رواية اهلكني حبك بقلم داليا ناصر

موقع أيام نيوز

الآن هيا حتى لا نتأخر 
إن سلمي محقة فعيشها بذلك الدوار اللعېن مع هذه العائلة يمتص روحها شيئا فشيئا فهي فقدت جراءتها وانفتاحها وجزء من كيانها بتظاهرها دوما أمامهم غير ما هي عليه فقالت لسلمي بإحباط 
هذه قصة حياتي ..لذا دعك منها وأنا انتهيت تقريبا فقط سأقوم بشراء حجاب للفستان وأيضا الحاسوب الشخصي الذي أحتاجه للمذاكرة عليه 
وبالفعل أكملوا شراء بقية الأغراض وقد اشترت حجاب رائع ملائم جدا مع الفستان .. فهي اليوم ستستمتع قدر المستطاع فهي سترتدي فستان
يلف جسدها لأول مرة لذا تشعر بالحماس وأيضا ستشتري الحاسوب الشخصي الذي سيسلي وقتها كثيرا داخل القصر بغرفتها أثناء الأجازة الصيفية ..وما أن انتهوا من شراء أغراضهم حتى ذهبوا مباشرة لمنزل سلمي وهناك استقبلتهم والدة سلمي بود ووجدوها قد نظمت الأمور جيدا للحفل ووضعت الزينة المبهجة بكل المكان وأخبرتهم أنها ستضع طعام الغداء لهما بغرفة سلمي وبالفعل صعدا الغرفة وارتمت كلاهما علي الفراش من الإجهاد وقالت سلمي 
فلنأكل أولا فأنا أتضور جوعا وبعدها سأترك لك الغرفة لذا خذي حماما سريعا وبعدها تجهزي للحفل وأنا أيضا سأفعل فلم يتبقي سوي نصف ساعة ويبدأ الحفل 
وبالفعل أكلا من أصناف الطعام الشهية وبعدها قبل أن تذهب سلمي لتتجهز قامت حور من مكانها ولفت حول نفسها وقالت بحماس 
يا الهي أنا سعيدة للغاية يا سلمي هذه أول مرة أشعر بتلك السعادة وأشعر أنني حقا علي قيد الحياة لقد كنت محقة لو لم أفعل هذا وأغامر لكنت فعلا مجرد جبانة فاتها الكثير اليوم 
قامت سلمي وأمسكت يدها ولفت معها بفرحة وقالت
أنا أيضا سعيدة بوجودك معي وأتمنى لكي الاستقلال عن تلك العائلة الكريهة لتشعري حقا بالسعادة المطلقة 
قالت حور بخجل 
طبعا يا سلمي لن أذكرك فأنت لن تخبري أحدا أبدا بما قصته عليكي عن حياتي أليس كذلك 
ردت سلمي بثقة شديدة 
بالطبع يا حور أنتي صديقتي المقربة وأسرارك بأمان معي 
وفكرت سلمي أنها حتى لم تخبر والدتها التي تعد أقرب الأشخاص إليها ولن تخبر أحدا فحياة حور لا ينقصها التعقيد يكفي ما هي به وهي تعلم إن تفوهت بكلمة عن عائلة الهلالي ستنتشر الشائعات وسيؤذي ذلك صديقتها حور لذا هي لن تتكلم أبدا فقالت لها بشقاوة 
هيا ارتدي الفستان لقد تركت لك بعض مستحضرات التجميل لذا ضعي منها ولا أريد التذمر
ادخلي 
اعتقادا إنها سلمي وقامت من مكانها تتحرك في الغرفة بحرية تنظم أشيائها بحقيبتها لكن ما لم تتوقعه وجود صمت غريب منذ أن دخلت سلمي الغرفة فقالت بعد أن استدارت 
هل انتهيت يا سلمي..لم يتبقي لي سوي... 
من ..من أنت!!..
أما الرجل شعر بذعرها ورفع يده فوقه في الهواء قائلا ليطمئنها 
لا تخافي أنا سراج ابن خالة سلمي 
نظرت له بخجل ولم ترد فأكمل 
لقد ظننت أن
سلمي هي من بالغرفة ولم أعرف بوجود أحدا أخر فقالت هي بخجل 
أنا حور صديقة سلمي وسلمي ليست هنا لذا هلا تفضلت وبحثت عنها بعيدا عن هنا 
قال مبتسما من خجلها الشديد وهو يمعن النظر بها 
تشرفنا آنسة حور 
أومأت له برأسها ولم ترد فخرج من الغرفة بينما ركضت هي بسرعة وأغلقت الباب عليها وهي تأخذ أنفاسها بخجل شديد لقد رآها هذا الرجل بدون حجاب .. فذهبت للمرآة وعدلت شعرها في كعكة كبيرة وارتدت الحجاب بطريقة مهندمة وخرجت من الغرفة بحثا عن سلمي أما سلمي كانت بالفعل أنهت اللمسات الأخيرة حتى سمعت صوت سراج ابن خالتها قائلا لها بشقاوة 
أخيرا وجدتك أيتها الشقية عيد ميلاد سعيد 
ابتسمت له سلمي بود فهو بمثابة أخيها تماما فهو يعتبر المسئول عن أسرتها بعد ۏفاة والدها وتجمعها به علاقة طيبة حتى انه يعلم علاقتها بخورشيد الذي سيتقدم لها مباشرة بعد انتهاء الدراسة الجامعية وقالت له 
شكرا لك يا سراج لكن أين هديتي..
ضحك وقال
ألم يكن حضوري هو الهدية بذاتها أتعلمين
أيتها الشقية أنني تركت أعمالي بالقاهرة وأتيت مخصوصا لحضور حفل عيد ميلادك
ابتسمت بسخرية وقالت 
ظريف جدا ها ها هل من المفترض أن أضحك
فأخرج من سترته علبة صغيرة وقڈف بها لها فالتقطتها علي الفور وقالت بحماس 
ما هذا..
افتحيه وستعرفين أيتها الفضولية 
بالفعل فتحته فوجدت سلسال باسمها واسم خورشيد من الذهب لم تصدق نفسها وقالت بسعادة 
واو إنها رائعة بل أفضل هدية قد أحصل عليها علي الإطلاق 
فقال لها بسخرية 
بالطبع رائعة لكن لا ترتدي هذا الآن حتى ينتهي هذا الشقي من إنهاء أعماله بالخارج ويعود حتى تتزوجا 
قالت بخيبة أمل لأنه ليس معها بيوم كهذا 
لقد اشتقت له كثيرا لقد اتصل بى وتمني لي ميلادا سعيدا وهديتي ستصلني مع مني أخته
ابتسم بسخرية قاټلة وقال
تمتعي بأيام الحب الجميلة قبل الزواج لأن الزواج يا عزيزتي ېقتل الحب 
قالت بغيظ 
لن استمع لنصيحة من شخص لا يؤمن بالحب ويفضل العلاقات العابرة والمواعدة فقط لكن أنا متأكدة يوما ما إنك ستقع حتى النخاع في حب أحداهن ويومها سأجد هذا مادة جيدة للسخرية منك 
ابتسم مقهقها وقال 
في أحلامك فأنا كالطير الحر..لكن لحظة لقد كدت تجعلينني أنسي .. فمن تلك الحسناء التي تمكث بغرفتك 
ابتسمت وقالت 
ولماذا تسأل !!..أنت لم تهتم يوما لأحدي صديقاتي هل تعجبك حور ..
صفر وقال بنبرة رجل محنك بمعرفته بالنساء 
إنها جميلة بشكل غير عادي
سعدت سلمي بذلك كثيرا فهي تريده أن يستفيض في كلامه لمعرفة رأي الرجال في حور صديقتها لأن تلك الفتاة ثقتها بنفسها مهزوزة لذا سوف تحرص علي إخبارها بما سيقوله عنها فقالت لتستفزه 
غريب فهي مجرد فتاة عادية للغاية
قال باعتراض 
أنت لا تفهمين شيئا عن ذوق الرجال فهي ذات جمال خالص
صمت قليلا وسرح قليلا بخياله مكملا 
يا ويلي من لون عينيها العسلي الصافي الخلاب وناهيك عن رموش عينيها الكثيفة التي تأسر بشكل غير عادي ولون بشرتها المخملي اللذيذ شديد الجاذبية .. إنها تثير الأعصاب بقدها المنحوت كالتمثال وخاصا بشعرها الطويل الذي يشبه... 
توقف عن الكلام فجأة وأرجع شعره للوراء بتوتر وقال 
يا الهي ما الذي أقوله لفتاة صغيرة مثلك 
فنظرت له بدهشة فسراج الفتي اللعوب المحنك بالنساء قد أعجبه حور كثيرا بشكل يدعو للقلق فقالت له بسرعة 
ابتعد عنها يا سراج فهي ليست من ذلك النوع وأيضا هي ستتزوج من عائلة الهلالي 
نظر لها باهتمام شديد وقال 
أحقا هل تنتمي لعائلة الهلالي 
أجل إنها كذلك لذا ارمي شباكك بعيد 
ابتسم بتشتت ثم قال 
لقد تأخرنا هيا لقد أتي الضيوف 
وبالفعل تحركوا وسبقها أما هي ذهبت لحور وهي سعيدة واصطحبتها حور للحفل ومر الوقت سريعا وكانت سلمي مع حور طوال الحفل أما حور حقا استمتعت بوقتها وكانت سعيدة بالفستان ولم تكن تعلم أن سراج طوال الحفل لم يبعد عينه عنها حتى أتي بجوارها عندما ابتعدت سلمي عنها وقال لها 
ما رأيك بالحفل لقد قمت بإعداده مع والدة سلمي 
فنظرت لتري من يتكلم معها فوجدته ذلك الرجل الذي أقتحم الغرفة ورآها دون حجاب فقالت بخجل منه 
أجل انه حفل رائع 
وأومأت برأسها له قائلة 
معذرة سأذهب ل.. 
قاطعها اقتراب سلمي التي قالت لها 
انه سراج ابن خالتي يا سلمي الذي أخبرتك عنه أنه بمثابة أخي قالت حور بتوتر
أجل لقد سبق وتعرفنا عذرا يا سلمي سأذهب للمرحاض وتحركت من أمامهم فهي خجلة للغاية فهي لم تعتاد علي التحدث مع رجل غريب بأريحية ومر الوقت سريعا وانتهي الحفل وصعدت غرفة سلمي وارتدت ملابس النوم وأدت فريضة العشاء وكانت سلمي هي الأخرى انتهت من حمامها وجلسا سويا فقالت لها حور
هل أعجبتك الهدية التي قدمتها لك ..
فضحكت سلمي وقالت لها 
يا الهي أريد أن أعرف متي تم شرائها لقد كنت معك طوال التسوق ضحكت حور وقالت 
انه سر المهنة يا عزيزتي لقد كنت أنظر بالجوار حتى وقعت عيناي عليها وبعدها عندما انشغلت بارتداء الفساتين بحجرة تجريب الملابس ذهبت علي الفور واشتريتها 
يا الهي أتمني أن يأتي اليوم الذي سيجمعني بخورشيد وارتدي له ذلك الرداء
كانت
حور اشترت لها قميصا من الحرير ومعه الملابس الداخلية الجميلة بنفس اللون عندما رأته حور أعجبها ذوقه علي الفور وللحظة فكرت بنفسها ترتدي هذا لأوس لذا جاءتها الفكرة أن تشتريه لصديقتها سلمي فهي تعتبر بمرحلة خطوبة مع خورشيد ابن عمها قاطع أفكارها سلمي قائلة بخبث 
لقد أعجب بكي سراج ابن خالتي كثيرا
فردت عليها حور بخجل 
توقفي عن هذا 
أنت جميلة حبيبتي وقد لفت نظره 
وقصت لها بالتفصيل الممل ما قاله عنها سراج فشعرت حور بالحرج من كلام رجل عنها كذلك ولم تعرف كيف ترد علي سلمي من الخجل سوي بكلمة 
توقفي أرجوك 
لكنها لم
تتوقف وظلا يتحدثا طيلة الليل عن الحفل وهدية خورشيد لسلمي حتى غلبهم النوم أخيرا . 
وفي اليوم التالي 
تجهزت حور لتذهب للقصر وتملكها الخۏف الشديد مجددا وهي تتساءل أن يكون قد علم جدها بما فعلته وعندما توقفت أمام باب القصر دخلت ووجدت فاديه زوجة عمها سامر ووالدة أوس التي كانت تكرهها كثيرا بسبب معاملتها الجافة دوما معها فألقت السلام عليها فردت عليها فاديه باقتضاب وهي تنظر لها بسخرية 
أهلا هل أتيت للأجازة الصيفية..
فردت حور ببرود 
أجل
ونظرت حولها بدهشة وهي تري بعض العمال يقومون بتعليق زينه بالبهو الكبير للقصر فقالت لزوجة خالها بفضول 
هل هناك مناسبة خاصة بالدوار ..
فقالت فاديه ردا عليها دون أن تعبأ بالنظر لوجهها 
نعم فغدا حفل خطوبة محمد ابن خالك سعيد علي سلوى ابنة خالتك منيرة 
فهزت حور رأسها فهي أخر من يعلم بأشياء كتلك بين جدران هذا الدوار اللعېن وقالت بلا اهتمام 
مبارك لهما إذن 
وابتعدت صاعدة لغرفتها ولم تستطع الاختلاء بنفسها قليلا لأنها نزلت بعدها للغداء مع الجميع بعد أن غيرت ملابسها ونظمت أغراضها فجلست بين الجميع ملقية التحية ببرود وجلست لتأكل كشخص غريب ووجدت جدها قال لها فجأة 
أظن أنه تبقي لكي سنة واحدة وتنهي دراستك الجامعية أليس كذلك يا حور..
تعجبت أنه يسألها أو يهتم من الأساس فقالت له باقتضاب 
بإذن الله سأتخرج من الجامعة السنة القادمة 
توقعت أن يضيف شيئا لكنها وجدته لم يفعل وأعطاها ظهره ووجدته يتحدث مع سامر والد أوس قائلا له برضا
إن أوس يحقق مكاسب رائعة بالشركة يا سامر لدرجة أنني أفكر بجعله يتولي رئاسة المجموعة بدلا من سالم 
فنهض خالها سالم وهو يشعر پغضب شديد وقال لوالده 
ما الذي تقوله يا أبي ..هل تريد إزاحتي من رئاسة مجلس الإدارة للمجموعة 
فنظر جاسر الهلالي له وقال پغضب مماثل 
ألم تري كمية الخسائر التي وصلت لها المجموعة مؤخرا ..وألم يكن أوس هو السبب الرئيسي بالخروج من هذه الكبوة بمكاسب مبهرة بينما أنت كنت حجرة عثرة بطريقه بسبب أرائك المتعسفة 
تنفس سالم بغيظ فهو لم يكن يعرف إن والده يتابع تفاصيل العمل خلفه أول بأول ويعرف أن أوس هو السبب الرئيسي لهذا الإنجاز الذي حدث مؤخرا فقال بغيرة واضحة وڠضب مكتوم 
أفعل ما
تراه مناسبا فلقد تعبت من حمل أعباء المنزل والعمل طيلة الوقت 
وابتعد دون أن يكمل طعامه فقال
تم نسخ الرابط