تزوجتها مطلقة ولم أكن أعلم أن كل ده هيحصل
قعدت مع صاحبي المقرّب، حكيتله القصة. قال لي: "ما تفكرش في كلام الناس، فكر في مشاعرك، قلبك بيقول إيه؟" الحقيقة مشاعري كانت واضحة، أنا كنت حاسس بحاجة قوية تجاهها. لكن كنت خاېف من المقارنات مع جوزها الأولاني، خاېف إن دايماً يكون في بيننا توتر بسبب ماضيها.
قررت أتمهل، وصليت صلاة الاستخارة. في الليلة دي، حلمت إنها زوجتي، حلمت إننا في بيت واحد، عايشين حياة هادئة وسعيدة. صحيت على إحساس قوي بالاطمئنان. كنت عارف إن ده نصيبي.
لكن لما رحت أحكي لأمي، رفضت تماماً. قالتلي: "دي خرج بيوت، إنت عارف الناس هتقول عليك إيه؟" حاولت أهديها، لكن رفضها كان شديد. مع ذلك، كنت واثق من قراري. رحت لأبوها واتفقنا، واتجوزنا.
في أول شهور الجواز، الأمور كانت صعبة. أمي كانت ساعات بتعاملها بشدة، تطلب منها حاجات كتير وتتعصب عليها لو حاجة صغيرة مش عجبتها. كنت بشوف الحزن في عينين مراتي، لكن كانت دايماً صبورة، تتحمل، وكانت حتى لما أمي تغلط فيها، تروح تبوس راسها. كنت بحس إن مراتي عندها قدرة غريبة على الصبر والتسامح.
مرات كتير، أمي كانت تتعصب على حاجة تافهة، زي ترتيب البيت أو الأكل، ومراتي كانت تهديها، وتقعد معاها لحد ما تهدأ. وفي يوم، حصل موقف غريب، أمي كانت تعبانة وجات مراتي تقعد جنبها. كنت فاكر إن أمي هتطردها، لكنها مسكت إيدها وقالت لها: "أنا آسفة يا بنتي، إنتي طيبة وأنا اللي كنت غلطانة."
رزقنا بولدين، وكان عندنا بنت جميلة جداً بتشبه أمها. مراتي كانت أم عظيمة، كل تفكيرها في البيت والأولاد، وكنت بحس إني محظوظ بيها كل يوم.