أهم ورق سجن العصفوره بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز


يطمئن عليها...
الحمد لله يا بابا متقلقش علي.. انت عامل ايه طمنى..
سلطان رد بضعف ... الحمد لله يا بنتى...ثم انتبه فجأه... هبه انتى جيتى هنا ازاي 
عربية الشركة جتلي البيت ووصلتنى لهنا
سلطان هز راسة في ارتياح....واغمض عينيه مرة اخري
هبه عادت للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة ...كانت مصره علي البقاء بجواره لكن سلطان رفض بصورة قاطعة ... روحى يا بنتى عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس عشان تعرفي تحلي يوم الاحد في الامتحان...

مرة اخري وجدت سيارة الشركة في انتظارها واوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من امام البناية الا بعدما تأكدت من صعودها لشقتها
بعد خمسة ايام سلطان خرج من المستشفي اخيرا... خلال الخمسة ايام التى قضاها في المستشفي كانت تذهب اليه يوميا بنفس الوسيلة ...نفس سيارة الشركة وايضا نفس السائق...الذى كان احيانا ېختلس النظرات وتجده ينظر اليها بتمعن في مرآة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ... وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنيه عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها اليه ...
نورت البيت يا بابا الحمد لله انك بخير
هبه استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصله للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبه اوصلته لسريره...
علي الرغم من انه خرج من المستشفي لكن سلطان حاله لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عده اضيفت لسنوات عمره السبعة واربعون...
اخيرا انتهت الامتحانات ...هبه انتظرت النتيجة بقلق ...حلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان في ان يراها مهندسه ...ما كان يقلقها فعليا هو التفكير ...في انتظار المجهول...
شغلت نفسها بالتركيز علي صحة سلطان وتعافيه وركنت خۏفها وقلقها في جانب مظلم من عقلها...
اخيرا وصل يوم الحسم... هبه تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97 ...
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء ...بكاء عن سبعة عشر عام قضاها في الحلم واخيرا تحقق حلمه...الحمد لله استطاع اكمال رسالته معها ..الحمد لله هبه نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعه ..بكلية الهندسة كما تمنى دائما....
مضى شهران منذ النتيجه وهبه قبلت في كلية الهندسه وسلطان اصر علي الحاقها بجامعه خاصه علي الرغم من مجموعها الكبير الذى كان يمكنها من دخول أي جامعة حكومية تريدها.... الفصل الدراسي الاول سوف يبدأ مع بداية الاسبوع القادم ... مشكلة هبه الابدية الاسئله التى بلا اجوبه..
بابا هيتصرف ازاي صاحب الشقة هياخدها امتى والسؤال الاهم ...هلبس ايه في الكليه انا معنديش لبس..
منذ خروج سلطان من المستشفي لم يخرج من غرفته الا نادرا ...حتى انه لم يستطع الذهاب الي عمله.... ورفض العوده لاجراء العمليه علي الرغم من ضغطها عليه مرار...كان عنيد للغايه وفشلت في اقناعه حتى انها فكرت في اللجؤ الي ادهم البسطاويسي فلربما يقنعه...لكنها جبنت وتراجعت ستحاول هى مره اخري ....كانت تستعد للدهاب اليه وتحضر الكلمات التى سوف تقنعه بها كى يجري العمليه عندما ابلغتها الماس انه يريد رؤيتها فورا في غرفته ....
.... هبة طرقت باب غرفة سلطان ودخلت
بابا بعد اذنك حضرتك طلبتنى ... انا كمان كنت عاوزه اتكلم معاك في موضوع....
سلطان اشار لها بالدخول ....جلست بجانبه واخذت يده بين يديها في حنان...
بابا معلشي بس انا زى ما انت عارف هدخل الكليه قريب...والكلية يعنى ما فيهاش زى موحد زى المدرسه انا هعمل ايه.. كمان انا عمري ما خرجت لوحدى هروح ازاي 
سلطان كأنه انتبه لأزمتها....التفكير واحساس الذنب ضر بوه الم صدره ازاداد...واصبح يتنفس بصعوبه...سلطان فكرفي الم .. 
لازم اقول لها... هبه لازم تعرف النهارده هى تمت 18 سنه والسر اللى انا شيلته سنتين لازم يتعرف انا قررت اعترف خلاص... ذنب سلطان اصبح حمل لايطاق ....احس ان الهواء نفذ من الغرفة...
سلطان جذبها اقرب اليه وقال بضعف ... هبه سامحينى انا عملت اللي عملته عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبه انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملته كان زمان عبده اخدك منى ...وجهه اصبح ازرق بلون مخيف...
هبه صړخت وسط دموعها... بابا ارجوك متتكلمش انا هطلب الاسعاف
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان اصر علي الكلام ... هبه اسكتى ما فيش وقت ... لازم تعرفي منى الحقيقه .. لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما ام وت... بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسه من اجل ان ينطق بالحقيقه صوته كان مهزوز متقطع...
هبه ...هبه سامحينى ...الحقيقة الوحيدة اللي لازم تعرفيها انك...انك...زوجة ادهم البسطاويسى من سنتين...سلطان اخيرا ارتاح من الکابوس المخيف ...اخيرا تحرر...مع اخر حرف نطقه ... اللون الازرق في وجهه اختفي وتبدل بلون ابيض باهت وتحجرت عيناه....
هبه صړخت بأعلي صوت لديها... بابا....
صدمة مت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافه الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسه... اما ان يكون زوجها اليه فذلك شيء لم تتوقعه علي الاطلاق
 

تم نسخ الرابط