رواية اهلكني حبك بقلم داليا ناصر

موقع أيام نيوز

الباب بشدة فتعجبت حور من فعلتها فهي صفقت الباب وكأنها غاضبة ماذا بها تلك الحمقاء ...
نزلت نهي ومعها الطعام وكانت تتصنع الڠضب والبكاء ..فهي منذ قليل كانت تتناول الطعام مع أوس فقالت له 
سأصعد لحور لإعطائها بعض الطعام فلابد أنها جائعة 
تناول أوس طعامه بهدوء وقال 
حسنا هذا جيد إذن فأنا أراك تهتمين لطعامها وتصعدين بالطعام لغرفتها كل ليلة
فقالت بتصنع 
هذا واجبي فهي زوجتك الأولي وأيضا تحمل طفلك لذا هذا لا شيء 
وأخذت الطعام وصعدت لغرفة حور لكن تلك المرة علي عكس كل المرات أخذت لها الطعام فعليا فهي كل ليلة تتصنع أخذ الطعام لها لكنها في الواقع لا تدخل حتى غرفتها و الليلة دخلت وهي متأكدة من رفضها فهي رأتها خلسة وهي تأخذ طعامها من المطبخ لذا فهي تمتثل لأوامر والدها بأن تتصنع اهتمامها بصحة حور حتى تأخذ خطوتها الثانية ولا يشك بها أوس فقاطع أفكارها قول أوس لها 
لماذا تبكي يا نهي هل حدث شيء ..
تصنعت البكاء ووضعت الطعام من يدها پغضب وقالت له بحنق 
في الحقيقة أنا أتحمل تلك المتعجرفة كل يوم
من أجل طفلك الذي بأحشائها لكن أي أم تفعل ما تفعله تلك الحمقاء فهي ترفض الطعام باستمرار والليلة أهانتني وطردتني من غرفتها رافضة الطعام بشكل غير مهذب علي الإطلاق وقالت لي ألفاظ غريبة أخجل من نطقها حتى بفمي 
شعر أوس بالڠضب الشديد منها ..فهو حتى الآن يتمالك نفسه كي لا ېؤذيها ووفر لها وسائل الراحة وتركها تتحرك بأريحية بمحيط الفيلا لكن هي مصممة علي إخراج شياطين الچحيم التي تتراقص بداخلة وتدعوه لإيذائها بقوة فقال لنهي پغضب 
هل حقا فعلت هذا ..
فقالت نهي بضعف 
يا الهي لا اصدق كيف تقصر تجاه طفلها إن الأطفال نعمة وهبة من الله كيف لها فعل هذا و... 
لم تكمل كلامها حتى وجدت أوس تحرك من مكانه بعصبية شديدة فابتسمت بخبث فخطتها قد نجحت أما هو فتوجه ناحية غرفة حور پغضب بالغ وفتح الباب عنوة وكانت شرارات الڠضب تكاد تخرج من وجهه قال لها پغضب 
لماذا ترفضين الطعام هل تعتقدين أنني سأطلق سراحك إن امتنعت عن الأكل فأي أم تفعل هذا بطفلها!!.. 
وقالت له پغضب مماثل وقوة لم يعتادها منها 
ما الذي تقوله ..وما الحق الذي لديك لتعنفني بتلك الطريقة اتركني أنت تؤلمني 
كلا
هذه المتمردة ليست حور التي يعرفها فقال لها بقسۏة 
من تظنين نفسك حتى تطردي نهي سيدة هذا المنزل من غرفتك وترفضين الطعام الذي تعطيه لك شفقة بطفل ليس له
ذنب سوي أنك تكونين والدته
انه يتفنن في تعذيبها فها هو يقولها صريحة سيدة هذا البيت توقف الزمن للحظة عند تلك الكلمة فنهي حقا سيدة هذا البيت أما هي مجرد امرأة ستلد طفلا له فقط وبعدها سيلقيها بالشارع فقالت له پألم حاولت أن تدفنه بأعماقها بلا فائدة 
ما الذي تقصده ..
وفجأة بدأت تستوعب ما حكته لها تلك الحقېرة نهي بالتأكيد فهذا هو أسلوبها تشويه صورتها كي تكسب جانب أوس فقال لها أوس پغضب
إن كنت تسمين نفسك أما اعتني بطعامك من أجل طفلك وليس لأجلك أنت.. 
يبدو أن تلك اللعېنة أخبرته أنها ترفض الطعام وإنها طردتها من الغرفة وبالطبع هو يصدق كلمات تلك اللعېنة ولن يصدقها أبدا فقالت پغضب 
أنا لم أطرد زوجتك المصون فهي دخلت الغرفة ومعها الطعام فأخبرتها أنني سبق وتناولت عشائي لذا ذهبت وهذا كل شيء
ابتسم بسخرية و قال بغلظة 
صحيح يمكنك تجريم نهي التي حافظت علي زوجها وبيتها بينما أنت كل ما تريدينه هو التخلص من طفلك حتى تتخلصين من ارتباطك بى كليا أليس كذلك.. 
شعرت پقهر بالغ في تلك اللحظة فهو لن يصدقها مهما قالت وسيصدق تلك الغادرة التي أخبرته بأكاذيب ورغما عنها كالغبية نزلت دمعة غادرة من عيناها وقالت بتلعثم بعض الشيء وهي تحاول ربط كلماتها معا وكانت تحرك يداها بالإشارة وهي تتكلم
أنا.. أتناول الطعام جيدا .. وهذا ليس من أجلي ..فقط من أجل طفلي الحبيب..فهذا الشيء الوحيد الذي يهون علي بلع الطعام داخل جوفي فأنا....فقدت الأمل في الحياة لكنه وحده هو أملي الباقي بها لذا إياك أن تتهمني بالتقصير معه هل تفهم 
وعندما وجدت نفسها فقدت السيطرة وضعت يديها حول وجهها لتخفي تلك الدموع الغادرة التي تظهر ضعفها أمامه بيدها فنظر لها وقد رق قلبه رغما عنه من ضعفها وتعبير وجهها الذي قطع نياط قلبه فقال پغضب عندما وجد نفسه سيضعف ويتأثر من هذا 
توقفي عن التمثيل فلن تؤثر بى دموع التماسيح تلك 
اتسعت عيناها بذهول من كلامه لتتمرد كل الدموع من عيناها فصاحت به پغضب لتمنع اڼهيارها بالكامل 
أخرج من هنا دعني وحدي الآن 
اڼهارت كليا بشكل لم تستطع السيطرة عليه فهرمون الحمل اللعېن يجعلها حساسة أكثر من المعتاد وقال بهدوء 
اهدئي وتوقفي عن البكاء الآن 
لكنها ظلت ټقاومه و لكنه كان كالصخرة التي لا تتزحزح وما أن فعلت حتى تغلغل إحساسها بالأمان والدفء الذي تشعره دوما معه 
هل تشعرين بتحسن الآن يجب أن تهدأى من أجل طفلنا ..
ما أن قال هذا حتى شعرت بالندم علي بكائها أمامه واستسلامها فابتعدت عنه ووجدته يرفع يده وأرجع بعض الخصلات المبعثرة من شعرها خلف أذنها فقالت له بضعف لم تمنعه وهي تضع يدها علي بطنها 
انه صبي يا أوس 
فنظر لها أوس ونظراته تتجه لبطنها وعندما شعر بالحياة التي تنمو بداخلها ابتسم فنظرت له هي ومشاعرها تخفق باسمه ..كم اشتاقت لابتسامته تلك فقال بهدوء وهو لازال يتحسس بطنها برقة ونعومة 
ابني ..أوس الصغير 
لوهلة نست العالم بأكمله ونست ما فعله بها وما ينوي فعله بطفلها ففى النهاية هو زوجها ولم تمنع نفسها من الشعور بالألفة التى يقول عنها القران الكريم بين الزوجين وأحست بالحنان في عيناه وشعرت حقا سيحب ابنها كثيرا وقالت له 
لقد أخبرتني الطبيبة منذ شهران انه صبي وأيضا نموه جيد جدا حمدا لله 
شعر بخدر جميل يتملك منه فطفله سيكون ابنا قويا ووريثا له فقال لها بنعومة 
كم بقي علي موعد الولادة .. 
قالت له وهي تبتسم رغما عنها 
أنا بالشهر السابع لم يبقي الكثير وأضع طفلي 
ة لكنها ابتعدت
عنه في اللحظة الفاصلة وقالت بوهن 
توقف يا أوس أريد طلب شيء منك 
فحدق بها باهتمام فقالت بعد أن بلعت ريقها
أنا أريد أغراضي الشخصية من شقتي هلا سمحت لي بالذهاب لإحضارها فأنا لا أشعر بالراحة بهذه الملابس الغريبة 
فجأة دفعها عنه پغضب وكأنه هو الأخر قد استفاق من حالته وقال لها پغضب هادر 
وهل تعتقدين أنني أحمق لجعلك تخطين خطوة واحدة خارج هذا البيت فقط احلمي بهذا
فقالت پغضب ودموعها تنزل مجددا 
تبا لك لقد
جعلت حياتي چحيما ترفض أن تطلق سراحي وتتوعدني بأخذ طفلي وأيضا تتهمني بالخېانة وتحبسني كالسجينة عندك وتهينني ... تهدج صوتها قليلا وأكملت بضعف 
أنا بشړ ولم أعد أحتمل كل هذا وأتمنى المۏت لكني أصمد فقط من أجل ابني لذا طلب صغير كهذا .. و هو أنه من حقي ارتداء ملابسي الخاصة بدلا من ارتداء ملابس زوجتك الثانية.. ألا تملك أدني إحساس 
اللعڼة عليها إنها تبكي أمامه مجددا تبا لغبائه فهو يتأثر بدموعها اللعېنة فتنهد پغضب وقال 
حسنا يا حور أعطيني عنوان شقتك وسأحضر لكي أغراضك
فقالت له بضعف 
وأيضا سيارتي مازالت...تركن بجوار شركة سراج هلا أحضرتها من هناك 
أرجع شعره للوراء وشعر پاختناق شديد فهو قد تأثر بدموعها تلك الخائڼة وأيضا جعلته يتذكر مظاهر استقلالها بعيدا عنه .. شقتها وحياتها السابقة بعيدا عنه وهو كالأحمق تأثر بتلاعبها به وبحديثها عن وكأنها تهتم تلك اللعېنة وربما فعل ما لا يحمد عقباه لاحقا .. أحس أنه علي وشك ارتكاب چريمة إن لم يخرج من الغرفة لذا قال ببرود محاولا السيطرة علي أعصابه 
أعطيني مفاتيح سيارتك وعنوان شقتك
هل أحضرت لي بيانات الاتصال الخاصة بخط الهاتف الذي أعطيته لك يا جلال 
قال أوس هذا علي الهاتف فهو قد حصل علي خط حور من هاتفها قبل أن يدهسه بسيارته فهو أراد معرفة الأشخاص الذين كانوا بحياتها في فترة ابتعادها عنه وبالأخص سراج فقد حان الوقت للبحث عن حقيقة تلك اللعېنة فهو يريد إثبات إدانتها ليستطيع لفظها بعيدا عن حياته دون ندم فهو صار يضعف أمامها كثيرا ويشعر بالجنون لذا هو فقط سيتقصى الحقيقة كاملة في الفترة التي غابت فيها عنه فرد الرجل علي الهاتف قائلا له 
لقد فعلت سيد يا أوس وكنت علي وشك الاتصال بك فسجل المكالمات لذلك الخط يحتوي علي أربعة أرقام فقط وقد تحريت عنهم جميعا فمنهم واحدا لامرأة تدعي سلمي وامرأة أخري تدعي
لوجين ورقم لرجل استعلمت عنه ووجدت انه بواب لمنطقة سكنية والرقم الأخير هو رقم لعيادة طبيبة نسائية
اندهش أوس كثيرا فقال له پغضب 
هل أنت متأكد من هذا ..ألا يوجد أي أرقام أخري قامت بالاتصال بها أبدا ..
رد الرجل بحسم 
كلا ليس هناك المزيد هؤلاء هم فقط من تم الاتصال بهم من هذا الخط أغلق أوس الهاتف وداخله يشع أملا ألا تكون فعلا خانته مع سراج الأحمدي هل هي حقا بريئة من اتهاماته لها وكانت حقا وحيدة طيلة تلك الأشهر تجاهد وتعمل ..ركب سيارته وكان لا يري أمامه وكان يقود بسرعة چنونية يريد أن يصل لوجهته سريعا حتى يتأكد مما سمعه وعندما وصل لبناية شقتها نزل ودخل البناية فوجد رجلا ينظر له بفضول واتجه ناحيته قائلا 
مرحبا يا سيدي أنا بواب تلك البناية هل أخدمك بشيء..من تريد ابتسم أوس له بتكلف وقال وهو يخرج بعض النقود من جيبه 
أريد سؤالك عن سيدة تعيش هنا ..
فنظر له الرجل بفضول وقال 
ومن التي تريد السؤال عنها ..
أريد السؤال عن حور أحمد فضل فهي تقيم هنا في الطابق الرابع 
رد الرجل قائلا
أجل لكن ماذا تريد أن تعرف عنها ..
أخرج أوس بعض لأوراق المالية الإضافية من محفظته وقال قبل أن يعطيها للرجل 
لكل خير فأنا أريد معرفة كل ما تعرفه عنها أعرف أنها تمكث بمفردها ومجتمعنا يرفض إقامة سيدة بمفردها لكن أنا أريد أن أعرف سلوكها والأشخاص التي تقوم بزيارتها ..
وناوله الأوراق المالية فابتسم الرجل وأخذها شاكرا وقال 
إذن سوف أخبرك يا سيدي فالسيدة حور طيبة القلب جدا ولم أري
مثيلا لإنسانيتها تجاه الآخرين فهي تعتني بزوجتي المړيضة ودوما تعطيها الطعام والمال بسخاء إنها هادئة ولا تختلط بأحد وفقط تخرج مبكرا للذهاب لعملها وتأتي مبكرا ولا تخرج بعدها أبدا ويمكنك أن تضبط ساعتك يا سيدي علي مواعيد ذهابها وعودتها امرأة مثالية يندر أن تجد مثلها هذه الأيام 
فقال أوس بدهشة شديدة 
ألا يأتي أحدا لزيارتها..
قال الرجل بعفوية 
كلا لم أري أحدا أتي لزيارتها أبدا فهي تنزل السابعة صباحا كل يوم وتأتي بعد العصر من عملها ولا تخرج ولا يأتي أحد لزيارتها لكن..
تم نسخ الرابط