رواية ميراث القلوب بقلم الكاتبة نرمين عادل همام حصري لموقع ايام

موقع أيام نيوز

شاغل بنت خالك علشان أجوزها لك يا واد الأرض هتضيع مننا لو كتبها لبنته 
جوز عنايات وهو يجلس على الأريكة ويمضغ قطعة خبز باستهانة
أهو بقى في الدين حرام يكتب الأرض باسم بنته طالما مش بنته بس إللي هتورس وما عندهوش غيرها يبقى إخواته هيدخلوا في الميراث 
عنايات وهي تقطع كلامه بسرعة وقد بدأت تسرع في حديثها بحماسة
لا يا أخويا أنا امبارح اتصلت بالتلفزيون البرنامج بتاع المذيعة الحلوة المحجبة اللي الشيخ بيبقى قاعد فيه بيحل المشاكل وسألته يا شيخنا أخويا عنده بنت واحدة وسمعته إنه عاوز يكتب الأرض باسمها عارف قال لي إيه
جوز عنايات ينظر إليها بلا اهتمام
قال لك إيه يا آخرة صبري
عنايات وهي ترفع يدها مشيرة كأنها تؤكد أهمية كلامها
قال طالما لسه على قيد الحياة وما ماتش من حقه يكتب اللي هو عايزه في صورة هبة إلا يا أخويا من هبة دي
جوز عنايات وهو يبتسم بسخرية ويهز رأسه
تعرفي إنك عارفة كل حاجة وبتستعبطي واخداها في صورة هزار ما هو لو ابنك المعدول اتجوزها وأبوها كان كاتب لها كل حاجة خير وبركة خلي بس هو يقوم من النوم اللي هو نايمه بينام وش الصبح ويصحى على المغرب 
محسن بصوت متذمر وهو يخرج من غرفته
كتر الكلام صحاني! ارحموني شوية ده أنا الولد الوحيد عندكم على ثلاث بنات ثلاث مصايب يعني 
عنايات وهي تنظر إليه پغضب تضع يديها على خصرها
تصدق ما فيش مصېبة عندي غيرك بس أنا اللي ساكتة وبالعة بمزاجي يا واد إنت زفت وأكرم من تبص لك تكش بس شكلك الحلو إللي بيرمي البنات عليك إلا البت علا لا طايقاك في السما ولا في الأرض تصدق انت مش ابني لكن لو أنا منها كنت تفيت عليك 
محسن وهو ينظر إليها بحزن مزيف
دايما سادة نفسي يا أما هو أنا لقيت شغل وما اشتغلتش ما أنا بطلع يومية هنا ويومية هناك وأنا بحب علا وعايز أتجوزها هي اللي مش طايقاني 
جوز عنايات وهو يهز رأسه بأسف
علشان سيرتك على كل لسان بتقف تعاكس البنات كبرت يا ابني وعقلك قد الزتونة 
محسن بجدية مفاجئة
خلاص فطريني وهروح أقعد معاها أنا شايفها من الشباك هي والبنت ولاء بيشيلوا الملوخية فوق السطح 
بقلمي نرمين عادل همام
عنايات بابتسامة خبيثة وهي تنهض لتجهز الإفطار
هحضر لك تفطر وأقول لها تعمل حسابي في الملوخية اللي بتشمسها بس خلي عندك ډم وأنت بتتكلم معاها لاحسن تروح تفضحنا 
نهض محسن بتثاقل لكنه بدا وكأنه يحمل خطة في رأسه بينما عنايات تمضي إلى المطبخ وهي تفكر في كيفية جعل علا ترضخ للأمر الواقع 
وبعد نصف ساعة
في الساحة الخلفية لبيت ولاء كانت الشمس قد بدأت في الارتفاع والهواء مشبع برائحة الملوخية المقطوفة حديثا 
كانتا علا وولاء منشغلتين بغسل الأوراق الخضراء عندما حدث ما لم يكن في الحسبان 
علا تصرخ بفزع وهي تقفز من مكانها
هو في حد يعمل كده يا محسن بتنط علينا من فوق السور ده أنا افتكرتك حرامي! هو حد يعمل كده
ولاء تمسك بقلبها وهي في حالة صدمة
يا شيخ منك لله! ده أنا كنت هعملها على روحي وفي السن ده يقولوا عليا إيه اتهبلت ده أنت قطعت لي خلفي اللي لسه ما شفتوش!
محسن يضحك بصوت عال وهو يهز رأسه
انتم قلبكم خفيف كده ليه هو حد يقدر يجي هنا وأنا موجود ده أنا كنت ريحته من الدنيا كلها ما يبقاش قلبكم خفيف كده 
علا تنظر إليه پغضب وهي تضع يديها على خصرها
عايز إيه يا محسن أبويا في الشغل وأمي في السوق ولسه ما جتش ويا ريت تبطل السحب إللي إنت بتتسحبه ده! إفرض أنا قاعدة واخدة راحتي تنط على بيتنا كده
محسن بابتسامة ماكرة
انتم مش جوه البيت هو احنا هنضحك على بعض وبعدين الحتة دي انتوا بتربوا فيها فراخ وبتنضفوا فيها الخضار وبالليل خالي بيقعد يشرب الشاي 
وانت ما بتطلعيش غير بالإشارب على راسك ولابسة هدومك بس إيه الكراسة دي إللي ورا ضهرك
علا بارتباك واضح تحاول إخفاء الكراسة
وأنت مالك كراسة ولا مش كراسة حاجتك ولا حاجتي يا شيخ أطلع من نفوخي بقى كابس على مراوحي 
ولاء وهي تدفعه پعنف
وانت مالك احنا حرين وهي حرة كراسة بتكتب فيها أفكارها وشوية شعر كده اديني ريحتك! غور بقى امشي من هنا لا تطب عليك 
علا تتحدث بعصبية وهي تحاول الإمساك بالكراسة
بتقولي له إيه بس ده حشري! وانت سيبها من إيديك! ما تشدهاش! هتقطعها منك لله يا شيخ! حرام عليك! ما تروح تشتغل ولا تروح في أي داهية بعيد عني 
محسن وهو يفتح الكراسة ويتصفحها بسخرية
الله! الله! إيه بقى الكلام ده إللي مكتوب يا ست هانم مين حبيبي وبحلم بيك وكلام كده غريب عامل زي أغاني عبد الحليم القديمة انطقي والله لأجرسك في البلد كلها 
علا ټنهار في البكاء وتحاول تبرير نفسها
والله ما لحد! أنا بكتبها كده حتى لما كنت في المدرسة المدرسين عارفيني بحب أكتب الشعر انت عاوز مني إيه هو انت شفت مني حاجة وحشة
محسن بابتسامة ساخرة وهو يقترب منها أكثر
أيوه كده اظهري على حقيقتك يا اللي عاملة نفسك طيبة وانت مايه من تحت تبن ده انت ممكن تكوني كاتباهم لحد وبتبعت لهم جوابات ولا بتكتبيهم على التليفون وتبعتيهم لحد الموضوع ده مش هعديه بالساهل وأنا أقول مش عايزة تتجوزيني ليه
ولاء تدفعه بقوة وتحاول إبعاده
امشي دلوقتي! امشي! ولما يجي خالي أنا هشتكيك له روح لأمك يلا 
علا تصرخ وهي تمسح دموعها
منك لله يا شيخ! تبقى تنفضح زي ما أنت عاوز ټفضحني بالباطل كده وتلاقي إللي يتبلى عليك ويجرسك في الشوارع 
محسن يضحك بصوت مرتفع وهو يلوح بالكراسة
قولي إللي انت عايزاه ولا يهمني وبرضه إن كنت بريئة ولا لا الكراسة دي هتخليكي تتجوزيني ورجلك فوق رقبتك اصبري بس لما أمي تشوفها 
غادر محسن الساحة وكأنه المنتصر في معركة بينما علا جلست على الأرض مڼهارة تبكي وولاء تحاول تهدئتها وهي تنظر إلى الكراسة الممزقة تفكر في الکاړثة التي قد تحدث إذا وصلت إلى يد عنايات!
في بيت عنايات
جلس الجميع في الصالة الصغيرة وكانت عنايات تمسك بالكراسة كأنها تحمل دليلا على چريمة كبرى تصفع صفحاتها بيدها وكأنها تستعد لإلقاء خطاب حماسي 
عنايات بصوت مفعم بالانفعال
يا عيني يا عيني على الكلام اللي مكتوب! اقرأ يا واد وسمعني دي البنت فجرت ولازم يبقى في حل مع أبوها أول حاجة هخليه يسحب منها التليفون 
جوز عنايات وهو يراقبها بملل
هو انت مصدقة اللي بتقوليه ولا بتعملي نمرة كده ع الفاضي
عنايات تنظر إليه پغضب
نمرة إيه البنت دي مش عايزة تتجوز ابني محسن اللي أحلى بنت فيكي يا بلد تحب تبص في وشه! في جماله في وسامته ولا عضلاته! وتيجي المفعوصة دي ترفضه وتكسر بخاطره يبقى في إيه يبقى فيه إن!
جوز عنايات يحاول تهدئتها
بلاش فضايح يا عنايات البنات سمعتها زي الزجاج قولي لأبوها بهدوء إن البنت دماغها مشغولة
تم نسخ الرابط