ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت حصري علي موقع أيام
المحتويات
انت وأختي في نفس الوقت
الله عليك يا صاحبي دا كدا انت برنس وعمهم كلهم
رد جاسر بمزاح
وانت دماغك ولا إبليس بذات نفسه يا جدع يلا قولي على الخطة الجهنمية اللي هتجيب مريم لحد عندي
أجاب حمزة وداخل عينيه ألسنة لهب من الچحيم
بص يا برنس
أخذ يملي عليه ما يفعله فكان تحالفهما معا أقل ما يوصف به أنه تحالف الأبالسة
الفصل الحادي عشر
وحوش ضارية على هيئة بشړ لا يعرف الخير إلى دربها عنوانا وأزهار قد ذبلت أوراقها وتناثرت بقاياها بعد أن تم اقتطافها فلم يعد لها في البستان مكانا
أرفعها لفوق شوية عايز الكل يشوفها ويعرف إن المحل وفروعه بتوع جاسر الراوي وبس
تلك الكلمات صاح بها جاسر الذي أمر رجاله بإزالة لافتة يعقوب وأولاده و تبديلها بأخرى باسم مفروشات الجاسر انتهى العامل من تثبيت اللافتة وهبط من الدرج الخشبي فسأله
الله ينور يا رجالة يلا بقى على شغلكم
اقترب إليه عرفة بتوجس حتى يخبره أن ما يفعله خطأ
ذريع
جاسر بيه معلش إني بتدخل بس نصيحة من واحد قد أبوك الله يرحمه وشغال في المحل من أيام الحاج عبدالعليم الراوي المحل والسلسلة كلها معروفة بمفروشات يعقوب وأولاده والناس كلها بتيجي على الاسم لأنهم بياخدوا الحاجة من عندنا وهم مغمضين عينيهم
قائلا
المحل دا دلوقتي بقى بتاع مين يا أبو العريف
نظر إلى أسفل پغضب وأجاب على مضض
بتاعك يا ابني
أنا هعدي ليك كلمة يا ابني بمزاجي بس انت الوحيد اللي مسموح ليك تقولها عشان أنا هابقى جوز بنت أختك
ألجمت الصدمة لسانه فسأله جاسر ساخرا
إيه كلت القطة لسانك
وصية أبوك الله يرحمه كانت إنك هتتجوز أمنية ومريم هتتجوز
قاطعه جاسر بنظرة تحذيرية
مريم هتتجوزني أنا أبويا خلاص ماټ والحي أبقى من المېت دا لو لسه كنت عايز تحافظ على أكل عيشك في المكان يا أبو أمنية
يغفو في سبات عميق بعد أن استسلم إلى النوم جسده يرتجف ربما لأنه غارقا في كابوس موحش يجعله يهمهم بكلمات غير
ظهر إليه شابا في نفس مرحلته العمرية نحيل القوام عيناه دائرية تغطي نصف وجهه شعر يوسف بالفرح حينما رأي صديقه
ماجد!
عانقه وربت عليه فقال ماجد له
أنا رحت لك على البيت قالوا ليا إنك مش موجود ورحت لك على المحل قابلني هناك عم عرفة وهو اللي قالي إنك عايش هنا أولا البقاء لله ثانيا ليه سيبت البيت وعشت لوحدك
والدوام لله بالنسبة لسبب إن أنا قاعد هنا دا محتاج شرح طويل وأنا بصراحة مش قادر أو بحاول أنسى
ولج كليهما إلى الداخل ثم ذهبا إلى غرفة الضيوف كما تفهم ماجد ما يدور في رأس صديقه فربت على كتفه وقال
ولا يهمك يا چو أهم حاجة جيت أطمن عليك وأعزيك وفي نفس الوقت جيت أحكي ليك خبر ممكن يضايقك وخبر تاني بدعي من ربنا إنك توافق عليه
عقد ما بين حاجبيه وسأله
الخبر اللي بيضايق هو إن إدارة الجامعة عينت
تلات معيدين اتنين منهم ولاد دكاترة والتالت من معارف عميد الكلية
هز رأسه بسأم وعقب قائلا
كان قلبي حاسس
كلها وسايط وبالمحسوبية يا صاحبي يعني لو باباك الله يرحمه كان ملى جيوبهم بالهدايا والشيكات مش بعيد كانوا عينوك دكتور على طول
أخذ كليهما يضحك يا لها من كوميديا سوداء!
توقف يوسف عن الضحك فسأله
طيب وإيه اللي أنت عايزني أوافق عليه
أخبره صديقه بحماس
طبعا بتسمع عن شركات التسويق والشحن زي أمازون وغيرها إحنا عايزين نعمل شركة زى الشركات دي أنا عملت دراسة جدوى وحددت المبلغ اللى عايزينه هتبقى شراكة بيني
وبينك ومعانا شريك تالت هيساهم معانا بالفلوس وأنا وانت باقي كل حاجة إيه رأيك
أخذ يفكر قليلا كم تمنى أن يمتلك عملا خاصا به وبالتالي لا يعتمد على أموال والده فسأله
حلوة جدا الفكرة لكن لازم تكون متفق مع شركات كتير اللى هانكون وسيط ما بينها وبين العملاء ومحتاجين لمندوبين لتوصيل شحن كل منتج مطلوب وفوق كل دا مكان للشركة نفسها
أخبره ماجد
اطمن أنا عملت حساب لكل دا مستني بس موافقتك وشراكتك معايا بالفلوس وبإداراتك لأنك شاطر قوي في الإدارة
أومأ إليه ثم انتبه إلي شيء فسأله
ما قولتليش صح مين الشريك التالت
ابتسم بفخر وأجاب
ال business woman أية فؤاد
صاح بتعجب
أختك!
آه يا سيدي هي آية ما شاء الله بقت fashion designer و make up artist قد الدنيا وكمان هتساعدنا في شحن وتسويق أدوات التجميل وكل الحاجات بتاعة البنات دي مكسبها حلو جدا
هز رأسه بالموافقة وقال
يبقى على بركة الله
نهضت رقية من جوار شقيقها تصيح برفض تام
مش موافقة
كان جاسر يمسك بسيجارته وينفث دخانها سألها بتعجب
ليه إن شاء الله مش دا حمزة اللي كنتي ھتموتي وأبوكي يوافق عليه ولما أبوكي رفضه فضلتي قافلة على نفسك!
نظرت إليه باستفهام فأردف
ما تستغربيش أنا آه ما ببقاش موجود بس دبة النملة بعرفها وأنا جاي لك وبقولك أنا موافق على جوازكم يعني المفروض تشكريني
حدقت بامتعاض وإصرار قائلة بصياح
انت ما بتفهمش قلت ليك مش عايزاه وروح قوله كدا ولا هتخاف منه اكمنك الدلدول بتاعه أي حاجة يقولها لك تقول وراه آمين
كان الصمت السائد أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة وإذا بها تطلق صړخة دوى صداها في أرجاء المنزل كان قد قبض على خصلاتها ويهزها
پعنف حتى شعرت بأن شعرها سيقتلع في قبضته يحذرها بصياح
أنا ساكت ليكي من بدري لحد ما سوقتي فيها ولسانك طول جرى إيه هو أنا مش عارف ألمك! طيب إيه رأيك وربنا لهتتجوزيه والخميس الجاي هايكون كتب كتابكم
ترك خصلاتها ودفعها على الأرض فتحت والدتهما الباب تسألهما بقلق
إيه اللي بيحصل يا جاسر بتمد إيدك على أختك ليه
أشاح بيده قائلا
أهي عندك ابقي اساليها
تركهما وغادر الغرفة دنت راوية من ابنتها فارتمت الأخرى بين ذراعيها واڼفجرت في البكاء فقالت بحزن وأسي
ربنا يهديك يا جاسر يا بني
عاد من الخارج للتو يحمل علي كاهليه ثقل جبل من الهموم ألقى تحية السلام على أهله فردت زوجته التحية وكذلك مريم وسألته
خالو يوسف ما بيجيش المحل
أجاب بسأم وحزن نابع من قلبه
هيجي ازاي يا بنتي وأخوه منه لله خد كل حاجة
شهقت زوجته وسألته
أخد منه كل حاجة ازاي
أخذ يسرد
لهما ما حدث
في المتجر وعلم أن كل ممتلكات الحاج يعقوب أصبحت ملكا لجاسر ويوسف انتقل إلى شقة والدته التي تقع في أحد الأحياء الراقية كما ترك له والده مبلغا من المال لأنه كان يتوقع حدوث ذلك وبعد أن انتهى من حديثه وقفت مريم وقالت
عن إذنك يا خالو خدني عند يوسف ونطمن عليه
لذا قال لها مرغما
ما ينفعش يا مريم يوسف دلوقتي ما بين حزنه على أبوه وما بين اللي عمله فيه أخوه بلاش نروح له هنتفهم غلط خصوصا إنه يوم ۏفاة أبوه كان هيجي يتقدم لك ممكن تسألي عليه في التليفون
أخبرته بحزن
تليفونه مقفول
يبقى خلاص بلاش تفرضي نفسك عليه هو لو عايزك هيسأل عليكي
شعرت بالحزن ربما حديث خالها صحيح لكن كيف هذا وقد اعترف يوسف إليها بحبه وطلب الزواج منها!
أومأت بسأم وقالت
أنا داخلة أنام تصبحوا على خير
اقتربت هويدا من زوجها تسأله بصوت خاڤت
انت ليه قولت ليها كدا هو فيه حاجة وانت مخبيها عليها
همس إليها ولوح بيده لتتبعه
تعالي في أوضتنا وأنا هحكي ليكي
يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزه وكمان بيساومك على أكل عيشك!
طأطأ رأسه إلى أسفل بقلة حيلة قائلا
مش عارف يا هويدا أعمل إيه أنا عارف مريم متعلقة بيوسف وعمرها ما هتوافق على أخوه
عقبت هويدا على حديثه
يبقى ده السبب اللي خلاه اټخانق مع أبوه وقت ما
قال له يتجوز أمنية بنتك أتاريه حاطط عينه على مريم يا حسرة عليكي يا بنتي وعلى بختك المايل
رفع رأسه ورمقها بامتعاض
وطي صوتك للبنات يسمعوكي
هو دا كل اللي همك يا أبو محمود دا بيقولك يا يتجوزها يا هيطردك من المحل المحل اللي كبرتوا من أيام الحاج عبد العليم وبعدين دا واحد غدر باللي من دمه ما بالك ممكن يعمل فينا إيه
تمعن في حديثها ووجد ما تقوله صحيحا فسألها بتردد من القرار الذي أرغم أن يتخذه لكنه يريد أن يجد ما يؤيده حتى لا يشعر بالذنب نحو مريم ويوسف
يعني أعمل إيه يا هويدا أنا محتار وعاجز
وهي دي فيها حيرة ما هي واضحة زي الشمس قدام عينك انت لو اتطردت من المحل مش هنلاقي ناكل ولا حتى تجوز مريم ليوسف ولا بنتك لصاحب نصيبها دا غير إنك عديت الخمسة وخمسين سنة فصعب تلاقي شغل كويس يعني أخرك فرد أمن ومرتبه ميأكلش عيش حاف
سألها مرة أخرى
طيب مين اللي هيقنع مريم إنها توافق عليه
ابتسمت بزهو وقالت
سيب علي أنا المهمة دي أنا همهد الأول وهقولها على اللي فيها وهي مش هترضى بقطع عيشك دا انت خيرك عليها
دمعة تساقطت من عين ابنتهما التي كانت تقف وتسترق السمع لقد علمت لما كان جاسر يلاحق مريم في العزاء ويبدو إنها ليست المرة الأولى ولماذا يريدها إلى هذا الحد والسؤال الأخير لما خبأت مريم أمر كهذا ولم تسرده إليها!
12
كيف أعود لك ومرارة أيامي معك لا زلت أشعر بها في فم عمري صامد أمام أمواج حزني منك فما تبقى من العمر لن يكفي لأن أنفقه زادا في غيابك أنت قد علمتني كيف أحبك إلى الحد الذي نسيت به الدنيا وما حوته بينما استكثرت سقيا قلبك على جفاف روحي بل وتركت لي چرحا لن
يندمل مهما مر العمر
توقفت للحظات مترددة أن تدخل إلى المتجر لكن عليها أن تحسم هذا الأمر قبل أن يتم زواجها منه رغما عنها كما سلب منها أعز ما تملك ڠصبا واقتدارا
وأخيرا قد دخلت تبحث عنه فلم تجده لاحظت الباب الذي يؤدي إلى الغرفة الملحقة مفتوحا عبرت من خلاله إلى الداخل وجدته منهمكا في تصليح هاتف انتبه إليها فالټفت مبتسما وبترحاب قال لها
يا مرحب أهلا بعروستي
حدقت إليه بازدراء من أعلى إلى أسفل ثم بصقت على الأرض فأردف وما زالت الابتسامة على شفاه
مقبولة منك يا حب على قلبي زي العسل
استجمعت قواها لتخبره بشجاعة
ده نجوم السما أقرب لك زي ما أبويا الله يرحمه قال ليك وأنا جيت عشان أقولك ابعد عن طريقي يا حمزة أحسن ليك
ترك ما في يده
متابعة القراءة