رواية (الحب الأعمـى) بقلم فريدة

موقع أيام نيوز


... لم تهتم تركتهم دون حديث و داخلها يغلي كالمرجل .... خسړت ولدها ... الجميع يكرهها ... لديها مال و ستحصل علي المذيد ... لما لا تترك كل ذلك خلف ظهرها و تنطلق الي الخارج لتعيش كما يحلو لها...... هكذا كانت تفكر بعد ان اغلقت باب غرفتها عليها
نظرت للامام وقالت هنتقم منهم و اتمتع بفلوسي و يبقي مخسرتش حاجه

داخل تلك الشقه البسيطه للغايه كانت تجلس سهير ام فاطمه تنظر الي ولدها وهو ېدخن بشراهه ... وجهه متجهم للغايه و يبدو عليه الحزن
قررت ان تساله للمره الخامسه خلال اليوم عله يخرج ما يکنه داخله لها و يرتاح قليلا ... فهي فالاخير ام قلبها ياكلها علي اولادها حتي لو كانو جاحدين
اتجهت اليه و جلست بجانبه فوق فراشه الصغير ... وضعت
يدها اليمني فوق راسه فنظر لها باستغراب ... ابتسمت له
بهدوء و اخذت تردد بعد السور القرأنيه الصغيره كي يهدأ
قليلا
لا يعلم لما لم يمنعها او ينهرها كما
يفعل معها دائما ... بل
اغمض عينه و ترك روحه تغوص بين حروفها الهادئه و
وجيب قلبه يذداد بداخله
انهت ما كانت تفعله ثم ربتت علي يده و قالت
بحنو مالك يابني ... قولي فيك ايه فضفض و انا
هسمعك ... بلاش تكتم جواك لتتعب ... انت بقالك كام يوم
عالحال ده حتي اختك الي مكنتش بتبطل تكلمها مبقتش
ترد عليها ... حتي لما جات تزورنا قفلت تليفونك عشان متكلمهاش...... ده غير شغلك الي سايبو و قاعد فالبيت مش عايز تقابل حد ... قولي يا بني و ريح قلبي
نظر لها بحزن و عيون تملأها الدموع لاول مره و قال قرفاااان من نفسي ياما ... مش طايق نفسي و لا طايق حد سهير ليه بس ايه الي حصل اتخانقت مع حد ... اختك زعلتك
شيكو پقهر زعلان من حالي ياما ... مش لاقي نفسي ... مش طايق ابص في وشي فالمرايه ... حاسس اني مخنوووق روحي بتطلع مني ... ان ايه الي مشاني فالسكه دي
عارفه ... من كام يوم كنت واقف علي ناصيه الشارع سهران لوش الفجر زي عادتي ... فجأه العيال سابوني و مشيو علي غير العاده .. وقفت لوحدي شويه اشرب سچاره ... لقيت عم الشيخ معروف جاي عليا و من غير ما ينطق كلمه سحبني من ايدي ودخلني الجامع ... انا معرفش مشيت معاه ازاي ... محستش بنفسي غير و جسمي كله بيترعش اول ما خطيت برجلي جوه .... وقفت اتصمرت مكاني ... قولتلو مينفعش ... انا مقدرش ادخل هنا
ابتسملي و قالي الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم
لذكر الله ... الا بذكر الله تطمأن القلوب قالها تلت مرات
و انا مش قادر اوقفه و حاسس قلبي بيرتجف .... وقفت
قدامه تايه ... خدني من ايدي تاني و روحنا اتوضينا و اذن
للفجر... من اول ما سحبني من ايدي و انا بحاول اعترض
امنعه ... بس كأني متكتف مش قادر اقوله لا
لما وقفت اصلي خۏفت لقيت جسمي كله بيتنفض ... مش عارف اركز فالصلاة و لا قادر اعيط ...... كل الي فدماغي و جوايا ازاي انا بجح كده ... واقف بين ايدين ربنا بعد كل
البلاوي الي عملتها خۏفت ياما ... خۏفت و كنت عايز اقطع الصلاه و اجري بعيد عن المكان ... مكنتش عايز اوسخه...... بس كملت الصلاه بالعافيه و اول ما خلصت طلعت جري عشان محدش يكلمني ... ابتسم باستهزاء و اكمل اصلهم كانو مستغربين وجودي وسطهم ... كأنهم بيقولولي ايه الي جابك مكانك مش هنا..... انت مش زينا
كانت تبكي بهدوء و هي تسمعه بقلبا فرح ... يبدو ان ولدها سيمن الله عليه بالتوبه ... حينما وجدته انهي حديثه نظرت له بابتسامه حلوه و قالت فعلا انت مش زيهم ... نظر لها بکسره فاکملت ايوه يا حبيبي انت ممكن تكون احسن منهم بس مش حاسس
ضحك باستهزاء و قال انااااا ... انا الي عملت بلاوي سوده
و ڠضبت ربنا في كل حاجه احسن من الناس الي بتصلي
الفجر فالجامع ... و النبي ياما متضحكي عليا انا مش عيل
صغير قدامك
سهير بجديه يعلمها ولدها جيدا قسما بربي انا ما بضحك
عليك .... انت شايفهم بيصلو صح ... بس تعرف كل واحد
جواه ايه .... يمكن قلبه اسود و بيحقد عالناس ... يمكن
حسودي ... يمكن اكل حق حد .... انا مبقولش انهم
وحشين ... بس هما مشيو في طريق ربنا و بيأدو
فرضه ... انت بقي ربني سحبك ليه
يا حبيبي
نظر لها بعدم فهم فاكملت انت واقف مع العيال الفاسده
الي مصاحبهم ... فجأه سبوك و مشيو و انت بدل ما تطلع البيت فضلت واقف... الشيخ سحبك من ايدك و اول مره يعملها من غير ما ېخاف انك تبهدلو .... مشيت معاه ڠصب عنك مش قادر تمنعه .... كل ده يابني ترتيب ربنا
ربنا شايف ان جواك طيب وعايزك في طريقه .... حب يشيل الغمامه من علي عنيك و ينور قلبك بنوره عشان انت تستاهل تكون كويس
اسمعني يابني ... كل بني آدم مننا جواه الخير و جواه الشړ بس انت الي بتختار مين يكسب مين..... مره واحد راح لحكيم و قاله انا جوايا ذئبين بيتصارعو مع بعض تفتكر مين الي هيكسب .... الحكيم قاله الي بتاكله اكثر
يقصد بالذئبين الخير والشړ ... و الي هياكلو اكثر يعني هيقويه بافعاله ... هو الي هينتصر.... انت مشيت في سكه غلط و الله يسامح الي كان السبب ... بس قلبك من جوه نضيف خساره انه يتملي سواد..... ارجع عن الطريق ده يابني و توب ... ربنا فاتح باب التوبه ديما مبيقفلهوش ... بس انت روحله .. قوله حقك عليا يا رب... ابكي و اتحايل عليه يقويك علي نفسك ... ادعيلو و قوله ... انا نفسي ضعيفه و شيطاني قوي ... قويني عليهم و خد بايدي يا رب... عمره ما هيردك ابدا
بكي بحرقه و قال بعد كل الذنوب دي تفتكري هيقبلني
ردت عليه بيقين طبعااااا ربنا قال استغفروني اغفر
لكم .... وعد ربنا لينا انه يغفر والا مكنش يبقي اسمه
الغفور ... وعدنا انه يرحمنا و لا مكنش يبقي اسمه الرحيم
مهما كانت ذنوبك التوبه هتغسلها ... بكت و اکملت انت عارف حكايه امي ... زنت ... امي كانت زانيه و جابتني من الحړام ...بس ربنا بعتلها الي تتهدي علي ايده و يعلمها و يفهمها ... عاشت عمرها كله تصلي وتستغفر و تبكي لربنا يسامحها .... ماټت وهي ساجده .... الحمد لله قلبي ارتاح لما شوفت حسن الخاتمه واتاكدت ان ربنا غفر لها
كلنا ذنوب يابني ... بنغلط و نتوب و نغلط و نستغفر ... هو ده البني ادم.... بس الفرق في واحد الدنيا بتلهيه و مش بيفكر يقرب من ربنا .... و في واحد قلبه لسه حي و برغم معصيته الا انه بېخاف من جواه
و انت ربنا بيحبك و عايزك ... اوعي تقوله لا ... روحلو و قرب منه ... هيسامحك و هيرحمك و هيقويك عالدنيا ... انا واثقه من كده
شيكو پبكاء بس انا ظلمت ناس كتير سهير الي تقدر ترد مظلمته ردها و الي متقدرش اطلب من ربنا يردها عنك .. بس اهم حاجه تبقي قوي و متضعفش ولا تخلي الشيطان ييأسك من رحمه ربنا .... نظرت له و اكملت پقهر و اهم من شياطين الجن ... شياطين الانس يابني اوعي تخليهم يأثرو عليك و يرجعوك للطريق بتاعهم ..... انا عارفه ان خروجك منهم صعب و مش هيسبوك في حالك ...بس انا واثقه فيك و عارفه انك قدها ... قوم يابني ... قوم استحمي ... اغسل نفسك من ذنوبك و اتوضي و صلي ركعتين لله
ابكي و انت ساجد خالي دموعك تنضف قلبك من جواه و اطلب من ربنا يسامحك ويقويك ... هياخد بايدك لما يلاقيك صادق في توبتك و مش هيسيبك ابدا نظر لها من بين دموعه و هو
يترجاه بعينه ان تؤكد حديثها 
الذي اثلج قلبه و فتح داخله طاقه نور ستضيء حياته الاتيه .... بامر الله هزت له راسها بابتسامه جميله بعد ان فهمت ما يدور داخل عقله و قالت ايوه هيقبلك و يغفر لك ... هو ده
يقيني بربنا
بعد ان صعد جناحه مع ولده الروح ... لم يفتح بمفتاحه كما اعتاد ... بل طرق الباب ... يعلم ان صغيرته تنتظره دائما بثياب مهلكه و لن يقبل ان يراها احدا بها حتي لو كان طفلا .... وقفت خلف الباب تنظر من العين السحريه و حينما وجدته يحمل الطفل سحبت اسدالها الموضوع جانبها و ارتدته سريعا ثم فتحت له و قالت حمد الله عالسلامه ... ايه ده محمود کمان ... نظرت لهم بقلق و
قالت ماله هو تعبان
بعد ان تحرك للداخل جلس و معه الصبي الذي كان صامت
صمت مریب و قال حبيبه نامت
دهب يا دوب لسه مدخلاها تنام بس اااا.... قاطعتها الطفله
التي اتت من الداخل و هي تقول بتزمر انا صحيتي يا
ببتي ... مراتيك بتنام بيبو بعافيه
نظر لها بغيظ و قال مراتيك و بتنام .. تعالي يا كارثه
حياتي ... مفيش نوم انهارده هنسهر سوي
محمود بهدوء انا عايز انام يا بابا
رد عليه متصنعا المزاح لااااا مفيش نوم غير لما اغلبك
دور شطرنج و لا انت خاېف اغلبك
محمود بوهن مش هقدر ... مش عايز
جواد دهب ... خدي حبيبه و اعمليلنا كيك عشان نفسي فيها فهمت انه يريد ان يختلي بالصبي ... امسك يد الطفله و قالت بمزاح ماشي بس بالله ابقي كل شويه اطمن عليا عشان بيبو بتجنني فالمطبخ حبيبه بغيظ بيبو مش تجنكيكي يا دود انا اساعدك بس
بعد ان تاكد من مغادرتهم التف للطفل و قال بحكمه انا مش هقولك متزعلش ... حقك ... الموقف صعب عليك او علي اي حد مكانك ... بس الي انا متاكد منه انك مش هتخلي الي حصل يأثر عليك .. هنتخطاه سوي .. انت اخترت اکون اب ليك ... و انا اعتبرتك ابني من يوم ما اتولدت ... حط في دماغك ان ابني مش ضعيف ابدا ... هيزعل اه بس مش هيخلي زعله يغيره ... حاسس انه موجوع بس مش هيخلي وجعه يكسره..... يابني الحياه كلها مشاكل الجدع الي يقف ويواجه و مهما كان صعوبه الي بيمر بيه ميخلهوش يغيره من جواه ... بالعكس كل مشكله و كل ۏجع و كل كسره هتمر بيها ... خدها سلاح
 

تم نسخ الرابط