مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

...نظرت اليه فرأيت
بعينيه لهفة و جزع ونظراته كلها رجاء...قمت من مكاني وذهبت اليه...علني أجد السلوي بين
يديه...أمام عينيه...في صوته....في كلماته...ولكنني قدت نفسي للهاوية...
وقفت أمام قفصه واستمرت دموعي دون توقف رغما عني...لست ادري ماذا قلت وماذا قال
عدت لمقعدي والدوار يزداد...نبضات قلبي سريعة...وعيوني غير ثابتة...أغمضهما قليلا علني
أهدأ...افتحهما فيزداد الدوار....
دخل القاضي...فشعرت بانقباض صدري....لم اسمع صوت أحد ...لا النيابة ولا مرافعة الاستاذ
ولا الشهود....مرت ساعة كاملة وعيوني وأذناي معلقتان بالقاضي ...أنتظر حكمه في هذا القلب
الذي شهد ملحمة الم عظيم . الذي شوق مرير..ونطقها...عشر سنوات...وأغمي
علي ...
سقطت وسمعت اصوات الهرج والمرج قبل أن أغيب عن الوعي...وميزت صوت صړاخ رباب
وميزت صوته...وليد كان ېصرخ وهو يغادر القاعة في هلع رباب...متسيبيش شهد يا
رباب خليكي معاها...متسيبيهاش أنا كويس...خلي بالك من شهد خلي بالك من شهد.
وغبت عن الوعي تماما.
فتحت عيني لأجد جسدي ممددا فوق سرير أبيض وقد علق في ذراعي محلول سكري وبجواري
رباب جالسة في وجوم ودموعها تبلل خديها..تذكرت ما حدث فعدت للبكاء رغما عني مرة
أخري..
قالت بينما دموعها تبلل وجنتيها 
هوني عليكي يا شهد .. لقد اكد الطبيب ان حالتك الصحية ليست طيبة وتحتاجين للمكوث
بالمشفي ليومين
انتفضت أحاول الجلوس لكنني لم استطع بسبب الدوار
لا .. يجب ان اذهب . لا اريد ان اقلق ابي وأمي
لقد حاولت مهاتفتهم لكن هاتفك مشفر لم استطع الحصول علي رقمهم .
تنهدت باطمئنان 
الحمد الله هذا افضل .
بعيون دامعة قالت 
سيصل خالد بعد قليل وان استقرت حالتك سنخرج لأقلك لمنزلك . لقد اصاب وليد الجزع
حينما رأي ما اصابك وأمرني ان اعتني بك .
اغمضت عيناي لأتمالك نفسي...لماذا تذكري اسمه أمامي ثانية...ينهشني الالم....يا مفرج
الكروب فرج همي...
ظللت في المشفي ساعات أخري ثم خرجت مع رباب وخالد وصلت منزلي وشكرتهم
وصعدت في انهاك مستندة علي رباب حتي دخلت منزلي.
طمأنت أمي بعد ما رأيت الجزع علي وجهها انها مجرد وعكة صحية ستزول حينما
ارتاح...توجهت لفراشي مباشرة ونمت....
استيقظت في المساء ...فتحت عيناي ...والغرفة مظلمة ...كنت اتمني لو كان كل ماحدث
مجرد كابوس مزعج. لكن هيهات . لقد سكبت ذاكرتي كل ما مر بي بلا توقف و بلا رحمة .
.كاذب من يقول أن معرفة المصير يخفف من ألامنا حين نلقاه..كاذب...الامنا تتضاعف
وتضعفناكلما اقتربنا من مصيرنا المحتوم...حتي اذا أصبحنا وأياه وجها لوجه خارت قوانا واڼهارت
حصوننا لنغرق دون ادني مقاومة...
. حبيبي يا وليد...نعم حبيبي..وحبة القلب أنت...ووجد الروح أنت...أنفاسي اللاهثة نحو
الامان أنت...وألمي وأملي وألامي انت...اشعر ب ۏجع في فراقك الطويل...طويل جدا ودون
دليل.
شعرت باقدام من غرفتي ...فقمت من فراشي وتحاملت علي نفسي لأظهر بوضع أفضل.
فتحت الباب وجدت أمي تطمئن علي ولكن قلقها زاد بعدما رأت شكلي وحالة عيني الملتهبة من
البكاء...تركتها وذهبت لأتوضأ وأصلي علني أجد الصبر والسلوان .
انتهت مرافعة الأستاذ وهيأت نفسي لسماع حكم المحكمة...أليس هذا ما أردته ..أردت أن
تتطهر من ذنبك...فلتسمع حكم القاضي..نطقها وشعرت بالرضا يغزو قلبي وأغمضت عيني.
ولكن مالبثت أن فتحتهما بهلع علي صوت رباب وهي تصرخ باسم شهد..وجهت نظري
ناحيتها..وشعرت بيد تنزع قلبي من صدري وأنا اري شهد تهوي علي الأرض ورباب تنظر لي
بفزع وتصرخ وليد. 
..كدت ان أحطم القضبان..بيدي لأذهب لشهد الراقدة علي أرض القاعة وحولها
كثيرون لست أنا منهم....يالوعتي...اقتادوني خارج القاعة وسط صړاخي في رباب أن تظل مع
شهد ولا تتركها..سرت معهم يصهرني الڠضب..والألم ..والحنق علي مافعلته بنفسي
بحماقتي...
رفعت عيني الدامعة للسماء ورجوته أن يرحمني...أن يغفر لي ويقبل توبتي.
ياالله ارحمني برحمتك التي وسعت كل شيئ..فلتسعني برحمتك يا رحيم.
وصلت لعنبري في السچن وكل عقلي مع شهد كيف سأطمئن عليها...كيف سأعرف
اخبارها...ظللت ادور في العنبر كالأسد الجريح ڠضبي يكاد ...ظللت علي هذه الحالة
حتي جاءتني اول زيارة من شقيقتي. 
جلست رباب بجواري وابتسمت 
كيف حالك 
أجبتها بسرعة 
بخير . كيف حال شهد 
قصت عليكل ماحدث لها وأنها لا تخرج من منزلها ولا ترد علي هاتفها ...لم تذهب لعملها
منذ اسبوع ومازالت في اجازة..
قلت لها في قلق
اذهبي لمنزلها في زيارة للاطمئنان عليها ومادامت لا تريد أحدا من اهلها أن يعلم بما حدث
فاكتمي الأمر عنهم كما أرادت.
نظرت لي رباب مبتسمة باشفاق 
أتحبها ..
أشحت بوجهي بعيدا عن عينيها التي تخترقني 
لا داعي لهذا الكلام يا رباب . ألا ترين حالي وما وصلت اليه هل هذا الوضع المزري يسمح
بتلك المشاعر 
ربتت علي يدي بحنان وأردفت 
لماذا سكت أليس من حقها ان تعرف حقيقة مشاعرك نحوها 
نظرت لها بحدة  محذرا 
اياك ان تخبريها . انه المحال يا رباب . لقد ډمرت حياتي شړ ټدمير فكيف ارضي لانسانة
ناجحة مثلها أن تشاركني هذا الخړاب لست انانيا لأفعلها .
نظرت للارض في يأس وأكملت 
شهد تستحقكل الخير . وتلك عشر سنين جدبا يا رباب . اتدرين ما اقول . مستحيل أن
افكر مجرد تفكير في أن اجعلها تضحي من أجلي . ولن أقبل بنظرة اشفاق من اي شخص مهما
كان . انه
تم نسخ الرابط