رواية رائعة بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين 
ليأتي علي مسمعه أيضا تلك الصرخه التي اصدرها في هؤلاء الرجال الذين فشلوا في العصور عليها 
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها 

اما هي وقفت تحتضن طفلهما الذي يشبهه حقا ضمته اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا 

فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات  فأبتسم وهو يطمئنها يلا ياهنا اكيد فارس هيفرح لما يشوفك وسامحيني ياهنا عشان فضلت ساكت من زمان ومعرفتش أساعدك 
فتذكرت المعاناه التي تعرضوا لها كي يستطيعون الخروج من ذلك القصر الذي يضم اكبر عدد من الرجال ولولا مساعدة حسام وروز واستغلالهم رحلة سفر محمود لامريكا لكانت ظلت سجينة لديه طيلت العمر هي وابنها 
فسارت خلف حسام بخطي بطيئه حتي وقفت عند سماع صوته الذي ذلذل بكيانها وذكرها بكل ما مضي فرفعت عيناها لأعلي كي تتأمل كل جزء فيه 

بكده أنا قدرت اوصل ليكم فكرة المشروع اللي تعبت فيها سنتين كاملين وانا متفرغ لحلم عمري فأخفض فارس رأسه للحظات قبل ان يرفعها قائلا دلوقتي انتوا عايزين تعرفوا أزاي انا قدرت اصمم المشروع ده بأتقان واعمل اكبر قريه سياحيه في الريف الانجليزي ويكون الاسم المصري هو اساس تصميمها ده طبعا بمساعدة صديقي جون اما السؤال التاني انتوا سألته ليه اسم مشروع المنتجع اطلقت عليه اسم الهنا فأحدث الصحفين بعض المناقشات العاليه  حتي صمتوا عندما بدء هو يتحدث ثانية ولكن هذه المره بالعربيه
الظروف ساعات بتخلق مننا أشخاص تانين والكسره اللي بټموت ساعات بتقويك مش عشان قلوبنا بقيت حجر بس عشان نسكن الالم اللي جوانا ونقدر نكمل حياتنا واحنا عايشين زي الالات المتحركه وبس لكن للأسف مبيكونش ده أحيانا أختيارنا ثم أخفض برأسه وهو يتحدث ثانيه اسم المشروع الهنا ده علي اسم زوجتي اللي افتقدتها أكتر من عاما ونصف زوجتي وابني او بنتي اللي معرفش عنهم حاجه انا بهدي ليها المشروع ده حتي لو بأني احط اسمها عليه   كنت اتمني في اللحظه ديه تبقي هي اول واحده واقفه جنبي ومعايا اول واحده أسمع منها كلمة مبرووك 
كلكم قولتولي الكلمه ديه بس منها هي كانت هتكفيني  
ليبدء الحضور في التصفيق حتي يرفع هو صوته قائلا اصنعوا القوه من نفسكم ديما  بس خلوا ديما عندكم ثقه في العداله الالهيه لان الفرح او الحزن شئ مقدر لينا اما حسن الظن في عدل الخالق ده اختيارنا 
أسف اني طولت عليكم وعارف ان في بعضكم مش هيفهمني عشان انا قررت في اخر خطابي اتكلم بالعربيه وبشكركم جميعا علي تلبية الدعوه 
وينتهي من كلماته حتي يجد كل هذا الحشد يجتمع حوله فيرسم ابتسامة علي شفتيه ويأتي هشام ويحتضنه وهو يهنئه قائلا اكيد هتلاقيها في يوم ياصاحبي 
لتتحرك هي بقدميها نحوه ودموعها تهطل من كلماته فللحظات قد ظنت انه قد نساها وللحظات اخري ظنت بأنه يحتاجها وينده عليها كما هي تحتاجه وللحظات ظنت بأنها ستظل أسيره لذلك الرجل الذي حرمها من حياتها 
حتي وقفت وهي تمسح دموعها التي رفضت


ان تتوقف وبصوت ضعيف فارس 
ليمسح هو علي وجهه وهو يظن أنه مجرد حلم يراوده 
لتقول هي ثانية فارس
فألتف باحثا حوله وسط هؤلاء الصحفين والاعلامين 
حتي نطقتها بصوت اقوي متقطع يتخلله دموعها فارس 
ويبتعد عنهم جميعا ويظل يجول في انحاء المكان بقلبه قبل بصره ويقف عند تلك اللحظه 
لحظه قد استكان فيها القلب وهدأت فيها عاصفة الفراق وأعلن فيها القدر وقت العوده من جديد فتسير الذكريات بقوتها نحو تلك الفتره الطويله من ألم وفراق فيسير نحوها حتي مد بأيديه المرتعشه وهو يقول انتي حقيقه ياهنا مش حلم هصحي منه 
فأتبعه هشام من الخلف حتي سقطت دموعه وهو يتأمل صديق عمره ونظر الي حسام الذي يقف بعيدا ليشكره بنظرات أعينه بأمتنان علي ذلك الوعد الذي نفذه 
فأقترب فارس منها اكثر وهو يتأمل ذلك الطفل الذي
 

تم نسخ الرابط