رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق
المحتويات
منه
شكرا انك مطردتهاش.. لو عشت كسرت النفس والذل او الفقر وقله الحيلة هتعرف اد ايه انه صعب تشوف انسان بيتوسل ليك عشان لقمه العيش
عباراتها كانت تتدافق فوق قلبه فتشعره بمدى حقارته وظلمه...ابتعدت عنه تحت نظارته لتقف كالصنم وهي تسمعه
يمكن ربنا اداني عمر تاني عشان اكفر عن ذنوبي وابقى انسان تاني ياصفا
تعلقت عين رؤى بمريم الواقفه داخل المصعد بعد أن وصلوا للطابق المنشود
بس انا مش سامعه صوت ولا حاجه
ضحكت رؤى وهي تجذب يدها
البارتي معمول علي شرفي... مينفعش يبدء من غيري
رؤى انا خلاص غيرت رأي... انا مش عارفه ايه اللي جابني معاكي
تذكرت حديث شهاب مع ندى صباحا... كانوا يتهامسون عن حمزه وعن السعاده التي أصبحوا يروها على محياه وتقاربه مع ياقوت وعن سبب أغلاقه للهاتف
بيقضوا شهر عسل... مش عايزين حد يزعجهم.. ماتيجي ياندي نعمل زيهم
اغمضت عيناها بقوه وانسحبت خلف رؤى لداخل الشقه... وقد فتحت الخادمه الباب لترحب بهم
دلفوا لتتعجب من عدم وجود الا صديق واحد مع وليد الذي وقف مبتسما لرؤيتها لتنظر الي رؤى
فين الناس هو احنا بس
اتصل بيهم ياباسم... لأحسن مريم واقفه خاېفه ومش عايزه حتى تقول اهلا ولا ازيك ولا كأننا كنا معرفه
ارتبكت مريم من حديثه واطمنت قليلا... وازداد اطمئنانها وهي تسمع باسم صديق وليد يخبر أحدهم على الهاتف
انتوا وصلتوا قدام الباب... طب ثواني جاي افتحلكم
وليد الشله وصلت
هدخل اظبط مكياجي بقى
أصبح المكان خالي فنهضت مريم مرتبكه
انا هروح مع رؤى
انغلق صوت الباب وقد تم كل شئ كما اتفق معهم
رايحه فين ياحلوه... ديه السهره لسا هتبتدي
ضحكت وهي تراه لا يرغب بالنهوض من فوق الفراش
ياحمزه يلا بقى... انت مالك بقيت كسلان كده
انا جهزت الشنط ميعاد الطياره
مش مهم خلينا النهارده كمان
لا كفايه كده عشان مسبش ياسمين اكتر من كده لوحدها
تنهد بقله حيله وعبس بملامحه كالاطفال... وعاد يجذبها اليه
ليغمرها بجولة أخرى من عشقه
بعد مرور ساعه كان يخرج من المرحاض يجفف شعره... ينظر إليها وهي تكمل ترتيب حقيبتهما... اتجه نحو هاتفه ليفتحه ليجد مكالمات عده من شهاب وشريف وناديه
غريبه في ايه
مالك ياحمزه
وضع الهاتف فوق اذنه لينتظر اجابه شقيقه...
في ايه ياشهاب مال صوتك
ليسقط الهاتف من يده كما هوي جسده فوق الفراش وصوت شهاب يتردد بعمق داخل أذنيه يخبره ان صغيرته ألقت من الطابق الثاني وفي حاله خطره والسبب مجهول عن وجودها في ذلك المكان
الفصل التاسع والخمسون
كان طيلة رحلة عودتهم صامت جامد الملامح لا ينظر إليها الا اذا وضعت يدها على كفه تربت عليه تخبره بنظراتها ان مريم ستكون بخير ولن يرى بها مكروه
هبطت من الطائره خلفه تسرع في خطاها حتى تلاحقه.. سائقه كان ينتظره وفور ان صعد امره
على المستشفى فورا
ارادت ان تتحدث معه لكنها لم تجد حديث ترتبه لتدعمه به
فهي لا تعلم الا ان مريم في حاله حرجة بالمشفى
انخرط في الحديث مع شقيقه الي ان وصلت السياره اخيرا للمشفى.. كادت ان تهبط خلفه لكنه اوقفها بحزم
وصل المدام على الفيلا
لا انا جايه معاك
اعترضت فنظر لها ثم تركها ليتابع خطواته لداخل المشفى.. تنهدت بقله حيله وخفق قلبها پخوف مما هو قادم.. فاقت على صوت السائق وهو يسألها بأحترام
اوصلك على الفيلا يامدام
لا ياعم فتحي.. انا هنزل
ترجلت من السياره تتبعه تشعر بالرهبه والخۏف.. تدعو داخلها لها بأن تطيب
كانت أعين ندي هي اول من ألتقطت قدومهم... فأسرعت لحمزه تبكي بحرقه
مريم ياحمزه.. امانه سوسن لينا
ترددت وصية سوسن تلك اللحظه داخل عقله
بنتي امانه عندك متنسهاش ياحمزه حتى لو بقى عندك ولاد من صلبك..افضل اب ليها عشان ارتاح في تربتي
لم توصيه نحو شريف كما اوصته عليها وكأنها كانت تخشي ضياعها يوما
ابتعد عنها عند خروج الطبيب من غرفه العنايه التي تقبع بها لتكون اجابته غير مطمئنه كما اعتادوا في الساعات الماضيه
وقفت في ركن بعيد تستمع الي ما يحدث ونظرات شريف لها كانت كالنيران ټحرقها
نظرات الكره التي باتت تحتل عينيها كانت تقتله ... رمقته شزرا وهو يقترب منها بالطعام لم يعد الصړاخ والسباب يجدي بشئ
فقد انكسر شئ قوي داخلها بعدما ظنت انها رممت جميع اوجاعها بدونه ومعه
تناولي طعامك... لا اريد ان يصيب طفلي مكروه
أغرب عن وجهي... اكره صوتك ورؤيتك
قټلته عبارتها كما قټلته نظراتها ولكن من أجل أن تسير خطته كما يرغب لابد أن يدفع الثمن
لا أظن انني أيضا اريد رؤية وجهك وسماع صوتك سماح... ولكن طفلي يجبرني على فعل هذا
كانت جين تقف خارج الغرفه متلصصه تسمع حديثهم الدائر وقلبها يرقص بلذه النصر
اكرهك سهيل اكرهك
وانخرطت في البكاء وهي تتسأل بصوت آدمي قلبه
كيف صدقتك... كيف تركت قلبي لرجلا مرت اخري
أراد في تلك اللحظه ټدمير كل ما يخطط له وضمھا اليه ولكن ما هو الدليل الذي سيجعله يركل تلك الحياء الي المكان الذي تستحقه الا التمثيل بمثل هذا
رغم رفضها لتلك العزيمه الا ان اصرار مراد في اصطحابها معه جعلها ترضخ لطلبه
تنهدت وهي تدلف للمطعم تخبره حانقه
مراد هي ساعه ونمشي... انا ماليش مزاج احضر عزومات وبالي مشغول على ياياقوت
ضم كفها داخل قبضته مبتسما
مش هنطول ياهناء... لولا اتمام الصفقه مع الشريك الجديد مكنتش جيت بس وجودي لازم
تنهدت بقله حيله وسارت معه وعندما سقطت عيناها على فستان نغم زفرت أنفاسها بقوه.. لامت نفسها انها أتت معه تلك العزيمه بملابس بسيطه
هادئه ولم تتأنق كالمعتاد... فأبتسامة نغم تراها متسعه
تقدموا سويا لتتعلق عين نغم بمراد كما تعلقت عين الآخر بها هي يفحصها عن قرب وليس مجرد صور ترسل اليه
احب اعرفك يامراد... مستر مارتن الشريك الجديد
هتفت نغم بتعرفيها فلم يكن مراد ينقصه ان يعرف شئ عنه فهو يعلم بهويته
اهلا مستر مارتن
صافحه مارتن ببرود دون أن ينهض من فوق مقعده ومازالت سېجاره بين شفتيه ينفث أنفاسها
وديه مدام هناء زوجته
تمتمت بها نغم بضيق فتعريف هويتها قد اتخذ منها مجهودا جبارا
اماءت هناء له رأسها ببرود كما فعل هو وشعرت بكبره
كانت الجالسه تتمركز حول حديث دائر عن الأعمال والصفقه التي سيتم توقيعها والأرباح المبهره التي سيجنوها وعن النجاح الذي سيحققه مراد وتزداد ثقته اكثر بنفسه
مدير اعمال مارتن كان هو من يهتم بكل التفاصيل مع حديث بسيط من رئيسه الذي لم يترك انش من وجه هناء وجسدها دون فحصه بحريه... لم ينتبه مراد لشئ ولكن نغم كانت من حين لآخر ترمق نظرات مارتن وتجذب مراد بالحديث كلما حاول الالتفاف نحو زوجته
تلملمت في هناء في جلستها وفور ان وضع النادل مشروبها المفضل ابتسمت بسعاده كطفله صغيره وألتفت بمقعدها حتى تختلي بنفسها بعيدا عن هذا الملل
مر الوقت واعين مارتن لا تبتعد عنها الا اذا تجاذب الحديث معهم... تمت الصفقه بنجاح وتم التوقيع ووضع الشرط الجزائي الذي لم ينتبه مراد لفداحته فالربح وعلو الشركه كان يحتل عقله انتهت الجلسه لتنظر نغم نحو مارتن مبتسمه
كما اتفقنا
فأبتسم مارتن بأماءه وعقله يدور في امتلاك هناء وتجربه امرأه مسلمة محجبه
تأملت ياسمين حالها بحزن... الكل أصبح ينظر لشقيقتها بأنها سبب مأساتهم لا حديث يقال انما نظرات وتجاهل ېقتل اكثر من اي شئ
ياقوت
تمتمت بأسمها فأنتبهت ياقوت إليها فأزالت دموعها سريعا حتى تخفيها عن اعين شقيقتها
تعالي ياياسمين
اقتربت منها حتى جلست جوارها فوق الفراش
هتفضلي قاعده في اوضتك محپوسه كده..
لم تستطع تحمل ما استوطن قلبها من آلم وكأنها هي من جعلت مريم تذهب لتلك البنايه فلا احد يعلم سبب ذهابها لهناك فالشقه كانت مستأجره بالباطل وصاحبها مهاجر لإحدى الدول الاوربيه
الحقيقه كانت لدي مريم ولكن الحديث الذي يتداوله الأقارب والمعارف انها بالتأكيد ذهبت لتلك الشقه لرؤية رجلا
دموعها عادت تسقط مجددا
بيحملوني الذنب ياياسمين... نظراتهم بتدبحني
كانت تعلم ياسمين بتلك الأشياء التي تتحدث عنها فمنذ غيبوبه مريم وعدم وضع الاطباء ميعاد لاستيقاظها والكل أصبح في حاله حداد وحزن والبيت الذي حسدت يوما شقيقتها على العيش بمكان مثله أصبح كالمأتم
اهدي ياياقوت..اهم حاجه جوزك
ألتمعت عيناها بآلم وهي تتذكره
بقى بعيد عني اوي يا ياسمين
تذكرت ياسمين مشهدهم صباحا بعدما شعرت بالآلم أسفل بطنها وهي تهبط درجات الدرج وكان قد خرج من غرفه مكتبه للتو ليسرع نحوها يسألها بلهفة عما بها
طرقات الخادمه على باب غرفتها قطع حديثهم... لتدلف الخادمه تخبرها ان ناديه بالأسفل وتريد الحديث معها
ألتوت شفتي ياسمين بعد انصراف ناديه ساخطه
هي الست ديه مبتكملش حاجه للآخر... قولنا جايه تطمن عليكي جميل... لكن بعدين تقولك اهتمي بحمزه ياياقوت واستحملي الفتره ديه هما شايفينك ايه
صمتت ياقوت... كانت تريد الصړاخ بها تسألها لما لا تكون عادله وتخبر شقيقها بهذا ولكن مازالت حقيقه زواج حمزه منها والبدايات ټقتحم قلبها فمنذ متى كانت لديها قيمة بينهم الا اسعاد شقيقها وانجاب طفل له حتى يسير لشقيقها ذريه تحمل اسمه وتنعم بما حصده
ياقوت اوعي تكوني زعلتي مني... انا مقصدش... بس هما ظالمينك اوي معاهم في كل حاجه
واردفت بعد أن طال صمتها
ياقوت انتي سمعاني
بتقولي حاجه ياياسمين
لم تشئ ياسمين اعاده حديثها فما تراه فوق صفحات وجه شقيقتها يكفي
ارتسمت السعاده فوق شفتيه فشهر ونص وسيصل طفله الذي انتظره طويلا
ألتقط كفها يضمه بحنو وزفر أنفاسه براحه... فشعور الابوه أصبح يخترق حواسه وكيانه ولم يعد يكره سماع تلك الكلمه التي كلما كان يسمعها من أفواه أبناء أصدقائه كان يزداد نقما على حياته وحرمانه من تلك النعمه
نفسك في ايه احققهولك ياصفا
حررت كفها من قبضته وألتفت بعينيها نحوه فوجدته ينظر إليها بنظرة لم تكن تراها الا في أعين شخص انتهت حكايتهم منذ زمن
فكرت وفكرت والاجابه كانت واحده هي تريد الٹأر هتفت روحها دون أن يسمع ما تمنت
اخد حقي منك يافرات
انتظر ان يسمع حلمها فسألها ثانيه
ها ياصفا... قوليلي حلمك
نفسي اعمل مشغل كبير اشغل في كل حد دخل السچن سوا مذنب او مظلوم وخرج منه وحلمه انه يتوب لكن الحياه أخدته في ظلم اكبر
تعجب من حلمها وصمت مفكرا يدير الامر بعقله... وحينا صمت تأكدت انه لو تقبلها بماضيها فلن يقبل ان يفعل مثل هذا العمل... ف فرات النويري ېخاف على اسمه واسم عائلته والناس بالنسبه له ك عبيد
وقفت السياره بعدما اجتازت بوابة المزرعه... ففتح لهما السائق أبواب السياره وأسرع في إخراج الاكياس العديده لادخالها للمنزل
كانت الحقائب بها الكثير من الملابس للصغير انتقاها هو بنفسه ولم تختار هي شئ... فكلما رأت الفرحه في عينيه کرهت فرحتها بذلك الطفل الذى ربطها به وجعلها عاجزه عن الهرب
قالولي اني مش هخلف وهتحرم من
متابعة القراءة