مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
يتطهر من ذنبه ورفضه كل محاولاتكم لثنيه
عن القبول بحكم أول درجة واقناعه ان يطلب من والدة القتيل التنازل بعد دفع الدية .وحينما
علمت بانه قد حكم عليه بالسجن لعشر سنوات عرفت سبب انهيارك وصدمت من عظم الكرب
الذي امتلات به نفسك دون كلام .
كان لدي أمل أن يخفف مرور الأيام من وطاة ألمك وأن تستحيل مشاعرك المتقدة وقتها الي
بمراقبتي . وجدتك تركت العمل في مكتب الاستاذ وحينما اخبرتينا عن نيتك العمل في الشئون
القانونية لشركة هندسية باسم وليد عامر اندهشت فتحسست الاخبار عنها لأعرف أنك ورباب قد
أسستاها في غيابه .
أيقنت حينها أن وليد في حياتك أكبر بكثير من مجرد شخص أعجبت به أو تحركت مشاهرك
ذكره ولا أسمع عنه الا خيرا بما لا يتناسب مع حقيقة وضعه السچن .
أخفيت كل ما عرفته من معلومات عن الجميع حتي والدتك لا تعرف الا ما أردت لنا أن نعرفه.
وحينما أخبرتينا عن عودته للشركة في مصر ورأت صورته وعلمت أنه غير متزوج استبشرت خيرا.
أراك دوما انسانة ذكية وقوية الشخصية . تتروين كثيرا في قراراتك لهذا لم أشا أن أجبرك علي
شيئ .أكثر ما كان يقض مضجعي تخيل أنك سوف تنتظرينه عشر سنوات . كنت أبتهل الله
بالدعاء من اجلك ليل نهار أن يهديك سبيل الرشاد ويصلح لك أمرك..
ثم تنهد بابتسامة رضا وقال
لم أكن أتخيل استجابة دعوتي بهذا الشكل وان يخرج وليد بعفو بعد خمس سنوات . أيقنت
التي سيطلب فيها ان يرتبط بك وأتوق للتعرف عليه واللقاء به . وحينما تحدثت معه شعرت أنني
بالفعل أمام شخص يستحق الاحترام والتقدير الذي ناله من جميع من عرفه . كلما شعرت بوخز
أبوتي علي عقلي لتمنعني عن القبول به أذكر نفسي علي الفور أنه انسان واخطأ ودفع ثمن خطاه
وجدت نفسي أجثو علي ركبتي أمام أبي وأقبل كفيه ودموعي لازالت تسيل في غزارة.
اخذني والدي بين ذراعيه قائلا بدموع ترقرقت في مقلتيه
أتمني من االله أن يرزقكما سعادة تعوضكما عن سنوات الألم التي مضت .
رفعت بصري له متمتمة
امين يا أبتي .
نهض والدي مستعدا للخروج من غرفتي وهو يبتسم بحنان بالغ ويقول
سيظل هذا الحديث بيننا سرنا الخاص يا فتاة حتي وليد لا أريده أن يعلم بما عرفته حتي لا
يستشعر حرجا أمامي .
أومأت براسي موافقة وابتسامة ترتسم علي وجهي يأيات الارتياح . لكم ضجرت يوما من شدة أبي
و ضقت ذرعا بحرصه البالغ علينا . لكنني اليوم رأيت حكمته وحسن أبوته التي جعلته يحترم
مشاعر ابنته ويتقبل اختيارها ويبذل جهدا في فهم سبب هذا الاختيار . أشعر بيد القدرة تحنو
علي من فوق سبع سموات فيخر قلبي ساجدا في حمد وامتنان .
خرج والدي من غرفتي ...واستقبلت قبلة الصلاة وصليت صلاة شكر طويلة لربي الذي لم
يخذلني قط.
هيا يا خالي استيقظ يا عريس .
اخترقت الكلمات أذني وسط طرقات منتظمة علي باب غرفتي وكأنها دقات دف في عرس
انقشعت غيوم النعاس عن عقلي شيئا فشيئا لتعيدني الي دنياي فأدرك أن هذا الصخب مصدره
ذاك الفتي العابث الذي يلازمني كظلي منذ عودتي .
صه يا علي ... واتركني لانام قليلا انها التاسعة صباحا يا فتي !!
صحت بها بصوت حانق عله يسكت فمازال سلطان النوم علي شديد لكنه ضحك بصوت
خشن قائلا ولا يزال يدق علي الباب
هيا يا كسول ... سنذهب للتريض قليلا ثم نعود فنتحمم ونتناول الفطور ثم نصلي الجمعة ثم
....
قاطعته وأنا أقاوم النعاس
يا الهي ... كفي يا علي ... حسنا لقد أيقظتني ... اذهب وجهز نفسك وسألحق بك
أنا جاهز
أخذت شهيقا قويا ونزعت جسدي من فوق الفراش نزعا لأفتح باب غرفتي قائلا في حنق
أنت بشع حقا ... اليوم تعود لمنزلك لا أريد مرافقا لي في منزلي ... فلنكتفي بهذا القدر من
الازعاج.
ضحك في مرح وهو يحاول تخليص رقبته من بين ذراعي قائلا
أنا قدرك ولن أتركك الا حينما تتسلمك شهد ...
شهد !!! هكذا دون ألقاب ... لقد جئت لهلالكك يا أرعن ....
الفصل الرابع والعشرين والاخير
استطاع علي أن يخلص نفسه من يدي فابتعد مهرولا وسط ضحكاته الصاخبة قائلا
هي صديقتي وطلبت مني ان أحادثها هكذا دون ألقاب ...
تركته مستسلما واتجهت لحمام البيت لاعد نفسي للنزول ثم التفتت له متوعدا
اضحك ملء فيك الان فحين عودتنا سأذيقك
متابعة القراءة