مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

حديث قد انقطع فلا تعيديه علي مسامعي ولا أمام اي شخص .
نظرت لي رباب في تساؤل مشوب بالأمل 
اليس من الممكن أن يكون ماحدث لها دليل علي أنها ...
قاطعتها بحزم قبل أن تكمل حبال الأمل الواهية 
لا . انه مجرد حزن وشفقة علي انسان عرفته فتعاطفت مع ظروفه . وان افترضت وجود شيئ
اخر فمن المؤكد أنها ستكون مجرد مشاعر وليدة ستدفن في مهدها .
نظرت لها فوجدت دموعها تترقرق في عينيها...فقلت لها راجيا 
لا ليس ثانية !!.. أرجوك يا رباب أنا موجوع ومنهك القوي أحتاج لمن يشد أزري .. دعي تلك
العبرات بعيدا عني واهتمي بنفسك وبعلي وباسرتك و... وبشهد .
انتهت الزيارة ...وعدت الي زنزانتي أجتر أحزاني. ظل وجه شهد يطاردني في يقظتي
واحلامي...بدأت أدعو االله في صلاتي أن يخرجها من قلبي فهي تزيد السچن قسۏة وألما وعذابا.
فوجئت بوالدتي علي باب غرفتي تخبرني أن أحدي صديقاتي تنتظرني بالخارج واسمها 
رباب...تركت فراشي وقمت اليها علي الفور وما أن رايتها حتي اضطرب قلبي وكأني أشعر
بانفاس وليد تحيطني..عانقتها بشجن...شعرت بان هذا القلب يعاني مما أعانيه...يشعر
بلوعتي...أخذتها لغرفتي حتي أستطيع الكلام...استاذنت من أمي ودخلت غرفتي وأغلقت الباب.
جلست علي سريري ونظرت لي باشفاق 
لقد فقدتي الكثير من وزنك يا شهد 
جلست بجوارها ثم قلت باسمة 
لا أعتقد ذلك .. انه فقط الحجاب ما يمنحنا هيئة مختلفة وبدونه نظهر أكثر نحافة.
صمت أنتظر منها كلمة عنه...كلمة واحدة تروي ظمأي..تهدئ لوعتي ...تطفئ الڼار التي
أضرمت في قلبي...سالتها
كيف حال الاولاد في المدرسة الان اليس كذلك 
اجابتني بابتسامة 
بلي . لقد سألت عنك في المكتب فأخبروني أنك في أجازة . وهاتفك مغلق . كان يجب أن
أطكئن عليكي.
ايوة ...سالت عليكي في الشغل قالولي اخدة اجازة ...وموبايلك مقفول...كان لازم اجي اطمن
عليكي...
ربتت علي يدها بابتسامة 
الفصل الخامس عشر
دمتي لي بخير حبيبتي . أنا مجهدة ولا استطيع حاليا العودة للعمل
نظرت للارض بينما تقولفي حزن 
ذهبت بالأمس لزيارة وليد
اضطربت وأنا اسألها 
وكيف هو ..
أجابتني بيأس 
الحمد الله بخير . راض بحكم االله .
ثم أستدركت 
متي تعودين للعمل
هززت راسي ثم مسحت وجهي بيدي وأجبتها 
لا اعلم .. لكن ليس الان
نظرت لي رباب بحب 
أنت جميلة للغاية .. حجابك يخفي الكثير.
شعرت بحمرة الخجل تجتاح وجنتي فابتسمت بحياء 
أنت الاجمل . مجاملة رقيقة منك .
قالت لي بحزن 
سعيد الحظ من سيكون جمالك من نصيبه يا شهد.
تداركت نفسي قبل ان تنسكب عبراتي امامها صاړخة 
لن أكون لغيره..
استاذنت منها لأحضر شيئا نشربه.
جلست امي معنا وتعرفت علي رباب دون أن احكي لها شيئا عن قصة وليد فقصته
ملكي..واحداثها تخصني وحدي...لن يفهمها سواي.
ودعتني رباب بعد أن وعدت أمي ان تأتي الينا مرارا..حاولت أمي ومن قبلها حاول أبي ان
يعرفوا ما بي ولكنني كنت كالقوقعة التي أغلقت علي مكنوناتها...لم اتحدث ...لم أتكلم الا مع
ربي فهو وحده العالم بحالي وغني عن سؤالي.
مر شهر علي سجن وليد وعدت الي العمل بعد أن طلبت من استاذي أن يكون عملي بعيدا
عن المحاكم والنيابات..احترم رغبتي باحساس أب خبير ..دون أن يطلب مني ابداء اسباب...
كنت اتجاهل الهمهمات من حولي في العمل حول ماحدث في المحكمة...فانا بطبيعتي لا اشغل
نفسي بكلام من حولي وهم بطبيعة الحال وجدوا بعد فترة موضوعا جديدا ليتحدثو فيه.
تكررت لقاءاتي ب ربابوصرنا أصدقاء نخرج معا للنادي وتزور اسرتي .كنت أريد زيارة وليد
ولكني أجلتها أكثر من مرة كنت أريد أن اراه وأنا قوية حتي لا أزيد من همه...وأعلم أنه لا يريد
أن يري نظرة اشفاق من احد.
كل شهر أحدد موعدا لزيارته ثم أتراجع رأفة به وبنفسي.
قررت أن اذهب اليه في الغد ..صليت العشاء ودعوت االله بكل صدق ان يقدر لي الخير...أن
يعينني ..ان يغفر له ويتوب عليه...وان يكون لي عونا علي ما أنا فيه.
استيقظت في الصباح وأنا منشرحة الصدر لأول مرة منذ سنة تقريبا منذ عرفت وليد..احسست
باطمئنان...وهدوء نفسي..وبدأت الافكار المضطربة في رأسي تهدأ فتهيأت للنزول ..قبلت أمي
وانطلقت بسيارتي.
ظللت طوال الطريق تطاردني فكرة ارتاحت لها نفسي كثيرا وقررت أن اتأكد من أمكانية
تحقيقها..
وصلت للسجن وعاد لي اضطراب قلبي بين صدري...يالك من قلب عنيد .
حينما سمعت من المنادي أن لي زيارة من أختي..شعرت بالقلق عليها للمجيئ الي هذا المكان
كثيرا وقررت أن اطلب منها الا تأتي ثانية ..أو تقلل منها بقدر الامكان.
دخلت مكان الزيارة فوجدتها أمامي..واشتعلت النيران من جديد....منها غير مصدق .
نظرت اليها بينما يظلل التوتر وجهها وهي تبعد عينيها عني ولم أشعر بنفسي الا وانا ألهث باسمها
شهد 
جلست بجواري علي نفس المقعد تاركة مسافة بيننا وقالت بابتسامة عذبة 
كيف حالك 
أجبتها بانفاس مبهورة وأنا أكاد لا اصدق السعادة التي بين يدي
في خير حال والحمد الله .كيف أنت 
أجابتني بهدوء لا يتناسب مع البركان الذي أشعر به الان 
بخير .
سكتت
تم نسخ الرابط