مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
هكذا
أصابتني كلماته بحزن شديد
حسنا حسنا .. لا تغضب .. اهدأ . هي فقط تريد الاطمئنان عليك . سأهاتفها واطلب منها
الانتظار بالاسفل.
استدار مرة أخري للشباك في صمت مرجل يغلي .
اتصلت ب رباب واخبرتها بغضبه واقنعتها بان تظل حتي يخرج قرار النيابة وساتصل بها لاحقا
واغلقت الخط.
وقفت بجوار مكتب وكيل النيابة عمرو سالم ووقف هو في الجهة المقابلة وظللنا هكذا حتي
رحب بي وكيل النيابة وطلب مني الجلوس وظل وليد واقفا أمامه مقطبا عن جبينه ومتابعا الحوار
بيننا.
عمرو بابتسامة واسعة
كيف حالك استاذة شهد مر وقت طويل منذ التقيت بك في قضية سامي علام ..لقد كنتي
مبدعة فيها حقيقة
ابتسمت وارتبكت من نظرات وليد المتابعة للحوار
أشكرك كثيرا بالفعل مر وقت طويل كان عملي خلاله خارج المحكمة .
وكيف حال الاستاذ عبد الجليل اتعلمين انه كان استاذي ابلغيه سلامي كم أشتاق لقاؤه
حقا .
أجبت بسرعة محاولة انهاء الحوار انقاذا لوجه وليد الذي يشتعل امامي ڠضبا
هو بخير حال بفضل االله . سأحمل سلامك اليه .
ناولته ملف القضية بعد اضافة اوراق جديدة محاولة الدخول في الموضوع مباشرة وقلت له بجدية
علاجه
الفصل التاسع
و به أيضا واقعة مثبتة بتاريخها داخل السچن ودخوله مستشفي السچن..
كنت اتحدث وعيناي مثبتتان علي الأوراق والملف حانت مني التفاتة سريعة ل وليد الذي
وجدته ينظر لي پغضب لم افهم معني نظراته ولكنني شعرت بالحرارة تغزو وجهي.
الذي كان يجيب اجابات مقتضبة قصيرة والانفعال ظاهرا علي وجهه....
انتهت جلسة النيابة بعد نصف ساعة بقرار الافراج كما توقع الاستاذ.
شعرت بارتياح كبيرة وارتسمت ابتسامة علي وجهي وانا الملم أوراقي وأضعها في حقيبتي شاكرة
وكيل النيابة علي قراره الذي بدوره نظر لي بابتسامة ودودة
اشكرك سيدي ..
خرجت مع وليد وانا كلي سعادة بالافراج فقلت بلهفة
مبارك عليك الافراج . سأهاتف رباب حتي أبشرها بقرار النيابة .
نظرت له فوجدته مقطبا جبينه وعلي وجهه امارات الڠضب المكتوم سألته مستفهمة
ما بك ألست مستبشرا بقرار الافراج
سدد لينظرات ڼارية دون ان ينبس ببنت شفة..ابتعدت عنه في ريبة وانا ممسكة بهاتفي
انهينا اجراءات الافراج دون ان اسمع منه أي كلمة حتي عندما استقبلته شقيقته
وهو مازال ينظر لي بمرارة.
سرنا حتي سيارتها فدخل وجلس فيها دون كلام او سلام.
سلمت علي رباب التي ضمتني وشكرتني كثيرا علي جهدي وكلها سعادة وانطلقت مع شقيقها
الي منزلها.
دخلت سيارتي وأنا علي وشك البكاء من احساس القهر الذي اعتراني تمالكت نفسي وانطلقت
الي مكتب الاستاذ.
قضيت اليوم في المكتب محاولة ان أغرق نفسي في عملي حتي لا أفكر فيه انقضت ساعات
النهار ووصلت منزلي منهكة القوي تماما جلست مع والدي و شقيقتي حوالي ساعة ثم
توجهتلغرفتي لأنام.
حينما دخلنا مكتب وكيل النيابة زاد شعوري بالقلق من عودتي مرة أخري لاسوار السچن...نعم
أعلم أن مصيري داخلها حتما ولكن كلي أمل أن أخذ استراحة قصيرة في حياة ادمية استعد بعدها
لمصيري المحتوم.
وقفت أمام شاب اسمر اللون حليق الشعر وسيم الملامح متوسط القامة يجلس علي مكتبه
الذي تزينه لافتة مكتوب عليها بخط أنيق عمرو سالم وكيل نيابة.
ماان انتبهت لنظراته ل شهد حتي حل الڠضب محل القلق الذي اعتراني قبل قليل.
كانت عيناه تنطق بالسعادة لرؤياها...كان معجبا بها وهي تشرح موقفي في القضية...عيناه كانت
تنطق بالاعجاب...استطيع أن أري ذلك جليا.
ابتسامته وهو يتحدث اليها لم تكن تخلو من السعادة...شعرت بانفاسي تضيق في هذا
المكان نظرت اليها حتي تكف عن مجاراته في الحديث وتلتفت للقضية....لم تفهم نظراتي...لم
تفهمني.
ربما تكون مستمتعة بنظرات اعجابه...فهو افضل مني بكثير...مركزه ومستقبله وسمعته وكل
شيئ...نظرت لحالي المزري ...وشعرت بۏجع شديد في نفسي...لم أكن هكذا يوما ما...ولكن
الا ليت الزمان يعود يوما....تمالكت نفسي بصعوبة وانا اجيب علي اسئلته...اجابات مقتضبة
تخرجني من هذا المكان الخانق وتنهي هذا اللقاء الثلاثي الذي لا احتمله.
نظرت له مرة اخري وهو يودعها ... لمحته حين هم أن يمد يده للسلام عليها ولكنه تراجع علي
الفور...يبدو انه يعرفها جيدا ويعرف أنها لا تسلم باليد...هل ألكمه في وجهه لاجبره ان يشيح
ببصره عنها
كانت عيناي تصرخان ايها الأحمق...لا تنظر لشهد هكذا..أنا الذي اجبر نفسي علي غض
بصري عنها وا جبر يدي علي عدم لمس كفيها...كيف تفكر انت فيها...سحقا لما فعلته
بنفسي....من المؤكد انها ستعجب به هو...ستحبه هو...يا ويلي من القلب الجريح بين جنبات
صدري.
خرجت من مكتبه وكلي الم وڠضب وحنق وحزن علي ماأنا فيه...للحظة فكرت ان اطالبهم
باعادتي للسجن مرة أخري...فهذا مكاني الطبيعي ....اما في المجتمع فأنا منبوذ ..مچرم ..متهم
كما نعتتني شهد أمامه.
يالقسوتك يا شهد...ويالقسوة ماوضعت نفسي فيه.. لم استطع ان اتكلم معها.
نظراتي لها كانت تحمل كل كلام العالم...كل ماقيل في
متابعة القراءة