ود بقلم سارة

موقع أيام نيوز

قد اغمضت عينيها هو متأكد انها لم تنم ولكنها تريده ان يعتقد ذلك فيذهب ليرتاح دون ان يشغل باله بها
دلف الى المطبخ وبدء فى اعداد كوب قهوه وهو يتذكر كلمات والدته التى قالتها له قبل اصابتها
يا ابنى دى بتاكل بالعافيه ... و مش بتطلب ابدا انا الى ديما اعرض عليها ده غير انها بتفضل تشتغل فى الشقه من ساعه ما بتجبها الصبح لحد انت ما تيجى .... خد بالك منها يا جلال دى غلبانه اوى 
بدء فى صب القهوه فى الكوب وهو يتذكر كلمات اخته لوالدته امس دون ان تعرف انه سمعها
ود دى غريبه اوى يا ماما مش زى مرتتات الاخوات كده القويه الى فارضه شخصيتها خصوصا وان حب جلال ليها واضح ... هاديه كده ومش بتتكلم كتير و بتتعامل معاكى و لا كأنها بنتك بجد ... وكمان دلوقتى هاديه كده ومستسلمه 
صمتت قليلا ثم قالت
ليكون جلال بيضربها يا ماما
ڼهرتها والدته وهى تقول
انت اټهبلتى اخوكى يمد ايده على مراته ... هو بس اخوكى علشان طيب ربنا رزقه بواحده بنت حلال
خرج من افكاره على انتهاء كوب القهوه ليقوم بغسله فى نفس الوقت الذى علا صوت هاتفه
كانت والدته فأجبها من فوره
السلام عليكم يا امى
اجابته بصوتها الحانى
وعليكم السلام يا حبيبى ... معلش مشيت النهارده بدرى علشان اختك معرفتش تروح لبوك غديت مراتك
قطب جبينه وهو يقول بستفهام
هى متغدتش
لا يا حبيبى ما انا بقولك مشيت بدرى هى مقلتلكش
ظل صامت يشعر بالضيق عاد على صوت امه فاجبها حتى لا تشعر بالذنب
لا يا ماما اكلت بس مش كتير وانا مهتمتش اوى على اساس انها اكلت معاكى .. اول ما تصحى هخليها تاكل متقلقيش
ڼار ... ڼار حارقه واحساس بالذنب ېحرق قلبه هل اخطئ حين تزوجها ... هل كان عليه ان يبتعد عنها تماما لكنه يحبها لا يتخيل ان تكون لغيره او تكون له زوجه غيرها
قام بوضع الطعام فى الفرن الكهربائى وعاد اليها حتى يوقظها لو كانت نائمه ولكنه وجدها تصلى ظل واقف مكانه يتخيل كيف غادرت السرير وكيف دلفت الى الحمام وكيف عادت لتصلى انتظرها عند الباب لتنتهى وكان من مكانه يستمع لصوت بكائها وشهقاتها و انات المها
لم يتحمل فغادر سريعا يحضر الطعام وله معها حديث طويل
عاد مره اخرى الى غرفتها ليجدها قد انتهت وتحاول العوده الى السرير وضع ما بيده سرعا على الطاوله وامسكها برفق حتى اعادها الى السرير
ونظر اليها و جدها تنظر اليه فنظر اليها بلوم ثم ذهب يحضر الطعام و وضعه فوق قدمها وهو يقول
لما انت ما اكلتيش مقولتيش ليه
انا مش جعانه
اجابته بصوت ضعيف به الكثير من الخجل ليقول هو مؤكد
ود انت لازم تكلى كويس انت بتخدى ادويه قويه جدا ... محتاجه تهتمى بأكلك علشان تخفى بسرعه
ظلت مطرقه برأسها دون رد لتجده يمد يده بملعقه بها طعام امام فمها لتنظر اليه ليشجعها بعينه ان تأكل لتفتح فمها تتناول الطعام بصمت حتى اوشك ان ينتهى فهى تخشى ان تقول له انها قد شبعت كانت تتناول ببطئ شديد و كان هو يعلم جيدا انها قد اكتفت فقال
مش هبطل اكلك الا اذا قولتى انك شبعتى
نظرت اليه بعيون دامعه و بصوت ضعيف قالت
شبعت
ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول
كل يوم من ده لحد ما تخفى
مفيش اشد من عقاپ ربنا ... الحمد لله
لم يتحمل فقترب منها سريعا وقال
متقلقيش هتعملى عمليات التجميل وهترجعى زى الاول و احسن
لأول مره تنظر الى عينيه وقالت
و امسح بأيدى دليل توبتى ومغفره ربنا ليا
قطب جبينه وهو يقول باندهاش
يعنى ايه !
حينها دخل الطبيب وهو يقول
هترتاحى اسبوعين او تلاته ونبدء العمليات على طول
ابتسمت للطبيب بشكر و امتنان وقالت
انا مش هعمل عمليات ... جوزى مش مضايق من شكلى كده ... وقت ما نقرر انى اعملها هجى لحضرتك
كان يستمع اليها وهو غير مستوعب الم قوى وخوف ... احساس كبير بالخۏف هو حقا خائڤ لا يعرف مما هو خائڤ بالتحديد ولكنه خائڤ فقط بقلمى ساره مجدى
فى السياره جالسه فى الخلف رغم انه لم يطلب منها ذلك لكنها تتذكر كلماته كما يتذكرها هو وحين انطلق بالسياره عائدا الى البيت وجدها تخرج جورب ثقيل وبدأت فى ارتدائه واقفزات لستها فى يديها ثم بدات فى فك حجابها و اخرجت قطعه قماش ارتدها فخبئت مكان جحرها مع شعرها و اعادت حجابها من جديد
انها قد فكرت فى كل شئ حتى تدارى چروحها عن اعين الجميع و كانها بالفعل قد قررت التعايش من تلك الاثار الى الابد
حين وصلا البيت كان الجميع بأنتظارها ... اطمئن الجميع عليها واخبرتهم ان الطبيب قال انها لا تسطيع اجراء اى جراحه تجميليه حتى يمر سنه
واستأذنت من الجميع لتدلف الى الغرفه حت تصلى ركعتى شكر لله
كان يقف صامت عقله سارح يفكر ماذا عليه ان يفعل الان ... ان الامور تخرج عن سيطرته بشكل مؤلم لكليهما كانت تبتسم فى وجه الجميع و تقوم هى بواجب الضيافه رافضه تماما اى مساعده مبرره ذلك بأنها قد اتعبتهم معها طوال اسبوعين
حين رحل الجميع دلفت الى غرفتها سريعا ... و ظل هو جالس مكانه يفكر فى كل ما حدث حاول ان يصفى زهنه تماما حتى يسطيع ايجاد التصرف الصحيح رفع عيونه ينظر ال الباب المغلق ثم اخذ نفس عميق وهو يحمد الله انها بخير وستكون بافضل حال
دلف الى غرفته واغلق الباب
مر يومان الامور هادئه تماما لا احداث مهمه هو يذهب الى عمله باكرا ويعود متاخر جدا
لا يراها صباحا او مساءا وهى تقوم بتنظيف البيت واعداد وجبات طعام صغيره جدا لها سريعه و بسيطه
وبعد يومين اخرين كانت تقف فى المطبخ تغسل الصحن والكوب الخاصين بها ليدلف هو الى المطبخ والقى السلام لتنتفض مكانها تنظر اليه بتوتر ثم ردت سلامه وتركت ما بيدها لتعود الى غرفتها سريعا و لكنه اوقفها قائلا
كملى الى كنتى بتعمليه واعمليلى سندوتش لانى جعان
وجذب الكرسى الخاص بطاوله المطبخ و جلس ظلت واقفه مكانها لدقيقه كامله تشعر بالصدمه وهو تركها كما يحلو لها لتتحرك سريعا تخرج الطعام من الثلاجه وبدات اعداد الطعام له وخلال دقائق كان امامه عشاء جيد بدء فى التناول دون اى كلمه ظلت هى واقفه لعده ثوانى ثم تحركت لتغادر المطبخ ولكنه اوقفها قائلا
عايز شاى
عادت من جديد تعد كوب الشاى و الصمت يخيم على المكان الا من صوت ملعقه الشاى وصوت الماء المغلى وضعت الكوب امامه وكادت ان تتحرك ليقول
الحمد لله ... تسلم ايدك كنت جعان جدا بقالى ثلاث تيام مأكلتش حاجه
لتقطب جبينها ولكنها لم تعقب بدات فى جمع الصحون وغسلها وهو يتناول كوب الشاى بهدوء شديد وهى كانت تشعر بخجل شديد وقلق من تغير تصرفاته معها لا تعلم على ماذا ينوى
انتهت من غسل الصون ليمد يده لها بالكوب وهو يقول
شكرا ... تعبتك ... تصبحى على خير
وغادر من فوره وظلت هى واقفه مكانها تنظر الي مكان وقوفه باندهاش و صډمه لدرجه انها ظلت على وقتها دقيقه كامله
تم نسخ الرابط