رواية (الحب الأعمـى) بقلم فريدة
المحتويات
محروس و ساله بمغزي فهمنا بالراحه معترض ليه و لو انت صح كلامك هيمشي
نظر له رؤوف و قال بعنفوان يا بابا البنات بتعملها عشان الشباب تعاكسها و حتي لو عملاها عشان موضه بردو بيتعاكسو ينفع ابقي رايح اجيبها مالمدرسه و الاقي الصبيان بيعاكسوها طبعا مش هسكت و هتخانق و امي هتعملي حكايه و انت ممكن تزعل مني يبقي علي ايه كل ده بناقصهم خالص
انتشي الصبي بعد تلك الثقه التي بثها له محروس من خلال كلماته فهو يمر باخطر مرحله مرحله المراهقه و التي يعتقد فيها انه اصبح رجلا و كل ما يفعله صواب تلك الفتره لا تريد العناد ابدا معه بل اقناعه بما تريد بكل تعقل حتي لا يعتقد انك تامره و هذا ما يرفضه من يمر بتلك المرحله
الانسان و التي يتشكل علي اساسها شخصيته اذا تفهمنا ما يعانيه اطفالنا فيها و حاولنا ان نحول اوامرنا لهم الي طلبات اذا امتصصنا عنادهم بالتفاهم و الحكمه اذا اكثرنا من الكلمات المشجعه لهم مثل انت ذكي انت رجل اصبحت كبيرا ما رايك في كذا انا اثق في رايك لذلك اخذ به و الكثير من التحفيز الايجابي وقتها سيتخطي المرحله بسلام و باقل خسائر ممكنه و يصبح رجلا مسؤولا واثقا من حاله زرعت داخله شخصيه قياديه بحكمه ستنفعه باقي حياته
وقفت النساء باحترام فقالت ايمان اهلا يابني مقولتش ليه انك جاي
فارس معلش يا حاجه جواد كلمني عشان تعبان شويه و جبتلو دكتور
انقبض قلبها خوفا و قالت بلهفه مالو اخوك عشان كده منزلش و كل ما اسال عليه مراته تقولي نايم
هدي اهدي يا ماما خير ان شاء الله
ايمان طب تعالي نطلع نطمن عليه لامؤاخذه يا دكتور
الطبيب بعمليه الافضل ان اطلع لوحدي يا حاجه لان الاعراض الي فارس بيه قلهالي اشتباه في كورونا هعملو مسحه و هكشف عليه الاول عشان لو لا قدر الله كان الفيرس يبقي لازم يتعزل
ضړبت ايمان بيدها علي صدرها و قالت بدموع لا حول و لا قوه الا بالله جالو منين ده بس
صعد فارس و الطبيب الي الاعلي و طرق الباب برفق
كان يقف بالداخل و معه دهبه فقال سريعا شايفه الاوضه بتاعت المكتب دي اشار بيده تجاه باب بعيد عن صاله الاستقبال هزت راسها دليل علي رؤيتها له
اكمل بتحزير تدخلي جوه و تقفلي علي نفسك و لو الدنيا اتهدت برا متفتحيش غير لما اجيلك تمام
امسكها من ملابسها من الخلف وهو يتحرك بها نحو الداخل و يقول بغيره ان شالله عنهم ما طفحو ياختي عايزه تطلعي للرجاله يااااا بت
ردت سريعا پخوف اناااااا و لا طايقه اشوفهم اصلا اصلا ايه ده بقي
ده هما يعني معندهمش اكل و شرب فبيتهم
القاها بالداخل وهو يبتسم علي طفولتها اغلق الباب جيدا ثم اتجه للخارج و حينما فتح لاخيه و من معه قال بغيظ اااايه يا زفت انت وهو ما تصبرو شويه مش انا عيان و مش قادر اتحرك هفتح بسرعه ازاي يعني
فهد بغيظ سلامه سعادتك يا فندم
اغلق الباب بعد ما دخلو ابتسم و قال لا بس لايق عليك الدكتره يا فهود
فارس بمزاح لا و لو شوفتو بقي وهو بيقنع امك انها متطلعش عشان الكورونا و كده كان هيغمي عليها
نظر له بغيظ و قال الله يحرقك هتجلط امي ملقتش غير الكورونا يا زفت
ضحك فهد و قال ما هي دي الحاجه الوحيده الي هتخليك قاعد فالبيت عالاقل اسبوعين من غير ما حد يشوفك و لا يشك فيك و كمان حجه كويسه ان اقعد معاك فتره انهارده بحجه المحاليل و التحاليل و كده
نظر له باعجاب حقيقي و قال جدع يااااض نفعت فيك تربيتي دماغ الماظ
فهد بغيظ انا الي هتجلط منك اقسم بالله يعني مينفعش تقول كلمه حلوه من غير ما تبوظها
جواد بعدم فهم
بوظتها ازاي يعني مش فاعم
فهد يعني في ظابط يتقول ياااااض
جواد بوقاحه وهو ينظر يقول وهو يشير اليه يعني مش فاهم و لا ايه
صړخ بهم فارس بغيظ باااااااس الله يحرقك انت وهو اخلصو بقي خلونا نشوف هنهبب ايه في البلاوي دي
صعدت فاطمه سريعا لتنقل اخر الاخبار لتوحيده فقالت لها بفرحه اسكتي يا خالتي شكل ربنا هيريحنا من جواد من غير ما نعمل حاجه
توحيده باهتمام ايه الي حصل يا بت طمنيني
فاطمه بشماته باين جاتلو كورونا فارس جابلو دكتور مخصوص من مصر و قاعد فوق بقالو ساعتين من بعد ما بعت فارس للمركز بتاعو يحللو العينه عشان يتاكد بس فارس بيقول الدكتور شاكك بنسبه كبيره انها جاتلو
توحيده و الزفته مراته عامله ايه
فاطمه معرفش بس اكيد هتتعدي منه ماهي لازقه في ليله نهار يلااا خلينا نخلص منهم بالمره
بعد ان تركهم فارس بحجه اجراءه المسحه ادخل صغيرته جناحهم ثم جلس مع فهد داخل المكتب في اجتماع مغلق دام لاكثر من تلات ساعات اصبحت الغرفه مليئه بالدخان من كثره السچائر التي ېدخنوها بشراهه و اكواب القهوه لا تعد و لا تحصي
اوراقا مبعثره مكالمات تجري من طرفهم هما الاثنان يلقون بالتعليمات هنا و هناك
حړقت اعصابهم و لكن كانا يملكون من الذكاء و الحكمه ما جعلهم يتوصلان اخيرا الي خطه محكمه تحمي دهبه و توقع بهؤلاء الحقراء
مسح فهد عينه بيده ثم قال بارهاق اعتقد كده تمام صح
اخرج جواد سحابه دخان كثيفه من فمه ثم قال وهو يطلع علي احد الاوراق فاضل حاجه واحده بس
فهد ايه هي
جواد تنقل جيهان و بناتها للمكان بتاعنا و طبعا مش محتاج اقولك تاخد حزرك ازاي و اخر حاجه و اهم حاجه تركيب الكاميرات جوه الجامع هو ده الي هيحللنا اخر لغز و بكده يبقي مسكنا كل الخيوط في ايدينا و هنلفها حولين رقبيتهم كلهم
فهد الصراحه الخطه الي انت حططها متخرش الميه ضحك و اكمل بمزاح دماغ متكلفه بصحيح
ضحك معه و قال ام المحلسه دي مش هتبطلها
فهد بصدق انت عارف انك قدوتي
جواد بجديه و انت عارف لو مكنتش ظابط كفؤ مكنتش خدتك في فريقي و غير كده انت راجل جدع و يعتمد عليك و من الناس القليله الي بثق فيهم امممم شويه يعني
فهد بغيظ اعوزو بالله لو كملت حلو للاخر هتتعب يعني
جواد ببرود مش جاي اخطبك بروح امك انا اخلص بقي و كلم شريف عشان يتحرك علي ما ارجعلك
وقف قبل ان يخرج و قال بتحزير رجلك تخطي ناحيه الباب هقطعهالك نظر له پصدمه فتركه بعدم اهتمام قال فهد بقله حيله يااااا رب جنانه ميكونش موعدي و النبي
فتح الباب فجأه جعلها تنتفض و تلقي الهاتف من يدها فوق الفراش و هي تقول بړعب بس الله اااااايه يا جواااااد خضتني
وصل قبالتها و مال تجاه الهاتف امسكه ليري ما به فابتسم باتساع و قال ايه الحلاوه دي يا ديبو
خجلت منه كثيرا و ارادت ان تكذب و لكن كعادتها لم تجد في بالها شيئا ظلت تنظر له بحيره فعلم انها تبحث عن مبرر لما راه علي هاتفها
جلس قبالتها ثم سحبها اشتاق لحبيبته فصلها و قال بفرحه خبيثه انهي واحده عجبتك اقولك هجبهوملك كلهم تمام
احمر وجهها خجلا و قالت ااا لااا انا بتفرج بس
قال بتهدج لا هشتريهم كلهم اصل هقعد معاكي تلت اسابيع و اكمل لوحدنا اكمل و محدش يخبط علينا الباب حتي ايه رايك
هو ضيوفك مشيو
ثم
ابتعد و قال پغضب لااااا لسه انا جيت اطمن عليكي وحشتيني اقولك كفايه كده و ارجعلك و قال سريعا وهو يضعها فوق الفراش ساعه و هرجعلك
جلس الجميع بحزن بعد ان اكد لهم الطبيب اصابه جواد فيرس كورونا الخطېر و اكد علي عدم الاقتراب من الطابق نهائيا لعدم انتشار العدوي كما انه سيحضر اشخاص مختصه لتطهير الطابق من الخارج الي ان يتم شفاءه يقومو بتطهير الجناح من الداخل
اما عن دهب فهي بنسبه كبيره انتقلت لها العدوي و لكن لم تظهر عليها الاعراض الي الان
عبيد لله الامر من قبل و من بعد جاتلك منين يابني بس
فارس بحزن المشكله يا بابا انه عنده شغل مهم كان لسه هيكلمكم فيه انهارده
احمد باهتمام شغل ايه ده
نظر له فارس بخبث و قال
الفصل الواحد والثلاثون
بعد ان انهي تلك المحادثه الكارثيه تصلب جسده كان بداخله كل شعورا و نقيضه الاحتراق و البرود حد السقيع العجز و القوه الهروب و المواجهه الاستسلام و التحدي
و لما لا حينما يتعلق الامر بدهبه حبيبته نور عيناه و قلبه يجب ان يشل عقله كما يجب ان يعمل بكفائه اكبر
كل ذلك كان يدور داخله خوفه عليها يضعفه و عشقه لها يقويه
لم يشعر بحاله وهو يضغط علي كتفها الذي ما زال يحاوطه بزراعه و برغم ان ملامحه خاليه من اي تعبير الا ان عيناه اصبحت مثل الچحيم
تابعته بصمتا خائڤ برغم انها لا تعلم ما حدث و لكن قلبها يخبرها انه حدث امرا جلل ارادت ان يكون لها دورا حتي لو كان بسيطا في حياته و ان لم تملك الا المسانده بالحديث فلا بأس بعض الكلمات التي تخرج من القلب تصل الي القلب فتجعله اقوي
وضعت يدها فوق صدره برفق و قالت حبيبي انت كويس مالك حد قالك حاجه دايقتك
نظر لها بتيه لاول مره و تحدث بضعف حاجه قتلتني
نظرت له بعدم فهم فاغمض عينه ليتحكم في حاله و تنفس بعمق ثم قال متشغليش بالك يا حبيبي مشكله فالشغل بس هتعدي بامر الله
تعلم انه ېكذب ليطمأنها و لكن لن تضغط عليه ستقف بجواره دون حتي ان يكون لها حق المعرفه
مالت عليه و قبلت موضع خافقه الذي ينبض پجنون ثم نظرت له بحنو و قالت هتعدي بامر الله هتعدي انا واثقه فيك و جنبك انا جنبك و موجوده فضهرك حتي لو معرفش مالك و لا حتي هقدر استعدك بحاجه بس انا جنبك و خلاص حابه
متابعة القراءة