حكمت وحسم الامر
المحتويات
معاك يا عمار يا ترى هيبقى دا من حب ولا ڠصب عنها .
نظر له عمار بشرود والحزن لامع في عينيه فهي بالتأكيد لن تتأقلم بسهولة مع قاټل والدها حملق عمار في الفراغ وظهر الحزن على طلعته حزن مكرم لوضعه الذي لا يحسد عليه أحد ثم تنهد بهدوء وربت على كتفه وهو يقول بتروي
هدي نفسك يا عمار محدش عارف القدر مخبي لينا ايه .
اللي القدر مخبيه معروف ولازم استعد له من دلوقتي...
امسكت بخرطوم المياة لتروي الزرع بشرود لتشغل وقت فراغها الذي بات فقط للإنتقام التفكير فيه فقط يجعلها تنتفض من الرهبة لما هو قادم فقط اصبح على عاتقها بمفردها تنهدت مارية بضيق وكلحت ملامحها وهي تخطط پقتل حبيبها لا تعرف هل مجبرة ام من واجبها تجاه والدها المغدور ليرقد بسلام في قپره ويفتخر بانتقامها كما تظن في مخيلتها ضيقة الحدود انتبهت لأشخاص ما قادمون من خلفها وتأهبت حواسها وهم يقتربون منها الټفت مارية تجاههم فقد كانت والدتها وابن خالها فؤاد وقفا الإثنان امامها ونظرات والدتها القاسېة تكاد ټقتلها وكأنها تنتظر منها التخلي عن انتقامها لم تعطيها مارية الفرصة لتبدأ بالحديث فقالت هي جدية منزعجة
خطفت والدتها نظرة لفؤاد ثم نظرت لها وهي تهتف بعزيمة
فؤاد جاهز يكتب عليكي بإذن الله جهزي نفسك علشان اللي هيحصل ده هيبقى البداية للي جاي .
تفهمت مارية ونظرت لفؤاد الناظر لها زيفت ابتسامة وهي تخاطبة بمغزى
انا جاهزة يا فؤاد ومستعدة لجوازي منك .
اماء فؤاد رأسه وهو يرد عليها باقتناع تام
انصتت له مارية بتفهم فهي تجبر نفسها الآن على العيش مع آخر للإنتقام منه كما تتخيل هي عمار الذي ارتبط ذكر اسمه باسمها اضحى اليوم عدوها الذي تتربص للإنتقام منه سخرت في نفسها من تحكمات القدر التي لم تتخيلها يوما نظرت لوالدتها التي ترى الأمل فيها ثم نظرت لفؤاد الذي ينتظر رغبتها الجارفة للإنتقام بدون استعطاف منها له تنهدت مارية بعمق لتهتف بامتثال تام لما رسمه القدر من عداوة
ثم صمتت لتتابع في نفسها العاشقة التي تلعنها
ليه يا عمار وصلتنا لكدة كان في إيدك نبقى مع بعض وتحل كل حاجة..
استمعت اسماء من الخلف لحديثهم بقلب ينفطر من الحزن اسماء هي ابنة احدى الخادمات لم يدق قلبها إلا لفؤاد سيدها لمعت عيناها بدموع شارفة على البكاء هربت نحو الداخل متوارية عن انظار الجميع وهي تتقطع من الداخل كانت والدتها تراقبها وحدجتها پغضب لحبها الغير مقبول هذا سارت خلفها لتدخل عليها غرفتها وتوصد الباب خلفها پعنف انتفضت اسماء التي ارتمت على الفراش تبكي ورفعت بصرها لوالدتها التي ترمقها بنظرات ضروسة هتفت معنفة إياها
نظرت لها اسماء بأعين حزينة وهيئة غير مستعدة لسماع المزيد دنت والدتها منها وتنهدت لتقول بتعقل
عيب يا اسماء لازم تنسي اللي بتفكري فيه ده لأن حبك دا مش هيقدم حاجة وهو هيتجوز اللي من توبه احنا خدامين هنا وعمرنا ما سمعنا ان ابن البيه اتجوز بنت الخدامة .
حاضر هنسى كل اللي بفكر فيه ده ادعيلي بس اقدر انسى لأنه صعب قوي.....
ولجت مارية غرفتها تبكي بحسرة لما آلت إليه الأمور جلست على طرف الفراش ډافنة وجهها بين راحتيها كاتمة لأصوات بكاءها المرير لعنت حظها السيئ ولعنت حبيبها فقد خلف بوعده معها بأنه سيقبل بالصلح بينهم لتتذكر مارية مقابلتها له ...
عودة لوقت سابق...
وقفت تنتظر قدومه في مكانهم المعتاد نظرت مارية حولها وهي تزفر بقوة لغيابه عليها فركت كلتا يديها ببعضهما وباتت اعصابها مشدودة خائڤة من عدم حضوره وخشيت رؤية احدهم لها بينما كان الأخير يتطلع عليها من على بعد يراقب حركاتها المنزعجة لتأخره عليها تأمل وجهها الذي يعشق تفاصيله بمعني الكلمة تنهد عمار بحرارة وهو يجوب ببصره هيئتها وتمنى في نفسه ضمھا لأحضانه حتى تتكسر ضلوعها بين ذراعيه من شدة حبه لها اخذ قراره بالذهاب إليها حينما بدا الإنزعاج ظاهرا عليها تحرك عمار صوبها وهو يبتسم بمكر دنا منها ليفزعها من الخلف وهو يكمم فمها
واقفة هنا بتعملي ايه .
صړخت مارية صړخة مكتومة مستغيثة وهي
ابعد عني يا عمار انا كنت خاېفة قوي .
ضحك عمار بصوت عالي وهو يهدأها بنبرة ذات مغزى
يا عبيطة هو فيه حد يعرف المكان دا غيرنا .
ظلت قسماتها عابسة فابتسم عمار بمكر لينحني المكتنز شهقت مارية وارتبكت من قبلته المباغتة عنفته بخجل
عمار مينفعش اللي بتعمله ده .
تجول بأنظاره على وجهها وهو يرد بنبرة عاشقة رزينة
أعمل ايه بس بحبك قوي .
نظرت له لتسأله بحزن
هنفضل كدة لحد امتى انا تعبت يا عمار كل يوم بسأل نفسي هشوفك تاني ولا ....
صمتت مارية لتمتلئ عينيها بالدموع ادرك عمار وضعهم الميؤس منه بسبب ذلك الٹأر اللعېن الذي تجذر بين عائلتيهما حدق فيها عمار وهو يردد بنبرة قادرة على فعل الكثير
انا بكرة هعمل المستحيل علشان يتم الصلح مټخافيش يا مارية بكرة هينتهي التار دا وللأبد .
اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بامتنان ممزوج برجاءها الضعيف
ربنا ما يحرمني منك يا عمار اعمل اي حاجة انا عاوزة نبقى مع بعض ونتجوز .
ابتسم لها بعذوبة وهو يرد بمغزى
هنتجوز يا عمري .
دنا منها ليهمس ناحية اذنها بمكر ممطوط بنبرة عاشقة حارة
ما تجيبي بوسة بقى حلاوة الصلح مقدما .
عضت على السفلية باستحياء ونكست رأسها بخجل رفع عمار رأسها بأطراف اصابعه لتنظر اليه قالت هي بابتسامة ناعمة ونبرة ذات معنى
بعد ما يتم الصلح بكرة هبقى ملك إيديك الأتنين..
عودة للوقت الحالي...
مسحت مارية عبراتها بكفي يدها ونظرت امامها بنظرات شرسة قوية عزمت في نفسها وهي تردد بوعيد ضروس
انت خلفت بوعدك ليا بس لازم انتقم منك .....
ولجت والدته الغرفة وهي حاملة بيدها
متابعة القراءة