مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

علي . لن يشعر بما حدث لنا وما أوصل
أخي لتلك الفعلة الشنعاء . لن يدافع عنه الا أنت . أرجوك .
لم تكن حالتي ولا حالتها تسمح بالجدال معها حول مبادئي الاخلاقية والمهنية في ما يخص
الدفاع عن متعم مذنب . فربتت علي يدها قائلة بحنان 
اطمئني . وتفاءلي خيرا سأكون علي اتصال بك
ودعتها وانصرفت علي منزلي لأنام لأوقف شريط الاحداث المؤلمة التي عشتها اليوم دفعة
واحدة.
فتحت أجفاني في اليوم التالي وأنا اشعر بتحسن. نظرت في المنبة فوجدت الساعة لم تتجاوز
التاسعة صباحا نهضت ثم تهيأت للذهاب للعمل وانطلقت .
توجهت علي الفور الي المكتب وهناك طلبت مقابلة الاستاذ عبد الجليل وحينما قابلته ابلغته كل
المعلومات التي حصلت عليها نظرالي الاستاذ باهتمام وشبك كفيه امام وجهه وصمت قليلا ثم
قال
وما رأيك الشخصي في القضية 
ابتسمت قائلة بنبرة جادة
لا استطيع الدفاع عن متهم وأنا علي يقين أنه مذنب.
رفع حاجبيه باندهاش حقيقي 
أ بعد كل ما عرفتي وسمعتي 
بنفس الجديه اكملت كلامي
ما عرفته لن يغير شيئا من مبدئي لن أستطيع الدفاع عنه صدقني .
نظر لي ملوحا باصبعه في وجهي قائلا بصوت ابوي
أي متهم من حقه وجود دفاع له مهما كان جرمه ونحن لم نسمع منه اعترافا تفصيليا حتي
الان. لا يصح أن نحكم علي قضية قبل اكتمال أركانها جميعا يا ابنتي .
حاولت ان اقاطعه فاشار بيده في حزم 
أكملي عملك حتي النهاية استاذة شهد وحينما نصل للمحكمة سنري من سيتولي الدفاع عنه .
كنت قد صليت صلاة استخارة في الصباح قبل نزولي من البيت لاحدد هل اكمل عمل في
القضية ام اتركها لغيري...وبعد حديثي مع الاستاذ قررت ان احاول مرة اخري مع المتهم لاعرف
منه تفاصيل ما حدث فتوجهت للسجن مرة اخري للقاؤه وقدكان اللقاء مختلفا تمام عما سبق ..
دخلوليد بملامحه الهادئة وجلس امامي .رفع وجهه ثم قال
مرحبا
شعرت انه تحسن نفسيا بالمقارنة بلقاءنا الاول ابتسمت له وقلت 
مرحبا . أتمني أن تكون في حال أفضل من الزيارة السابقة .
أومأبراسهبالايجاب دون رد
نظرت له نظرة خاطفة وفتحت حقيبتي وتصنعت الانشغال بالاوراق ثم قلت بلا مبالاه
رباب تبلغك السلام .
اتسعت عينيه في لهفة وتهدج صوته 
هل هي معك بالخارج 
قلت له بهدوء
لا بل زرتها في بيتها .
نظر لي بقلق ورجاء
امنعيها عن زيارتي لا ريدها ان تراني وأنا في انتظار الحكم بالاعډام .
تركت حقيبتي ونظرت له بتحفز
لماذا تتحدث عن الاعډام وكأنه امر مسلم به 
نظر لي باستخفاف 
قاټل ومعترف اذن هذا مصيري المحتوم .
تجمدت نظرتي علي وجهه وقلت له
ألم تفكر في علي كيف سيكون حاله ان اختفي خاله من حياته فجأة هكذا 
تكونت سحابة من الدموع في عينيه اخترقت قلبي وجعلتني ندمت علي استفزازه عاطفيا بهذا
الشكل.
دموع الرجال كالجبال حينما تتساقط يحدث الزلزال.
قمت من مكاني ونظرت في الشباك لابعد عيني عنه حتي لا يشعر بالحرج وسألته دون ان انظر
له 
أنت تبحث عن المۏت باي شكل وتعتقد أن هذا هو الحل . يجب أن تتحدث حتي نستطيع
أن نحدد كيف نساعدك . واطمئن فأنا لا أدافع عن مذنب ريثما أتأكد من ادانته...مهما كانت
مبرراته .
ثم نظرت له في تحدي وأردفت 
ساترك الدفاع عنك في اللحظة التي أتأكد فيها من ادانتك .. ضميري يمنعني من تسهيل
افلات مچرم من عقابه.
رجعت مكاني وجلست قبالته وهو ينظر لي في جمود فقلت
أريد ان أعرف كيف قټلته 
قطب جبينه في الم وخرجت الحروف من بين شفتيه صوته بانهاك 
لم كنت أريد أن أسبب له عاهة مثل ما فعل في يد علي . ألا تعرفي ماذا فعل به 
كان علي وشك الانفعال وكنت اريده هادئا فقاطعته بهدوء وابتسامة مواسية 
أعلم . وتألمت لأجله حين رأيته .
جاء دوره ليقاطعني بلهفة
رأيتيه ..
أجبته
أجل وهو بخير حال فقط دعنا نركز في قضيتك حتي نستطيع تحديد موقفك .
نظرالي موضع قدمهباحباط وقال بصوت خاڤت 
ساعديني ..أنا في غاية الندم .. صدقيني .
لمست كلماته قلبي واشفقت عليه من الحمل الذي حم له لنفسه...فقلت له
فقط أخبرني كل شيء دون اغفال اي تفاصيل وأعدك ان أساعدك .
هز راسه موافقا
ثم نظر لي وابتسم بوهن مستفهما 
أخبروني أن اسمك شهد 
اندهشت فابتسمت مازحة 
ان كان لا يروقك او سيعيقنا في سير القضية فلنبدله باسم اخر
ابتسم بحرج
لم أقصد .. فقط .. اندهشت من الاسم .
تحولت ملامحة للجديه وعاد صوته رخيما وقطب جبينه واصبح وجهه جامدا كتماثيل الاغريق ثم
قال 
تفضلي سأجيب أسئلتك كلها
أجبته علي الفور 
هات ما عندك كلي اذان مصغية .
بدأ وليد يروي لي معاناته التي عرفت جزء بسيط منها من اخته..وشرح لي طبيعةعلاقته المتفردة
ب علي . وكيف وصل به الحزن والڠضب من اجله لمرحلة التخطيط لاصاپة عادل دون قټله.
.
تم نسخ الرابط