رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق
المحتويات
من جوارها ليتجه نحو المرحاض مخاطبا حاله
اوعي ياحمزه تضعف تاني.. اوعي القلب يقودك... انت بتعامل ياقوت عطف
ارتدي ملابسه بعجله هاربا من شعوره الجديد نحوها
وبعد نصف ساعه كان يقف بسيارته في الصباح الباكر.. مازالت الشمس تبدء في سطوعها دون أن تسلط حرارتها وتنشر دفئها
زفر أنفاسه بقوه وطيفها وهي بين ذراعيه ورائحتها تتغلل في اعماقه... كانت كالبريئه وهو يلقنها فنون الحب... بادلها مشاعر لم يكن يتخيل انها يوما داخله وان الماضي قضى عليها
تعالت اصوت أنفاسه من هياج مشاعره الهادره.. وابتسامه لاحت على شفتيه وهو يتذكر وجهها حين استيقظ وكانت غافيه على ذراعه تضم نفسها نحوه وانفاسها الدافئه تلفح عنقه
وقفت سياره ناديه جانب سيارته ثم ترجلت من سيارتها وأثار النوم في عينيها...اقتربت منه بقلق
ايه اللي حصل.. في واحد يخرج من البيت يوم صباحيته
اوعي تقولي انك ندمان ياحمزه
تجمدت عيناه نحوها ورمقها ببطئ ثم اشاح عيناه بعيدا عنها كي يعري نفسه من مشاعره دون أن ترى مايفيض من عينيه
كلامك صح ياناديه... اللعبه قلبت عليا.. حبيتها من غير ما احس
الماضي لسا جوايا... كسرت امي يوم ما اترفدت من شغلي ودموعي وانا بستلم قرار فصلي عن حلمي لسا محفور ياناديه
جوازي من سوسن ونجاحي والسنين لسا ممحتش الماضي... انا ضعفت وسيبت قلبي يخرج من ضلمته
سقطت دموعها وهي تربت على ذراعه وتسمعه
حب وعيش من تاني ياحمزه... صفا كانت درس وانتهي... متحرمش نفسك من الحياه ياقوت غير صفا... سيب نفسك وعيش
بقى حمزه الزهدي خاېف من نفسه والحب لدرجادي
زفر أنفاسه مشيحا عيناه بعيدا عنه
هو حمزه الزهدي ده مش انسان
ضحكت وهي تمسح دموعها التي سقطت حزنا عليه
انسى الماضي وافتكر انه كانت محطه وصلتك للي انت في دلوقتي
وكان كلامه مقنعا قضى على شيطانه وظلامه
ايوه يافاديه
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت بكائها
تاني موضوع عزيز والبنت ديه.. ما هي شغاله في المزرعه وبعيده عنه
واردف بسخط وهو يسمع شكواها
اقفلي يافاديه انا مش فايق على الصبح
اتاها صوتها الباكي ورجائها
ضاقت أنفاسه بمقت
أنتي شيفاني قتال قټله ولا رئيس عصابه.. جوزك ده بقيت قرفان منه.. بدل ما يحافظ عليكم بيجري ورا الحريم
عادت تتوسله الي ان تذكرت سفرته التي بعد أيام
خدها معاك الكويت تخدمك هناك وبعدين لما تنزل سيبها في بيتك واه كل ماتروح فرع شركتك تخدمك ونبقي خلصنا منها
ألتوت شفتيه ساخطا فأردفت برجاء وأمل
ارجوك يافرات ابعدها عن مصر... وجودها في المزرعه مينفعش انا والولاد عزيز بنقضي الصيف فيها... مش عايزه اشوفها هناك خطافه الرجاله اللي كانت عايزه تضحك على جوزي
ولم يكن من فرات الا انه يسمعها جيدا مفكرا تلك المره ومع إلحاح شقيقته التي لا ترى الا زوجها
اخر مره هحللك مشكله من النوع ده يافاديه... المره الجايه لو عينه زاغت هطلقك منه مفهوم
وقبل ان ينتظر سماع ردها اغلق الهاتف... لينهض من فوق الفراش محركا ساقه المصابه بجهد
فتحت ياقوت عيناها وهي تشعر بالسعاده تغمرها نظرت جانبه لتجد الفراش فارغ وليس بجانبها
ألتقطت مئزرها لتنهض تبحث عنه ولكنها لم تجده
هو راح فين
دارت بعينيها في ارجاء الشقه بحزن وخشية ان يكون عاد الي منزله الآخر وتركها وحيده
وقف بسيارته أسفل البنايه ناظرا لباقة الازهار التي جلبها لها معه حتى يعتذر منها
صدح رنين هاتفه قبل أن يترجل من سيارته لينظر الي رقم مريم متعحبا من اتصالها
ايوه يامريم
وجدها تبكي وتخبره ان لديها امتحان اليوم ولم تذاكر تلك الماده جيدا
ازاي عليكي امتحان ومذكرتيش... المدرسين اللي بيجوا البيت بيعملوا ايه
انتحبت بقوه
محدش فيكم بقى فاكر حاجه عني.. كلكم نستوني حتى انت يابابا... انت كنت بتذاكرلي قبل كل امتحان انت كمان نستنى خلاص
انبته الصغيره بمهاره فجعلته يلوم حاله على نسيانه لموعد امتحاناتها
تنهد وهو يسمعها
اجهزي عشان جاي اوصلك
اغلقت معه الهاتف لتصفق لنفسها بسعاده انه سيترك عروسه وسيأتي لاصطحابها لمدرستها وسيكون جانبها كالمعتاد
وأنها مازالت ابنته حبيبته وأنها الأفضل وليست عروسه
.
الفصل الثاني والثلاثين
جلست على الفراش بعد أن رتبته..زفرت أنفاسها التي خرجت مثقله بآلام قلبها.. عدم وجوده جانبها صباحا أصابها بالخيبه ظنت انها ستستيقظ على قبلاته فتخجل منه وتظل مغمضه العين ټدفن وجهها بين احضانه يسألها كيف تشعر ويمسح على وجهها مبتسما ويخبرها بسعادته
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دمغها بأسمه قولا وفعلا
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكسرتها صباحا
توسطت الفراش متكوره على حالها تنتظر مجيئه ودموعها تسيل على وجنتيها
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
حاولى تركزي ياحببتي ومتتوتريش... بنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
متقلقش يابابا.. هحل كويس
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها..
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عندما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم.. أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها.. اقترب من الفراش يجلس جوارها
ياقوت انتي صاحيه
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا ټصارع المشاعر التي داخلها.. اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث.. اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوما الطرف الذي يقبل ما يقدم له حتى لو كان قليلا دون تمرد
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها
انت جيت
ابتسم وهو يمسح على وجهها
صباح الخير
ابتلعت ريقها وهي تطالع ملامحه
تنهد وهو يتأمل ملامحها الحزينه
أنتي اكيد متفهمه الوضع
وحشتيني
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فڠرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلا بارعا يعرف كيف يجعلها تهوى الڠرق بين ذراعيه
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهرا فأصبحت متحطمه منزويه على حالها
طب واختك هتفضل كده يا رهف... خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلا لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط
مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه.. سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا.. فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه
واردفت وهي تزفر أنفاسها
بقالها ست شهور على كده... وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم... اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخاېفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها.. أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها
شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها.. ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق
بجد ياندي.. انا مش عارفه اقولك ايه..انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل
استيقظوا بعد عدة ساعات.. كانت تشعر بالجوع الشديد.. قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدم حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها
وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها... ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جسدها
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
مصحتنيش ليه
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها
انا لسا صاحيه من شويه
ابتسم على ارتباكها من قربه
اجهزي عشان نخرج نتغدا بره
أجابت وهي تعترض على خروجهم
انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج.. انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه
أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت.. اي ست مكانك هتفرح
واردف بمزاح
أنتي زوجه موفره خالص
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه
انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي
واقترب منها يرفع وجهها نحوه
بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت.. انا مش باكل بشړ
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل
مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها
بصيلي واتكلمي... يلا
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل
قولي اي حاجه..انا مستني اه
خفق قلبها من اثر قربه ومحاصرته لها.. لم تستطع فعل كلتا الأمرين.. فدفعته عنها ثم فرت من أمامه
هروح احضر لينا الغدا
غادرت الغرفه ليلتف بجسده ضاحكا على فعلتها
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام.. فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه.. شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قلبت..
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو
اختلس النظرات إليها مجددا ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق
هناء
هتفت دون أن تلتف اليه
نعم
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها
تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويعد فيه اطعمه سريعه المأكل
اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها..
متابعة القراءة