رواية ميراث القلوب بقلم الكاتبة نرمين عادل همام حصري لموقع ايام

موقع أيام نيوز

أنا كنت بحميها وبنظفها وبأكلها بإيدي وكانت عنايات تيجي تقول لي أنت بتاخدي فلوس أمي! وتتخانق معايا والله قلبي وجعني لما أمك كانت تدعي عليها بس تصدق أمك كان عندها حق 
عبد الوهاب يعود لمسبحته
ما هو ده اللي خلاها تكرهك أمي كانت بتحبك ومفضلاك عليها وده بېحرق قلبها 
أم علا بنبرة حزينة لكنها صارمة
أمك حكت لي حكايات عنها تطفح اللقمة عنايات وعمايلها وهي صغيرة كانت فاكرة إن كل مقالبها هزار لكن طلع ده طبع متأصل فيها ما سيبتش حد في حاله 
ساد الصمت للحظة ثم نظر عبد الوهاب إلى زوجته وقال بابتسامة مريرة
ما تخافيش يا أم علا اللي زيها ربنا كفيل بيه وإحنا بنتكل على ربنا وبس 
في نفس الوقت بيت منصور
جلس منصور على كرسي خشبي قديم في وسط الغرفة يتأمل كوب الشاي أمامه ببرود بينما عنايات جالسة قبالته تحملق فيه بعينيها الممتلئتين بالدهاء وكأنها تحاول زرع أفكارها في رأسه دون مجهود يذكر 
عنايات بلهجة واثقة
هاي يا أخويا قلت إيه في اللي أنا بفكر فيه كل ده علشان أضغط على عبد الوهاب وأجوز بنته لابني محسن ساعتها مفيش حاجة من مال أخونا تطلع لحد غريب 
منصور يرفع حاجبه بتعجب
إيه الكلام ده يا عنايات غريب أوي اللي بتقوليه أنا ممكن أقول لعبد الوهاب إنه ما يكتبش حاجة باسم بنته لكن كده أنا بنبهه إنه ممكن يكتب كل حاجة باسمها وبعدين إنت هتدوشيني ليه دلوقتي أنا في حالي وفلوسي مكفياني البنات اللي عندي جهزتهم أحسن جهاز بعد ما بعت الأرض والصبيان كمان جبت لهم شقق في المركز تشرح القلب 
عنايات بتصميم
يعني أنا مش غلطانة! إحنا أولى بفلوس عبد الوهاب من أي حد غريب وبعدين ابني محسن طوع إيديا عمره ما هيرفض لي طلب ساعتها نقسم الحاجات بيني وبينك وما حدش يطلع منها خسران 
في تلك اللحظة دخلت ماجدة زوجة منصور وعيناها مليئتان بالڠضب وقفت عند الباب واضعة يديها على خصرها تنظر إلى عنايات بنظرة صارمة 
ماجدة بحدة
بقول لك إيه يا منصور لو هتمشي ورا كلام أختك أنا هسيب لك البيت ده وأروح أقعد عند حد من عيالي اتقي الله يا راجل! يعني مش عارف أختك دي كانت بتقول إيه على بناتك ولا نسيت
منصور وهو يحاول تهدئة الوضع
وأنا كفرت يعني بسمع لها بس وما عملتش حاجة 
ماجدة وهي تتقدم بخطوات ثابتة نحو عنايات
نسيت لما كانت بتتكلم على بناتك وبتشكك في عرضهم علشان بس هم كملوا تعليمهم وهي بناتها لأ أنا بقول الكلام ده قصادها ولو فتحت بقك يا عنايات هنادي إخواتي ونضربك بالشبشب 
عنايات وهي تقف پغضب وتلوح بيدها
الشبشب إيه اللي هتضربيني بيه ده أنا اللي هضربك بيه! إنت اللي مقوية أم علا علينا وهي مقوية عبد الوهاب أوعي تكوني عايزة تاخدي فلوس معاكم أو حتى تفكري إن عيل من عيالك يتجوز البنت علا 
ماجدة وهي تصرخ پغضب
يا رب ارحمنا! إنت دماغك ما فيهاش غير الفلوس يا شيخة يا عالم مين ھيموت قبل التاني اتقي الله شوية ده حتى بناتك ما سلموش من جشعك جوزتيهم لرجالة متجوزين ومخلفين علشان خاطر الفلوس عيشتهم كلها تبكي وما تعلمتيش ودلوقتي جايه ټأذي بنت عبد الوهاب وتدخلي ابنك محسن في السكة
عنايات بصوت أعلى
فهمت الموضوع! يعني إنت وماجدة بتدبروا حاجة وعايزين تاخدوا فلوس عبد الوهاب! أنا مش هسكت دي كبرت في دماغي والواد محسن هيتجوز علا سواء وقفتوا معايا أو لا أنا هتصرف 
منصور وهو ينهض محاولا السيطرة على الحوار
بصي يا عنايات خليكي معايا لو الموضوع فيه خير وما يضرش عبد الوهاب أنا معاك نتكلم معاه بالحسنى ونطلب إيد علا لمحسن لو محسن محتاج مساعدة مني أو من عادل كلنا هنساعد لكن ده لو عبد الوهاب وافق 
عنايات تقاطع بسرعة
ولو ما وافقش
منصور وهو يمسح جبينه بتوتر
والله الحل مش عندي الحل عند عبد الوهاب انتي ميلي دماغه بالأدب يمكن يوافق لكن أنا مش هضغط عليه بالغلط 
بعد العشاء في بيت عبد الوهاب
كانت الغرفة هادئة إلا من صوت الرياح التي تمر بين نوافذ البيت القديم جلست علا وولاء في زاوية الغرفة يتحدثان بهمس وكأنهما يحاولان إبقاء حديثهما بعيدا عن آذان المتطفلين 
علا وهي تمسك بيد ولاء بلطف
بټعيطي ليه يا ولاء والله يا أختي عياطك ده بيقطع في قلبي إنت عارفة غلاوتك عندي وعارفة إن محسن مش في بالي ولا بفكر فيه لكن أنا كمان عارفة إنك بتحبيه حتى لو بتحاولي تنكري وده العياط كله علشانه صح
ولاء وهي تمسح دموعها بيد مرتعشة
قلبي بيتقطع يا علا خالتي عنايات لفت اليوم كله رايحة من بيت لبيت لحد ما وصلت لبيتنا حكيت لأمي إنها عايزة تجوزك لمحسن أنا مش زعلانة منك والله بس خالتي عنايات فاكرة إن عشان إحنا غلابة وأبويا راجل بسيط يبقى ملناش حق 
علا وهي تربت على كتفها بحنان
بصي يا بنت عمتي وأنت عارفة إني بحبك قد أمي ويمكن أكتر أنا عارفة إنك بتحبي محسن من زمان وكنت بشوف في عينيه إنه بيبص لك نظرة مختلفة 
لكن كل اللي حصل ده من عمتي عنايات اللي كبرت الموضوع في دماغه وكل ده عشان فلوس أبويا 
ولاء بصوت مخڼوق
من يومين جالي عريس الراجل طيب ومحترم لكن سبحان الله أمي دخلت علي لقتني بعيط ما قلتلهاش حاجة لكنها فهمت لوحدها 
وقعدت تقول منك لله يا عنايات كسرتي قلب بنتي اللي ما كنتش أعرفه إن خالتي عنايات كانت قاعدة مع أمي من سنة وبتقول لها إيه رأيك نجوز ولاء لمحسن وبنتك تيجي تخدمني أمي حكت لي إنها صوتت في وشها وقالت يعني إيه اثنين فقر يتجوزوا بعض هيجيبوا شحات 
علا تضحك بخفة وهي تربت على ظهر ولاء
طب يلا يا أم الشحات! وحياتك عندي وبغلاوتك والله يا نن عينيا أنا مش هقبل غير إنك تكوني سعيدة ولو محسن هو سعادتك أنا هخلي أبويا يكتب أجمل جهاز لك وما تقوليليش إنك فقيرة ده كلام يوجع قلبي 
ولاء بتنهيدة طويلة
أنا نفسي مستغربة أمي ورثت نصيب قد نصيب خالتي عنايات لكن مرض أمي خلاها تبيع الأرض اللي ورثتها ربنا يبارك لخالي عبد الوهاب كان بيشتريها بأكتر من ثمنها مش بس كده ده مخلي أبويا لسه قاعد فيها وما خرجوش منها 
علا وهي تحاول تغيير الموضوع بابتسامة
عيب بقى الكلام ده إنت أختي وأمك اللي هي عمتي جمالات أطيب وأحن عمة في الدنيا سبحان الله إنها تبقى أخت عمتي عنايات مش عارفة إزاي الاتنين دول طلعوا من نفس البيت!
ولاء بابتسامة صغيرة رغم دموعها
يسعدك ربنا ضحكتيني أخيرا بقول لك إيه خلينا ننسى موضوع محسن أنا مع الأيام هنساه ولو فكرت في العريس اللي جاي لي يمكن أحبه مع الوقت وصدقيني محسن مش وحش بس مشكلته إنه ما يعرفش قيمته ولولا حركات خالتي عنايات يمكن كان هيبقى ليه حال أفضل 
علا
تم نسخ الرابط