رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يسبر اغوارها 
 اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدم لها هديه وتبتسم نحوها
ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت 
جالت عين حمزه بينهم بعدما أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدمتها لها
ألجمتها فعلتها.. فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تحبها

ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه 
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون 
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تطالعها ببرآه 
اتمنى تعجبك الهديه.. ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها 
هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه 
طبعا يامريم.. هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض 
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا 
المهم بابا يكون مبسوط 
قالتها الصغيره بدهاء ليطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله 
حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض.. وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا.. 
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما.. عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عندما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها پحقد 
مش هتاخدي مكان ماما أبدا..
خلي مريم هي اللي تختار المكان.. اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه 
تمتمت ياقوت عبارتها وهي تطالع مريم... ليسعد حمزه من ردت فعلها 
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم.. ليصدح رنين هاتفه فنهض يجيب على المتصل ناظرا لهم بحب 
كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها.. غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء 
متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير..
اڼصدمت من عبارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا.. الصغيره تمثل أمام والدها
أنتي بتعملي كده ليه معايا 
رمقتها مريم پحقد.. انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
اتأخرت عليكم 
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها.. فالصغيره صمتت حينا وجدته عائدا نحوهم
 كان سهيل بارعا في رسم دوره حتى انه صدمها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم 
أخيرا

رأيتك تحب اخي وتزوجت 
هتف نورالدين عبارته وهو يرمق سهيل الذي كان يمسد كف سماح داخل قبضته 
ابتلعت جين طعامها بغصه وعيناها ترى المشهد..لم تتحدث بكلمه فالمشهد الغرامي الذي يعرضه سهيل جعلها تحترق بنيران الغيره 
سماح سړقت لي عقلي اخي 
سلط عيناه نحو جين وهو يتمنى ان تأخذ دورها الصحيح وترحل عن شقيقه.. يعلم أن شقيقه سيتألم ولكنه سيعتاد 
لو استطاع اخباره سبب مكوثها بينهم وتضحيتها العظيمه بأن تظل ممرضه له 
انا وجين لدينا خبر لكما 
لم يشعر بالراحه مما سيخبره به شقيقه وفي ثواني كان يخبره بأخر شئ ينتظره المخادعه جعلت شقيقه يرغب بزواحها ستخدعه كزوج وټنتقم منه
سنتزوج 
حدقت بهم سماح صامته وأكملت تناول طعامها سعيده بما سيحدث لذلك المغرور.. ف الحكايه تعقدت وبدلا ان كانت مجرد حبيبه ستنتقل لرتبه اكبر
تمتمت بحزن وهي لم تنسى معايرته لها ونظراته التي اتهمتها ان ابنته ذو نيه صادقه 
لما توافق اني اشتغل.. انا تعبت من القاعده لوحدي طول اليوم
اعتدلت في رقدتها لينظر لها ضائقا عيناه
أنتي كلمتي ناديه
توترت وهي تتذكر مجئ ناديه إليها اليوم صباحا وقد طلبت منها ان تساعدها حتى تجعله يقبل امر عملها ولكن ناديه وضعت لها الحل دون ان تظهر هي في الصوره
حمزه دلوقتي جوزك ياياقوت ابدأي افهمي مداخل جوزك وألعبي عليه... وصدقيني الراجل بيعند اكتر لما طرف تالت بيدخل في قراراته مع مراته
واخدت تخبرها بنصائحها شعرت انها تتعلم من جديد.. وضحكت ساخره على حالها فمن اين ستتعلم وكل حياتها كانت مغلقه
مدام سكتي يبقى كلامي صح
وزفر أنفاسه مقتا
ياقوت انا مبحبش الجدال كتير
ارتبكت وهي عازمه علي فعل ما اخبرتها به ناديه..
انت طول عمرك حنين.. هتيجي معايا انا ومش هتبقى حنين
ابتسم علي عبارتها
ماشاء الله ناديه ليها تأثير ساحر
ورغم انه لانت ملامحه ووافق من أجل الا يحرمها من هوايتها أراد التلاعب بها
قولت لا يا ياقوت
حاولت كثيرا معه إلي أن ضاقت أنفاسها.. فنهضت من فوق الفراش حانقه.. خرجت بمنامتها القصيره وقد نست امر مبيت مريم لديهم
دلفت للمطبخ تبحث عن شئ تخرج به حنقها.. ألتقطت إحدى حبات الطماطم تلتهمها بضيق
نفسك قصير يا ياقوت.. وعلى العموم انا موافق مدام ده حلمك
اتسعت عيناها ذهولا غير مصدقه انه وافق أخيرا ركضت اليه تتعلق بعنقه والسعاده تغمرها
بجد موافق.. انا مبسوطه اوي
 دفع سهيل كل شئ يقابله أمامه غاضبا وهو لا يري أمامه..خطته كانت لكي ترحل عندما ترى زوجته.. كان يعلم أن رحيلها لن يكون سهلا ولكن لم يظن ان الامر سيقلب لزواج.. فماذا ستريد من شقيقه وبوضعه هذا
حقيره.. ماذا سأنتظر من النساء الا المكر 
ألتوت شفتي سماح تهكما ولم تعبئ بثورته 
تستاهل.. فاكرها هتقعد تبكي عليك اهي ألشتك وهتتجوز اخوك 
وصلته همهمتها فتوقف عما يفعله لتحتد نظراته نحوها 
ارعبتها نظراته الحاده لترفع كتفيها بثقه 
بتبصيلي كده ليه.. لو فاكرني هخاف منك مش هخاف
قبض سهيل على كفيه يجاهد محو أفكاره الشنيعه مقتربا منها 
مدام اتفاقنا لم يجني ما خطت له.. سأخذ حق اموالي التي دفعتها لكي 
اتسعت عيناها وهي تجده يرمقها بنظرات فهمتها.. لعنت اللحظه التي قابلته فيها والمال الذي أخذته منه وقد ظنت انه سيأتي شئ في أمواله .. اخذت بعض المال منه لتدفعه في دار أيتام أوشكت على السقوط اتفاقهم كان بعد نهايه مده العقد ولكن حدث ماحدث
بس ده مكنش اتفاقنا.. 
مرت أمامه صوره والدته وهي في أحضان عمه... ذكرى لعينه لم ينساها يوما
ابتلعت سماح لعابها پخوف من قربه لها وانتفضت من فوق الفراش هاربه الا انه كان اسرع منها 
سأخذ حقي بمالي سماح 
يتبع
_رواية للقدر حكاية.
الفصل السادس والثلاثين
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
سماح
ازداد نحيبها وهي تسمع صوته الذي كرهته.. لم يأبى لصړاخها ولا توسلاتها وهي تترجاه ان يتركها.. نفخ أنفاسه بضيق عما صار بينهم
لم اقصد فعل ذلك.
ادمت كلماته قلبها الذي لم تشفي جراحه.. أعاد إليها سنوات من عمرها جاهدت على نسيانها.. ضحكه ساخرة صدحت داخلها فمن منا لم يقسم على شئ ان لن يفعله ولن يقبل به الا وجاء يوما مصعوقا من حاله
ارتجفت شفتيها قهرا تبحث عن شئ تقذفه به.. يظنها سلعه
تعلقت عيناها الدامعه به وهي تجده ينتظر ان يسمع منها الثمن الذي تريده
كم تريدي سماح
عند تلك النقطه لم تعد تحتمل بذائته.. كادت ان تصرخ به ليصدح صړاخ الخادمه بأسمه تستنجد به 
سيدي ساعدنا..
هرول من الغرفه عندما ألتقطت أذنيه ان الأمر يخص شقيقه
انتقلت أنظار سهيل بين شقيقه وجين التي تمسك كفيه تقبلهما
انا اسفه حبيبي.. ماحدث لك بسببي انا
قالتها جين بأعين دامعه ولكن داخلها كانت ترقص فرحا فقد حققت ماارادت 
شردت في الحقيقه التي سمعتها وعن المال الذي دفعه سهيل لتلك المخادعه التي تزوجها حتى ترحل هي عنهم 
أصابت هدفها عندما ذهبت إلى نورالدين تحمل حقيبه ملابسها تخبره انها ستغادر المنزل فشقيقه يرفضها ولن تقبل ان تسبب لهما ڼزاع من أجلها 
خرجت من غرفته بعدما اجادت رسم خطتها وكما توقعت لم يتحمل نورالدين رحيلها هرول خلفها بمقعده المتحرك وعند الدرج جاهد ان يقف على اقدامه ليسقط بعدها من أعلى الدرج هاتفا بأسمها ان لا ترحل 
حب نورالدين لها أصبح ورقه رابحه ومدام علمت بحقيقه زواج سهيل لن تضيع حلمها فيه حتى لو تزوجت بشقيقه العاجز 
واكملت دور الممرضه والحبيبه المخلصه التي لا مثيل لها 
ابتسم نورالدين وهو يطالع سماح الواقفه على أعتاب الغرفه تطرق عيناها نحو يداها المتشابكه 
سلامتك 
تصلب جسد سهيل وهو يسمع بحة صوتها المنكسر.. اغمض عيناه نادما على فعلته 
اقتربي زوجة اخي
اقتربت منه سماح وهي تختنق من وجود من أخذ حقه منها بمقابل ماله اللعېن ولكن كرهها لسهيل لا تضعه في كفه نورالدين الرجل الذي لا يطالعها الا بحنان وابتسامه دافئه
انها وقعه فقط وانا بخير... 
ثم رمق جين بمحبه ألتقطتها سماح بأشفاق عليه
يبدو انني غالي عليكم 
المفاجأة التي كانت إليها ان المركز التعليمي الذي ستعمل به كان قريبا من شركة الحراسات الخاصه به..كان يوما جميلا وهي تجلس بين الأطفال تعلمهم خطوات الرسم..انقضى اليوم الأول لها وخرجت من المركز سعيده.. 
وصلت للمنزل واسرعت في تبديل ثيابها كي تدلف للمطبخ وتصنع له الطعام الذي يفضله.. اردت ان تصنع له عشاء مميزا له امتنان على موافقته واحترامه لحلمها 
وقفت في المطبخ تطهو الطعام بخفه فأنتبهت على اهتزاز هاتفها لتقع عيناها على اسمه فأبتمست بسعاده لتذكره اليوم الأول لعملها 
كان يخرج من الشركه متجها لسيارته ينتظر ردها 
مش قولتلك كلميني لما تخلصي شغلك
لطمت جبهتها بخفه متذكره ما أخبرها به
ڠصب عني نسيت.. اصلي كنت فرحانه باليوم الأول ليا في المركز 
وقبل ان يعاتبها اردفت بصوت معتذرا
مزعلتش صح 
ابتسم على برأتها متنهدا.. سمعت
صوت أحدهم يفتح له باب السياره ويشكره.. دق قلبها بسعاده فموعد وصوله قد اقترب وستبدء في اتباع نصائح ناديه التي اخبرتها عن حكايتها هي وفؤاد وكيف وصلت لقلبه حتى بات لا يتحمل البعد عنها 
فاحت رائحة الطعام لتتسع عيناها صاړخه 
الاكل هيتحرق.. اقفل عشان ألحقه 
ولم تنتظر رده فأغلقت الهاتف ليضحك على فعلتها متجها إليها حتى يري

ما احرقته 
نظرت ليدها التي ألسعتها حراره الفرن وقد ضمدتها لتحط عيناها نحو الطعام المعد وهبطت بعينيها نحو ثوبها الذي يصل لركبتيها...
ثلاثه ساعات مرت علي وقت مكالمته ولم يأتي 
قررت أن تتصل به كي تطمئن عليه وتعرف موعد وصوله انفتح الخط ا لتجيب عليها الصغيره وتنظر الي ذراعها الذي قد كسر ولحظها ان سترته كانت فوق فراشها والهاتف داخلها 
حمزه هترجع امتى.. انا حضرت الاكل من بدري ومستنياك
هتفت عبارتها وهي تظن هو
انا مريم.. بابا مش فاضي يرد عليكي وهيتعشا معانا وهيبات هنا.. ياريت مستتنهوش 
وانقطع الخط وبعدها اغلقت الهاتف تماما.. كانت ندي تقف على أعتاب حجرتها تضيق عيناها من فعله الصغيره 
ولما تقوله على كلامك ده هيكون منظرك ايه قدامه.. اتقبلي فكره ان هي بقيت مراته يامريم 
تآوهت من ألم ذراعها لتقترب منها ندي قلقا 
اخدتي المسكن اللي الدكتور كتبهولك 
استطاعت الصغيره ان تجعل ندي تنسى فعلتها.. وبالفعل ندي نست واجتمعوا جميعهم في غرفتها يمازحوها وهي كانت سعيده أن الكل مهتم بها وحدها
وفي ظل ضحكاتهم ومزاحهم مع صغيرته نهض من فوق فراشها يلتقط سترته لتتعلق عين مريم به
هو انت مش هتبات هنا
 

تم نسخ الرابط