مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

بخجل ثم قالت 
صباح الخير... اتصلت لأذكرك بموعد الاجتماع...
سالتها بسعادة وأنا مازلت في فراشي 
هل تحبيني يا شهد 
سكتت ولم تجبني فابتسمت وقلت 
من الواضح أنك ستتعبيني كثيرا .. حسنا سنبحث هذا الامر حينما نكون وجها لوجه ... أمامي
ساعة وأكون في الشركة .
أجابتني 
جيد .. الي اللقاء
دخلت الشركة وأخذت تعرفني بالعاملين فيها . شكرتهم ودخلت مكتبي وقبل ان اغلق الباب
قلت لها 
استاذة شهد تعالي لو سمحتي 
أومأت براسها ودخلت ثم أغلقت الباب ونظرت لي وأنا اجلس علي احد المقعدين أمام المكتب
وقالت 
لماذا لا تجلس علي مكتبك 
قلت لها مشيرا للمقعد أمامي 
اجلسي . أريد أن اتحدث معك أولا .
أقبلت في هدوء وجلست أمامي وعلي وجهها ابتسامة عذبة 
خيرا ..
نظرت لها طويلا بحب ثم قلت 
أنا أحبك يا شهد .
ارتبكت في مقعدها وتضرج وجهها بالاحمرار ونظرت في الأرض في خجل.
فقلت بصوت خاڤت 
سنوات وأنا اهرب من مشاعري نحوك . أتحاشي شغف فؤادي بأمل الارتباط بك وربط
مستقبلك بمصيري الملبد بالغيوم .كنت أخشي أن فتشعري بي فتقبلين بي اشفاق
وتعاطفا.
ست سنوات وانا أحلم بيوم أقولها لك دون خوف أو وجل . دائما ما تأتيني امي في المنام حينما
لا أكون علي مايرام . تأتي لتضمني أو تربت علي كتفي أوتطعمنيكما كنت صغيرا .. منذ عرفتك
وهي تأتيني علي صورتك بملامحك ..
جل ما كنت أخشاه أن أستيقظ يوما علي خبر زواجك من غيري دون أن استطيع أن أجعلك زوجة
لي . ظروفي القاسېة وقفت حائلا دون التصريح بمكنون نفسي فقد منعتني ان أكون علي قدر
مسئولية تلك الكلمة .
صمت قليلا لاري وقع كلماتي عليها فوجدتها مطرقة في خجل فأردفت
زادني الاشتياق ألما وكربا فوق كربي كنت أبكي من الۏجع في جوف الليل حسرة علي ضياعك
مني فأناجي ربي بدموع القلب المكلوم ان يفرج ما بي . كنت اعلم أنه كريم جواد لكني ما كنت
أتوقع يجود علي بمثل ذاك العطاء .
لازلت أحتاجك معي جنبا الي جنب . لن أخطو في درب لست فيه يا شهد . كل هذا الانجاز
الذي اهديتني اياه للتو لن أمس فيه ذرة ان لم تكوني معي .
صمت قليلا ثم تابعت
أتدرين ما تتوق اليه نفسي الان يا شهد 
رفعت رأسها بعيون متساءلة 
أن أضم كفيك بين راحتي لأتأكد انك معي وستكونين لي حقا.
اضطربت في جلستها حرجا فطمأنتها بابتسامة قائلا 
لن أفعلها بالطبع لكني أريدك أن تشعري بلواعج نفسي وشوق فؤادي يا منية القلب .
رجعت بظهري في مقعدي ثم زفرت وقلت 
أعلم أنك كثير علي يا شهد
رفعت رأسها ونظرت لي بحزن وقاطعتني بجزع 
لا تعيد ذاك الحديث عن نفسك ثانية فلن أقبله .
ثم نظرت للارض واكملت في ارتباك 
لقد كنت لي حلما يا وليد تحقق بمعرفتك . مروءتك ومبادئك جعلوني أتمني أن أكون معك .
لقد تفهمت ظروفك ولم أحكم عليك بالسلب من خلالها بالعكس تلك المحڼة جعلتني أراك
فارسا نبيلا سقط من فوق جواده في لحظة ضعف انساني لكنه أفاق لفداحة ذاك السقوط فقرر
مواجهة مصيره بشجاعة الفرسان .
بحكم عملي رأيت رجالا يتملصون من أفعالهم بخسة وندالة ويخلعون رداء جرائمهم ببساطة علي
يد ابناء مهنتي فيعودون للأضواء في ابهي حلة فلا يري المجتمع ما بهم من نجس مستتر .
أنا لم أساعدك كما تتخيل بل كنت طيلة الوقت أساعد نفسي ان أكون معك يوما ما . لم أشغل
بالي بمتي بل اكتفيت ان اجيب علي سؤال كيف .
لقد جذبتني أخلاقك ومروءتك فارتبطت بك دون وعد أو أمل لقد ...
سكتت وقد اعتراها الخجل فقلت متلهفا 
أكملي أرجوك فحديثك يروي صحرائي المقفرة ..
ترددت ورفعت عينيها بنظرة حب وقد ترقرقت بستارة من العبرات..... نظرت لها بلهفة قائلا 
الا دموعك يا شهد .. ارجوووك.
.سكتنا طويلا ثم قلت مباغتا
متي أستطيع التقدم لخطبتك من والدك 
تمالكت نفسها ومسحت دموعها ثم قالت 
ليس الان .. يجب أن ننتظر قليلا..بضعة اشهر علي اقل تقدير .
قلت بانفعال 
ماذا أتمزحين 
أجابتني بهدوء شارحة موقفها 
والدي سيسأل عنك كثيرا يا وليد . وليس من المعقول أن أقنعهم أن صاحب العمل الذي عاد
للتو للوطن يرغب في الاقتران بي علي الفور .
ثم تنهدت قائلة 
دعنا نتركه يطمئن لك أولا كمديري في العمل فيسمعك عنك الكثير من الاخبار وبعد فترة
تستطيع أن تقابله .
ثم أكملت في قلق بينما أنظر لها مقطبا جبيني حانقا 
لا أريد لتصرف متسرع أن يهدم كل ما تعبنا في بنائه . أبي صعب جدا في اختيار أزواج بناته
.. ويجب ان نطمئن أنه لن يسمع عنك الا ما يجعله يقبل بك . لقد رأيت ما كان يفعله مع من
يتقدم للزواج من شقيقتي. أخشي أن نخاطر فنندم كثيرا .
شعرت باحباط وضيق 
حسنا
تم نسخ الرابط