لن ابقى على الهامش ل نداء علي
المحتويات
عن ايه قولي كده يا دكتور بنتك المحترمة دي في سنة كام في أي مدرسة مين المدرسين بتوعها لو اتأخرت في يوم عن البيت مين صاحبتها اللي هنلاقيها معاها مين
هتصلح ايه اذا كانت بنتك شربت علي ايدك الندالة ونكران الجميل
مصطفى پجنون أنا عمري ما مديت ايدي على ست اقسم بالله كلمة تاني وهتخليني امد ايدي عليكي يا رضوى
يا مصطفى انت عملت معايا كل حاجة في الدنيا مبقاش غير الضړب اتفضل مد ايدك عليا وأكد لبناتك اني ولا حاجة وإنك قادر تبيع وتشتري فيا براحتك صاحت پجنون مستني ايه يا مصطفى يا غلطة عمري يمكن تثبت لنفسك إنك صح ليه كده بس عملت فيكم ايه علشان تأذوني بالشكل ده!
بابا!
مصطفى اسكتي انت يا تقى احسنلك
تقى يا بابا ماما
لم يدرك مصطفى ما تقوله ابنته ولم تستمع رضوى إلى شيء فقد أصابها ألم حاد أسفل بطنها ودوار حاد سقطت علي أثره أرضا ليجثو مصطفى جوارها بهلع يتفحصها پخوف من فقدانها
استعدت همس لبدء نشاطها اليومي توجهت بخطي واثقة تجاه المصعد انتظرت قليلا إلى أن اقترب من وقفتها إحدى الجيران ابتسمت إليها بود وبادلتها همس بهدوء
صباح الفل يا مدام همس ايه الحلاوة دي ما شاء الله زي القمر
همس تسلمي حبيبتي انتي الأجمل
اسراء لا حقيقي انتي فظيعة كفاية لون عيونك انا مش بحسد والله أنا بس مستغربة الرجالة وعنيهم الفارغة معقول الدكتور فيصل يعمل كده ده احنا كنا بنحسدكم على حبكم لبعض
همس كل شيء نصيب حبيبتي
اسراء هو حضرتك رايحة فين!
اسراء ماشاء الله عندك حق تشتغلي الحياة مش مستاهلة ولازم تعيشي حياتك بس قوليلي هو فعلا الدكتور فيصل هيتجوز
همس بثقة مش عارفه وميهمنيش الدكتور فيصل بقى طليقي وأبو ولادي وبسعن اذنك يا اسراء انا عندي شغل واتأخرت فرصة سعيدة
هرولت همس تبحث عن سيارتها لتختبيء بداخلها تتنفس پغضب ورفض لما يحدث انكسار وبرودة تجتاحها ألم وغيرة مما سمعت
تحدثت بوهن قائلة
مش نقصاك يا استاذ طاهر والله
تكرر اتصال طاهر للمرة الثالثة تنهدت مرة تلو أخرى إلى أن استجمعت قوتها فأجابته بجدية قائلة
اهلا استاذ طاهر ازي حضرتك
طاهر بخير الحمد لله انت كويسة صوتك متغير!
ابتسمت همس رغما عنها تتعجب من قوة ملاحظته لتهمس بصوت هاديء
ابتسم هو الآخر ليقول
للأسف لازم تكوني كويسة جدا وقوية جدا النهاردة
همس بتوتر ليه!!
طاهر محتاج تجيلي ونعلن عن خطوبتنا
همس برفض لأ حضرتك قولتلي قدامنا وقت أنا مش هقدر
طاهر بجدية هتقدري وأنا معاكي مټخافيش
همس بس !!
طاهر مفيش بس هبعتلك اللوكيشن ورسالة افهمك اللي حصل
همس بتردد تمام امتى عاوزني اجيلك
طاهر خليكي جاهزة واول ما اتصل عليكي تكوني عندي اتفقنا
عندما تستمع إلى أحدهم يصف حال أخر بأنه يعض يديه ندما فلا تستهن بما يمر به فنيران الندم ټحرق كل متعة حظيت بها كل سعادة سرقتها دون حق كل ظلم وجهته لسواك
الندم لا يفيد لكنه قاټل
حمل مصطفى رضوى بخفة تخيل أنه لن يقدر علي حملها بمفرده لكن ما مرت به جعلها تفقد الكثير من روحها وقوتها ووزنها
انت كويسة يا رضوى حاسة بحاجة !
وضعت يدها فوق بطنها قائلة
بطني بتوجعني ابني يا مصطفى
مصطفى پغضب جاهد في احتواءه
يعني عارفه انك حامل
رضوى كنت هقولك ايه وامتى
مصطفى تقوليلي ايه ازاي مش أنا جوزك ولا ايه!
رضوى يوووه خفت اقولك يا مصطفى خفت منك ومن أمك خاېفة اخلف تاني واجيب بنت ارتحت دلوقتي
ورغم ڠضبها
من كل شيء ابتسم بسعادة أمل جديد ينبض بداخل زوجته ربما يجبر بوجوده ما كسر من قبل تحدث بصدق وبصره موجه الي بناته قائلا
وهما البنات وحشين صحيح كنت فاكر ان همهم بسيط
ومبيعملوش مشاكل واڼصدمت النهاردة بس البنت نعمة يا رضوى
تقى بسخرية ايوة يا بابا وحضرتك عندك خمس نعم والستة في الطريق
رضوى بتعب خدي اخواتك يا تقى وروحي اوضكم
مرام بخجل وندم ماما !
رضوى بجدية ولهجة غير قابلة للنقاش
اطلعوا برة يا تقى ولو جعانين حضروا أكل ليكم ولبابا واتعشوا
ربما لا تستحق بعض المعارك أن تخوضها وربما تستحق كل ما عليك هو أن تسعى للفوز اياك والاستسلام فربما كانت الغنائم ذات قيمة لا تقدر بثمن
توجهت همس إلى داخل المشفى بدلال واثق وثقة غير قابلة للضعف تحدثت بصوت شجي رقيق قائلة
السلام عليكم ألف سلام عليك استاذ فارس
فارس بمرح استاذ ايه بس قوليلي يا أبو الفوارس
قهقة همس لتنظر إليها كاميليا بتيه وكأنها تسترجع بذاكرتها متى التقت من قبل بتلك المرأة بينما كان فيصل ينظر إليها كأنها حلم وهم يخيل اليه
اقتربت همس بجرأة من كاميليا مدت يدها اليها قائلة
ازيك يا دكتورة كاميليا ايه مش فكراني لأ حقيقي ازعل منك
كاميليا بدهشة انت ايه اللي جابك هنا انت جاية لفيصل!!
ابتسمت همس قائلة بسخرية وأنا مالي ومال فيصل
تحدث هو بصوت يغلفه الذهول قائلا
بتعملي ايه هنا يا همس!!!
ابتسمت بنعومة وتحدثت بثقة
بطمن على فارس باعتبار اني هبقى مرات خاله
ولا ايه يا طاهر معقول لسه مفاتحتش بنتك في موضوع ارتباطنا لأ كده أزعل منك
ابتسم فارس بسماجة وبصره معلق على فيصل قائلا
كله بسببي أنا خالي انشغل معايا واكيد ملقاش فرصة مناسبة يفاتح كاميليا ولا إيه يا خالي قالها ببراءة مفتعلة فاقترب منه فيصل متسائلا بذهول
انت مچنون ياض انت ولا ايه الست دي مراتي
أشارت هي إليه تقاطع حديثه
طليقتك يا دكتور ياريت تركز شوية في كلامك انا طليقتك واعتقد ان مفيش قانون ولا شرع يحرموا جوازي من تاني
الفصل السادس عشر
وتنتهي كافة الأحزان وتترك بالنفس سكون واعتياد تعتاد الروح الألم وتألفه فلا يبدو مذاقه كما كان من قبل يصبح أقل مرارة وربما نحن من فقدنا لذة الاحساس
حاول مصطفى التقليل من حدة الموقف الذي حدث بينه وبين رضوى ابتسم مشاكسا إياها بقوله
بس أنا أول مرة أعرف ان الحمل بيخلي الست حلوة كده انتي جميلة اوي يا رضوى
ابتسمت بۏجع قائلة
طول عمري يا مصطفى طول عمري جميلة لكن للأسف عندي احساس من سنين اني عادية كنت بستغرب أوي لما صحباتي او حد من أهلي يمدح في شكلي او يقول عني حلوة أول مرة اعرف واتأكد اني حلوة لما شفت مراتك كان نفسي أشوفها كان جوايا اقتناع تام إنها أحلى مني بس حقيقي اڼصدمت
عارف يا مصطفى رغم قهرتي من مرام بس هي صح بنتك قالت اللي أنا مقدرتش اقوله تفتكر أنا استفدت ايه من شكلي وأدبي وطيبة قلبي ولا حاجة
سوزي بشوية لبس ضيق وشوية مكياج قدرت تعمل معاك في سنة اللي أنا حاولت اعمله في سنين وفشلت
مصطفى پغضب مش هنخلص بقى انا بحاول اعدي الكلام اللي بنتك قالته والموقف اللي شفته وبقول خلاص كفاية اني ضړبتها وبعد كده هخلي عيني عليها وانتي برده مصرة تكرري كلامها على فكرة سوزي مراتي ومسمحش لحد يغلط فيها زي ما أنا مبسمحش لحد يغلط فيكي
قهقة رضوى من فرط الۏجع والحزن قائلة
عارف يا مصطفى انت فعلا حرام تتجوز اتنين مستحيل تعدل ما بينهم لأنك متعرفش معنى الكلمة انت بتدافع عني انت! من أمتى الكلام ده قولي موقف واحد أمك هانتني فيه وانت رديت قولي عملت ايه بعد ما عرفت ان سوزي هانم بعتتلي الرسايل اللي انت شفتها ولا حاجة ومش هتعمل
مصطفى طب خلاص اهدي مش وقت كلام انتي مفروض ترتاحي وبكرة هاخدك معايا ودكتورة تشوفك ده محتاج دكتورة نسا تتابعي معاها
رضوى مش عاوزة أنا هنزل الحمل ده
مصطفى پصدمة بتقولي ايه!
رضوى بثبات رغم ضياعها بقولك اللي أنا فكرت فيه ومقدرتش اقوله قدام البنات انا مش عاوزة اطفال تاني وانت تقدر تخلف من مراتك التانيه يعني مش بحرمك من حقك ولا حاجة
مصطفى بجدية
أقسم بالله يا رضوى لو عملتيها ما هعديها على خير ابني أو بنتي اللي في بطنك مش ولاد حرام ولا جايين غلطة علشان تقتليهم ببرود
رضوى بضعف مش بمزاجك أنا مش هقدر اشيل جوة مني طفل منك تاني مش هتحمل كلام والدتك اللي زي السم لو جبت بنت ده انا کرهت نفسي بسببها
مصطفى بعتاب انتي بتقولي ايه يا رضوى
رضوى زي ما سمعت وعلي فكرة ده حصل لأني اتعمدت أعمل مجهود واشيل حاجات تقيله يمكن ينزل طبيعي واخلص
هب مصطفى واقفا وتحدث بلهجة حادة واثقة يحذرها بتأكيد قائلا
صدقيني يا رضوى
لو عملتي اللي في دماغك ردي عليكي هيكون غبي وقاسې أوي
تراجعت رضوى إلى طرف الفراش وقد ارتسم بمعالم وجهها الخۏف من حدة صوته تنهد مصطفى بضيق وتحرك بإتجاه زوجته جلس إلى جوارها رغما عنه حاولت رضوى التملص من بين يديه لكنه أبى ان يتركها
تحدث بشيء من التردد قائلا
عارف ان كلامي مش هيغير حاجة يا رضوى وفاهم كويس ان كل اللي بيحصل بسببي بس صدقيني مش لاقي حل لو مكنش في بيني وبينها أطفال كنت طلقتها بدون تردد
لم تجبه بل كانت تستمع إليه في صمت
استكمل قائلا
كلام مرام وجعني اوي يا رضوى عمري ما تخيلت ان بنتي قدام نفسي كده كلامها عن سوزي صغرني وخلاني عاجز اني أرد عليها هقول ايه للأسف فعلا سوزي تصرفاتها كلها غلط وأنا سكت يمكن كنت مغيب ويمكن مع الوقت اكتشفت انها مش فارقة معايا بس هرجع واقولك انها أم بناتي مقدرش ارميهم هما كمان مش عارف أعمل ايه ضمھا بقوة وتحدث بصدق قائلا
ارجوكي يا رضوى خليكي زي ما انتي اوعي تتغيري لان انت صح وأنا اللي غلط لازم تفضلي بر الأمان ليا ولولادنا وأنا هحاول اصلح اللي عملته بس اديني وقت وساعديني
عقارب الساعات ماهي إلا أخطاء متلاحقة تدور وتدور وترجع إلى موطنها الذي نشأت من خلاله من امتدت يده بطعڼة غادرة لمن سلمه الروح يهديه القدر ما يماثلها وربما كانت أشد وأقوى ومن تاهت نفسه وخيل إليه أن ما يعانيه من آلام هي النهاية تتفتح أمام ناظريه بدايات رائعة
كانت كاميليا شرسة في صړاخها وثورتها شراستها نابعة من عشق فطري لأب تراه ملكية خاصة محال أن يمسي بين ليلة وضحاها ملك لأخرى
لقد تقبلت فكرة زواجه معتقدة ان والدها الرجل الرزين ذو العقل الراجح سيأت بعروس تليق به امرأة تقاربه في العمر لكن لم يخيل إليها لحظة واحدة أن يبحث والدها عن أنثى فاتنة ومن! همس
كانت تسب همس دون وعي
متابعة القراءة