مذنب أنا تسنيم المحمدي

موقع أيام نيوز

ليس هينا أبدا .. لقد سألني عن كل ما يخص فترة عملي بدبي . لولا مكوثي هناك طيلة
عشر سنوات لما كان اطمان لحديثي أبدا .
المهم الان ... أخبريني عما تريدين يا أميرتي .. المباراة ستنتهي سريعا .. وكم أشتاق لبعض
ضربات الترجيح .
ضحكت وقلت له في خجل 
ليس لدي طلبات
فقال بحماس 
الفصل الثالث والعشرين
فقال بحماس 
حسنا ما رأيك أن نجعل الجمعة القادمة قراءة الفاتحة والتعارف بين الاسرتين وبعد شهر نعقد
القران ثم نبدا في اعداد شقتي للزواج وفرشها . وريثما ننتهي نقيم الزفاف .
أجبته بايماءة من رأسي 
حسنا .. لكن أبي قد يعارض فكرة عقد القران مبكرا هكذا .
قال لي مبتسما في ثقة 
دعي الأمر لي برمته ولا تقلقي .
ثم مال بجذعه في مقعده للامام قائلا بهمس أذاب قلبي بين ضلوعي 
لكم طال اشتياقي و صار المحال قريب المنال يا شهد عمري
أشحت بوجهي بعيدا عن عينيه شديدة السواد التي تخترقني وتغرقني في بحارمن الشوق.
صمت وليد قليلا وهو ينظر لي في حنان ثم بدانا نتحدث في التفاصيل..
انتهت المباراة التي يتابعها والداي ...وانضما الينا في حجرة استقبال .
قال وليد بهدوء أغبطه عليه 
اذا أذنت لي يا حاج صبري أرجو أن تسمح لي ولأسرتي الصغيرة ان نأتي في الجمعة القادمة
للتقدم رسميا لخطبة شهد وبعد شهر نعقد القران حتي يتسني لها تجهيز وفرش منزلي فطبيعة
عملي لن تمنحني التفرغ في هذا الوقت لذا ستكون لشهد الكلمة الاولي والاخيرة في كل
تجهيزات الزواج .
بعد اذن حضرتك طبعا يا حاج احنا هنعمل قراية الفاتحة يوم الجمعة ان شاء االله..وبطبيعة شغلي
شهد هي اللي هتكون مسئولة عن توضيب الشقة وفرشها....هي اللي هتختار وتقرر...اللي
تشاور عليه انا موافق عليها وتحت امرها فيه...وده هيخلينا نعمل كتب الكتاب خلال شهر ان
شاء االله.
نظرت لي أمي وقالت باعتراض ودود 
أري أن شهر مدة قصيرة للغاية يا بني لتتعارفا فيها .. لا تؤاخذني .. لكنكما حديثا عهد بمعرفة
كل منكما للاخر .
فقال والدي بهدوء 
أنا من رأي المهندس وليد أن عقد القران هو الانسب لكليهما في تلك الفترة لكننا سنترك
موعده حتي يقررا معا انهما علي استعداد لتلك الخطوة.
قالت أمي بابتسامة 
نعم هكذا افضل .
استأذن وليد في الانصراف وودعنا وقلبي يكاد يطير من الفرحة...قبلتني والدتي وووالدي
بسعادة وذهبت لتتصل بشقيقتاي شيرين وشيماء لتخبرهما...فدخلت غرفتي في سعادة لم
أتذوق حلاوتها من قبل..
بعد قليل طرق والدي الباب قائلا بمرح 
هل تأذن لي الأستاذة شهد في الحديث معها قليلا 
فتحت الباب في بهجة ثم في حب بينما أقول 
بالطبع أبتي تفضل ..
دخل والدي وأغلق الباب ثم عانقني في شجن غامض مما جعلني أشعر بأنفاسه المتهدجة . ظل
صامتا برهة ..ثم قال بهدوء ولا يزال يضمني لصدره 
أعلم أين كان وليد في الفترة الماضية .
انتفضت بشدة وأنا بين ذراعيه ورفعت راسي باستفهام وقد علا وجيب قلبي و
ماذا .. تقصد أبي ...
نظر لي بحنان ثم قبل رأسي بابتسامة هادئة وخطا نحو فراشي فجلس علي طرفه وهو يقول
أعرف أين كان وليد طيلة الأعوام الستة الماضية .
تسمرت عيناي في ذهول علي وجهه وأخرستني كلماته ثم لم أتمالك نفسي فأطلقت دموعي
الحبيسة لتنهمر بغزارة ... أخفيت وجهي بين كفي وبكيت واحساس بالقهر يتسرب الي نفسي
بقوة .
هدأ أبي من روعي قائلا بجزع 
اسمعيني أولا يا بنتي ..فالأمر لا يستحق كل هذا البكاء. تعالي الي جواري يا شهد .
جلست جواره ثم رفعت رأسي والتساؤلات تتراقص تحيط بيكالاشباح من كل اتجاه
بدأ أبي في الكلام
منذ ستة أعوام حينما جئت للمنزل مستندة علي كتف رباب في حالة اعياء شديد انخلع قلبي
قلقا عليك للغموض الذي كان يكتنفك وقتها . كنت أظنه في البداية مجرد اجهاد من العمل
لكن حالتك النفسية والصحية تدهورت فأكدت لي أن هناك أمرا جلل تخوضه ابنتي وتأبي أن
تشركنا فيه . كلما مر يوم ساءت حالتك أكثر حتي رأيتكمنكسرة كالزهرة الذابلة الاوراق لا
تذهبين للعمل ولا تقربين الطعام ترقدين في فراشك دون ان يقربك النوم كلما دخلت غرفتك
أسمع صوت بكائك يجز قلبي كسکين ثالم . كانت اجابتك الوحيدة علي اي سؤال يخص
حالتك ادعولي .. كاد عقلي أن يذهب وانا اراك علي تلك الحالة المريعة فلا قوة لي علي
احتمال أي سوء يصبكن وقد بذلت كل جهد لجعلكن دوما أمنات مطمئنات . جئت بشقيقتيك
وجعلتهما تقسمان أمامي علي قول الحقيقة عن سبب ما اصابك فأقسما علي عدم علمهما بما
بك . بعد مرور اسبوعان علي حالتك تلك قررت الذهاب للقاء الاستاذ عبد الجليل فقد أعرف
منه ما خفي عني وبالفعل وجدته حزين جدا لاجلك وقص علي كل ما حدث في المحكمة .
حدثني كثيرا عن وليد وما حدث مع ابن رباب وكل الظروف التي مر بها وأسلمته لوضعه خلف
القضبان .
كان يتحدث عنه باحترام شديد واعجاب باصراره ان
تم نسخ الرابط