مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

باصبعه مؤكدا 
لكن بعد انهاء قراءة الكتاب .
ابتسمت برضا 
حسنا سيدي . هل لك أي ملاحظة علي خيوط القضية التي سأبدأ منها جمع المعلومات 
نظر متفحصا الورقتان المدون فيهما ملاحظاتي المبدئية حول القضية ثم رفع بصره متمتما في
جدية
لا.. خطتك جيدة أريد تقريرا يوميا عن كل معلومة جديدة تصلك وتكون موثقة بالادلة ..
ثم أردف قائلا 
أحترم فيكي أنك أكثر زملائك حرصا علي التأكد أولا من كون المتهم مذنب أم بريء مما
نسب اليه . وأنا مهتم بمعرفة ذلك أيضا .
أشار لي بالانصراف فاستاذنت وخرجت من مكتبه . توجهت علي الفور للمكتبة حتي استطيع ان
انهي الكتاب في هدوء بعيدا عن صخب المكاتب وبعيدا عن اسئلة زملائي بالمكتب عن القضية
فلا أريد تشويشا علي افكاري..
الساعة الان تخطت السادسة مساءا وبالكاد انتهيت من الكتاب الذي بيدي
سجلت كل المعلومات الجديدة علي في مفكرتي ولملمت اشيائي متوجهة لمنزلي أنشد الراحة
فغدا يوم حافل في قضيتي الجديدة.
بدأت يومي باكرا في اليوم التالي وقد كانت خطتي تبدأ بالتعرف علي موكلي اولا وكلي ثقة انني
بمجرد ان اقابله سيتعاون معنا لاننا من سيخرجه من ازمته وسارت الأمور بشكل جيد في
استخراج تصريح الزيارة .
جلست في مكتب مأمور السچن في انتظار وصول المتهم . طرق الباب ودخل وليد
عامر....شاب طويل القامة رياضي البنية .خمري البشرة ..كثيف الشعر اسوده ..تحيط هالات
سوداء بعينيه الضيقتين .نظرت اليه وهو منكس الرأس خافضا بصره وعلي وجهه يرتسم جمود
وكانه ذو وجه زجاجي من الثلج بلا أي انفعالات ..تركنا مأمور السچن داخل مكتبه وخرج.
طلبت من وليد الجلوس أمامي ...تفصلني عنه منضدة صغيرة.
.جلس في هدوء وقد ضم ساعديه امام صدره في تحفز ثم رفع بصره الي مقطبا جبينه قائلا 
أسمعك ..
اندهشت ثم ابتسمت قائلة في هدوء 
انا الاستاذة شهد صبري محامية في مكتب الاستاذ عبد الجليل عزت المحامي ومكلفة
بمتابعة قضيتك. شقيقتك طلبت منا الدفاع عنك وأرجو أن تساعدنا لنتمكن من تقديم العون لك
..
ثبت نظره علي قائلا بهدوء وبصوت رخيم كأنه صادر من أعماقه 
تساعدوني بالبراءة ام بالاعډام
الفصل الثانى
صدمتني البداية المحبطة لهذا اللقاء حاولت ان ابادله جمود بجمود فابتسمت في تحدي 
هذا سيتحدد بعد حديثك معي...انت وحدك القادر علي الوصول بنا للبراءة أو لشيئ أخر لا
قدر االله .
فوجئت بنظرته اللامبالية فتشاغلت بفتح حقيبتي .اخرجت بعض الاوراق والقلم لادون ملاحظاتي
من اللقاء ثم وجهت له الحديث ثانية 
هناك أولا عدد من الأسئلة أريد منك اجابتها لتحديد خط سير القضية .
نظرت له مرة أخري علني اجد اهتماما بكلامي ولكنه ظل علي نظرة الجمود التي تملأ عينيه.
تجاهلت بلادته واردفت قائلة 
لقد اعترفت كما هو مثبت في محضر التحقيقات انك قټلت عادل منصور أليس كذلك
خفض بصره وقال بهدوء
ليس لدي أكثر مما هو مدون أمامك ..
نظرت له باستفهام 
هل أنت بالفعل ما الدافع أخبرني. أين وكيف نفذتها 
تململ في جلسته يرنوللنافذة الوحيدة في الغرفة ثم قال
لا اجابات لدي علي اسئلتك .
استفزني تجاهله أكثر فقلت محاولة السيطرة علي ضيقي 
أجبني من فضلك . أنا هنا لمساعدتك ان كان موقفك العدائي هذا بسبب كوني محامية
أخبرني لأتنحي وتكليف زميل أخر بمتابعة القضية لكن لا أجد مبرر لتجاهلك لحديثي بهذا
الشكل وتبديد فرصتك في النجاة..
أرخي عينيه للحظات ثم رفعهما ثانية .نظر لي بيأس قائلا 
أعتذر منك . لم أقصد أهانتك ليس هناك موقف شخصي تجاهك لكني بالفعل ليس لدي ما
أقول . وأرجو أن تتركوني وشاني لا اريد دفاعا ولا عونا من أحد . .
انتفض واقفا ثم قال بنفس نبرته الهادئة 
أريد العودة لمحبسي . أطلبي منهم أخراجي من هنا رجاءا..
قائلة تحولت نظراتي من الڠضب الي الذهول وطلبت منه الجلوس
ما تفعله يعد جنونا مهندس وليد .. أرجوك اجلس لنكمل حديثنا
نادهم من فضلك .. أريد الخروج من تلك الغرفة
أطلت النظر پغضب في وجهه وهو شاخص ببصره لأعلي في لامبالاه بكلامي . لملمت أوراقي
وطرقت الباب وما أن فتح حتي تركته وانصرفت ..
خرجت من لقائي معه بخيبة أمل رهيبة ولكنني اصررت علي استكمال القضية للنهاية يجب ان
اعرف الحقيقة كاملة واذا كان فعلها هذا المتغطرس فليذهب الي الچحيم اما ان كان بريء فهذا
شيء اخر.
انتقلت للخطوة التالية وهي شقيقته رباب..هاتفتها وانا تحت منزلها فقد كنت حريصة علي
لقائها دون ان تستعد بردود علي اسئلتي..
فوجئت باتصالي فأخبرتها انني قدمت للتو من لقائي مع أخيها ولدي ما اخبرها به فرحبت علي
الفور . صعدت الي شقتها فاستقبلتني وأشارت للصالون لانتظرها فيه. عبرت الردهة المقابلة لباب
الشقة وفيها مائدة السفرة المستطيلة وخلفها يقبع الصالون النحاسي الذي ينم عن ذوق راقي
ورفيع.
استأذنت وغابت داخل الشقة دقائق وعادت بعصير . جلست بجواري وعلي وجهها كل
التوتروالتساؤلات فبادرتني قائلة 
طمأنيني يا أستاذة كيف كان لقاءك بوليد 
قلت اسفة 
اتيتك فور
تم نسخ الرابط