
ما بك !!
ملت بجذعي للامام وقلت هامسا في وله
مشتاق وكلي لوعة..
أصابتها كلماتي ونظراتي بارتباك شديد جعلها تنتفض واقفة ثم تهرول خارج مكتبي دون أن تنبس
ببنت شفة وأنا اتابعها ببصري حتي أغلقت الباب ..
استطاعت شهد انجازه...لقد كانت أكبر من محنتي حقا.
في المحڼ تظهر طبيعة البشر ..البعض لا يكون بحجم وجعك ..فينزوي عن دربك وتتفرق بكما
السبل .وأخرون يتألمون ألمك فيضعفونك بضعفهم فيصبحون عبئا علي من يحبون . الرائعون
فقط من يكونون أكبر من محنتك فيشملونك بقوة تحميكمن ألمك وتمنحك دعما وسندا لتجاوز
لقد جعلتني أخرج من سجني واقفاعلي قدمين ثابتتين فاستكمل طريقي الذي بدأته قبل محنتي
..
كنت هناك مديرا لشركة كبيرة للديكورات...وكنت أعد نفسي فعليا لفتح شركتي الخاصة
والاستقرار بمصر...كيف فعلت كل هذا وحدها
والاكثر من هذا أنها فعلته دون أن تسمع مني كلمة واحدة بوعد أوارتباط
لا ..لن يستمر هذا الوضع ...هذا الوضع سيتغير...حتي وان كانت قد استردت مالها الا انها
شريكتي بنصف هذه الشركة...نظرت للمكتب أبحث عن الملف الخاص بحسابات الشركة
واستدعيت محاسب الشركة لاجتماع عاجل..
الفصل العشرين
الهدوء النفسي الذي أصابني بعد خروج وليد كان أكبر مما حلمت به...وجودي معه في مكان
لم أكن أشعر بحجم ما انجزته الا عندما نظرت في عيون وليدو رباب ..الانبهار الذي ارتسم
علي وجهيهما جعلني أشعر كم كان ربي الي جواري وساندني في محنتي فتجاوزتها وأنجزت عملا
بهذا الحجم.
بدأ وليد يستعيد ذاته انخرط في العمل بسرعة أسعدتني كثيرا ...كنت كل يوم ..أحرص ان
الشركة والصور التي التقطناها لفريق العمل بعد رجوعه لمصر .....كنت اريد أن أدخل وليد
بيتنا رويدا رويدا أن اجعل أبي يتعرف عليه قبل ان يراه.
صنعت لوليد صورة متكاملة في أذهانهم...فصديقتي رباب التي تعرفت عليها منذ سنوات
طلبت مني أن أعمل بالشئون القانونية لشركة شقيقها الذي يعمل بالامارات...
وأنا وافقت وتركت العمل بمكتب الاستاذ عبد الجليل ...والان ها هو أخوها قد عاد ليدير شركته
بنفسه.
معرفتهم ب رباب ساعدتني كثيرا فهي قريبة منهم ويعشقونها هي وأبنائها....ولكن وليد
متعجل المواجهة التي اخشاها كثيرا...أحاول أن أفهمه أن المخاطرة بهذا الأمر قد تكلفنا
الكثير...ولكنه عنيد ..عنيد جدا.
رن هاتفي وأنا في شرفة منزلنا فقطع شرودي وقد كان هو اجبت الهاتف بابتسامة
مرحبا .
ضحك قائلا
لا مرحبا بعد الان .. أريد ان اسمع مرحبا يا وليد قلبي
ضحكت وقلت
يالك من مغرور ...
أجابني بحنان
الست حبيبك يا شهد قلبي
تملصت من الاجابة فقلت
وهل تحتاج السؤال لتعرف
قال باصرار
اريد اجابة واضحة . فلا قبل لي بمراوغة المحامين تلك.
ضحكت وقلت
هكذا !! اري اننا لم نعد نروق لك سيدي .
أجاب ضاحكا
كم أنت مراوغة !! اخبريني لماذا لم أرك اليوم لقد غادرتي الشركة دون أن تخبريني .
اجبته
كان لدي الكثير مما يجب انجازه وانت ايضا كنت مشغولا طوال اليوم ووقت انصرافي كنت
مجتمعا بالمصممين في اجتماع مطول فغادرت.
سالني بجدية
لقد مرت عشرة ايام يا شهد ولم تخبري أباك بأمرنا.
أجبته علي الفور
لقد كنت أفكر للتو في هذا الامر أحتاج لبعض الوقت فقط يا وليد لقد بدات أحدثهم
عنك في البيت كمدير للشركة . أريد لأبي أن يعرفك دون الحاجة للسؤال عنك خارج الشركة .
أجابني بانفعال
حقا لا أفهم سبب كل هذا القلق الذي يعتريك . لم يتم ضبطي او توقيفي نهائيا فقدكنت
أذهب للمخفر لأسلم نفسي لأجنب الجميع حرج الموقف العصيب . كل جيراني في البناية التي
أقطنها يعلمون أني قد عدت للتو من الخارج حتي أصدقائي الذين فقدوا الاتصال بي طيلة
السنوات الماضية عدت للتواصل معهم وأخبرتهم كما أخبرت الجيران . أصبح لي بفضل االله ثم
بفضلك محل عمل محترم وانت بنفسك من صنع لي السمعة الطيبة طيبة السنوات الماضية .
فلم القلق هل هناك امرا تخفينه عني
أجبته بهدوء محاولة احتواء غضبه
دعنا نتحدث بهدوء ...والدي صعب صدقني و..
قاطعني في انفعال
سمعت هذا الحديث منك قبل ذلك فما الجديد في
متابعة القراءة
