رواية (القلب وما يعشق) كاملة

موقع أيام نيوز

ايمان به وصوتها وكأنها تبكى وهى تقول معلش يا عمى لو ممكن تبعتلى حد ياخدنى اصل ..اصل شنطتى اتسرقت منى فى المواصلات
الحاج حسين اوصفيلى انتى فين بالظبط وخاليكى عندك
أنتظرت ايمان ما يقرب عن النصف ساعه حتى وجدت سيارة تقف اماها ويخرج منها عبد الرحمن بسرعه ليقف امامها قائلا انسه ايمان انتى بخير
اومأت برأسها فى أحراج شديد وهى تقول الحمد لله
اشار لها ان تركب السياره ولكنها تسمرت مكانها فأعاد كلماته مره اخرى اركبى يالا
صمتت مره اخرى وبعد لحظات قالت مش هينفع اركب مع حضرتك
نظر لها بتفحص وقال ليه
ايمان مينفعش اركب معاك لوحدى
ابتسم وقال هو انتى لما بتركبى تاكسى مش بتبقى انتى والسواق لوحدكم خلاص يا ستى اعتبرينى السواق
هزت راسها نفيا انا مش بركب تاكسى علشان كده انا بركب مواصلات عاديه
وضع عبد الرحمن يده فى جنبه واستند بالاخرى على باب السياره المفتوح وقال اممم طب والعمل دلوقتى ايه ..تحبى نركب العربيه ونسيب الابواب مفتوحه
ورغم صعوبة الموقف ولكنها ابتسمت ثم اختفها سريعا وقالت طب ممكن التليفون اكلم ايهاب تانى ..اصلى كلمته قبل ما اكلم عمى وتليفونه كان مقفول
ثم قالت باحراج لو سمحت ممكن تدفع لصاحب الكشك ده تمن المكالمه
اعطاها عبد الرحمن هاتفه لتتصل باخيها وذهب ليدفع ثمن المكالمه وعاد سريعا فوجدها واضعه الهاتف على اذنها وتنقر على السياره بتوتر بالغ وبعد لحظات قالت شويه يدى مشغول وشويه يقول خارج الخدمه
عبد الرحمن والعمل ..معلش بقى تعالى على نفسك
ايمان بعد تفكير طويل طب ممكن اركب هنا واشارت للمقعد الخلفى
ابتسم وفتح لها الباب الخلفى وفى الطريق نظر لها فى المرآه قائلا انا مكنتش اعرف انك بتتكسفى اوى كده لو كنت اعرف كنت جبت هند معايا
ايمان بصوت يشبه الهمس مش موضوع بتكسف ..بس مينفعش اركب عربيه مع راجل مش محرم ليا ثم اكملت حتى خطيبتك مينفعش تركب معاك لوحدها
أومأ براسه وهو يقول فى نفسه مينفعش تركب معايا لوحدها تعالى شوفى ياختى دى بتقولى كلام بيخلى وشى يحمر يفضحتى يااما
وفى المساء جلس عبد الرحمن يقص على الجميع ما حدث وهم يضحكون ماعدا ايهاب الذى كان ينظر الى اخته بأعجاب لانها احسنت التصرف
نظرت عفاف ام عبد الرحمن الى ايمان بحب وقالت والله يا ايمان لو البنات كلها زيك كان الشباب حالهم اتصلح
التقت الحاج حسين طرف الخيط من كلام زوجته ونظر الى عبد الرحمن وقال صحيح يا عبده أخبار هند معاك ايه
أنتبه عبد الرحمن على سؤال والده وقال هند..اه الحمد لله كويسين
كان عبد الرحمن فى
داخله يتمنى ان تتصرف هند مثل ايمان وتتعامل بنفس طريقتها ولكن عزائه انه يعلم انها لا تفعل ذلك الا معه لانها تحبه وهو ايضا يحبها ولكنه بداخله صراع ..وضع رأسه على الوساده وقد اشټعل الصراع داخله نفسه تسول له وتقول وفيها ايه انت خطيبها وبتحبوا بعض وكل المخطوبين كده خروج وحب وكلام حلو ولو مش هتعمل كده مع خطيبتك هتعمل كده مع مين
ولكنه طبيعته الشرقيه وطبيعة تربيته كان يود ان تكون خطيبته متحفظه معه اكثر من هذا فهذه ستكون ام اولاده ومن تحمل اسمه فى المستقبل هذا الى جانب الدين والحلال والحرام ...لقد لفتت ايمان انتباهه دون قصد منها انه توجد حدود بين الخاطب والمخطوبه حتى انها لا تحل له ان تركب معه سيارته وحدها
لم يكن امام عبد الرحمن بعد هذا الصراع الا شىء واحد هو ان يتكلم مع هند ويشرح لها طبيعة مشاعره ويضع بينهما الحدود المفروضه بينهما حتى يتم تحديد ميعاد كتب الكتاب وكان يتوقع ان ترحب هند بهذه الفكره بل وكان يتمنى ان تساعده عليها فهو يحبها بصدق
كان اليوم التالى هو الجمعه وكان هناك ميعاد بين سلمى ومريم ان تأتى الاولى لزيارتها لتعطيها تفريغ المحاضرات التى غابت عنها
يتبع التالي
جاءت سلمى لزيارة مريم يوم الجمعة بحجة ان تعطيها تفريغ المحاضرات التى غابت عنها رحبت بها مريم وأجلستها فى الحديقة تحت المظله ..ظلت سلمى تجول بنظرها فى اركان الحديقه وهى تقول لمريمايه ده كله اومال البيت من جوه شكله ايه..يا بختك يا مريم
مريم انتى جايه تزورينى ولا جايه تقرى عليا اشربى العصير بتاعك
اخذت سلمى كأس العصير ورشفت منه وهى تقول قوليلى اخبار ولاد عمك ايه
نظرت لها مريم باستفهام تقصدى مين فيهم
سلمىيعنى مش عارفه اقصد مين
رفعت مريم رأسها من اوراق المحاضرات اليها قائلهسلمى ابعدى عن وليد ده مش سهل ابدا مش بتاع خروجه وفسحه زى ما انتى فاكره ده انا بنت عمه وبخاف منه ومن نظراته
ضحكت سلمى وقالتانتى تخافى علشان انتى قطه يا ماما لكن انا لا انا اعرف اخاليه يدوخ حوالين نفسه وفى الاخر يرجع ايده فاضيه
ثم وضعت كأس العصير من يدها وقالت بقولك ايه مش هتفرجينى على بيتكوا من جوا ولا ايه
أخذتها مريم للداخل ولكن سلمى استوقفتها وهى تشير الى ركن ما فى الحديقه وهى تسأل ايه ده يا مريم
نظرت مريم الى حيث أشارت سلمى فوجدت ما يشبه حلبة الملاكمه وقالتمش عارفه اول مره أشوفها
أستكملا طريقهما الى البوابه الداخليه للمنزل ووقفت مريم تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف وهما يرتديان حلة رياضية فى طريقهما للخارج وقف وليد بابتسامه كبيرة امام باب المصعد وهو يرحب بسلمى ..صافحها وضغط على كفها وهو يقول انا اعرف ان القمر بيطلع فى السما مش فى الاسانسير
ضحكت سلمى بميوعه وقالت ميرسى اوى لزوقك
تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده يالا يا وليد
قالت له سلمى أزيك يا أستاذ يوسف
أشاح بوجهه بعيدا وهو يقولكويس ..أنا هسبقك يا وليد ثم أنصرف تبعته مريم بعينيها وقالت سلمى لوليد انتوا رايحين فين كده
وليد عندنا ماتش ملاكمة تيجى تتفرجى
قالت مريم بتعجبملاكمة انتوا بتلعبوا ملاكمة مع بعض
ضحك وقاليعنى حاجه كده خفيفه كل شهر مره علشان مننساش ثم اقترب من سلمى وقاللازم الواحد يتدرب علشان يحتفظ بلياقته
مريمطب يالا نطلع احنا يا سلمى
اقتربت خطوة اخرى من وليد وقالتلا انا عايزة أتفرج
وهنا عاد يوسف مره اخرى وصاح فى وليديالا بقى يا عم انت
ذهبت اليه مريم وقالت برجاءممكن نتفرج يا استاذ يوسف
يوسفتتفرجوا على ايه هى سيما ..شعرت مريم بأحراج شديد احمر له وجهها ودخلت ووصلت الى الدرج وصعدت بسرعه وهى تقول حصلينى يا سلمى
وقفت امام باب شقتها وهى تكاد تبكى مما فعل بها فى الاسفل كانت تشعر بالحنق الشديد حتى انها لم تسمع فرحه وهى تلقى عليها السلام اثناء صعودها ..
صعدت خلفها فرحه ووجدتها هكذا فقالت وهى تربت على كتفهامالك يا مريم عنيكى مالها كنتى بتعيطى ولا ايه
مفيش حاجه يا فرحه انا كويسه
كويسه ازاى انا
شفتك وانتى طالعه واخده فى وشك سلمت عليكى مردتيش عليا
معلش يا فرحه مخدتش بالى
قوليلى مين زعلك يا حبيبتى وانا اخلى بابا ياخدلك حقك منه
ابتسمت مريم لطريقتها الطفوليه وأحتضنتها وقالتتسلميلى يا حبيبتى انا كويسه ثم قالت بترددأخوكى بس احرجنى شويه
فرحهمين فيهم
مريميوسف...قلتله ممكن اجى اتفرج كلمنى بطريقه وحشه اوى
فرحه بسعادهايه ده هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
خرجت سلمى من المصعد واتجهت الى مريم وقالتكده برضه تسيبينى وتمشى ..مالك 
نظرت لها مريم بضيقلسه فاكره تيجى تشوفينى مالى
اقبلت فرحه على مريم وصافحتها ورحبت بها ثم استدارت الى مريم وقالت ولا يهمك تعالى اوريكى ح بترت عبارتها لأصطدامها بأيهاب على باب الشقه ..شعرت بالخجل الشديد واحمرت وجنتاها ..قال بابتسامه انا اسف يا انسه فرحه مكنتش عارف انك داخله
ايهاب بابتسامه عذبهولا يهمك خبطى فيا براحتك لو عاوزه تتعلمى السواقه فيا انا جاهز
ابتسمت فرحه برقه ومريم تنظر اليهم باندهاش فهى لم تعتاد اخيها يتكلم بهذه الطريقه الا معهم فقط
قاطعت افكارها سلمى وهى تتحدث الى ايهاب قائلهازيك يا ايهاب
ايهاب باقتضابكويس الحمد لله عن أذنكم وتركهم ونزل الى الاسفل
تابعت فرحه عبارتها وقالت تعالوا نتفرج من البلكونه
استقبلتهم ايمان بالداخل وصافحت سلمى التى انبهرت بالشقه الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الاربعه الى الشرفه ليشاهدا هذه المباراه الصاخبه بين وليد ويوسف وتشجيع ايهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الالفه بين ايهاب واولاد اعمامه كانت تتمنى ان تكون مكان وليد لتوجه الى يوسف لكمه فى انفه مقابل ما فعله بها
أستأذنت ايمان ونزلت الى عفاف زوجة عمها حسين لتساعدها فى تحضير طعام الغذاء فاليوم هو الجمعه والحاج حسين لا يرضى بديلا الا ان تجتمع الاسرة كلها على مائده واحده
طرقت ايمان باب شقه عمها ففتحت لها فاطمة زوجة عمها ابراهيم عندما رأتها فاطمه قالت ببروداهلا يا ايمان فى حاجه
ايمان ازيك يا طنط عمله ايه ..ممكن لو سمحتى ادخل لطنط عفاف أشارت لها فاطمه بالدخول
دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التى تعرفت عليها ساد جو البهجه فى المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء واصبحت تتجاذب المداعبات مع ايمان التى تتمتع بشخصيه مرحه عكس ماكان يتوقع الجميع
بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التى اوصلتها الى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهى تركب سيارتها الصغيرة وتنطلق بها
عادت مريم وقطعت الحديقة وراتهم وهم يجمعون احبال حلبة الملاكمة ..نظرت الى يوسف وهو يجمع الاحبال بصحبة ايهاب ويتمازحان وكأنهم اصدقاء منذ زمن
ظلت واقفه لبرهه تنظر اليهم فى حيرة وضيق ..لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا اذا كان غير مرحب بوجودهم فلماذا اذن يحب ايهاب ويصادقه ويتعامل مع ايمان باحترام
اما هى فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر اليها وهى تحدثه نفضت افكارها جانبا وأكملت طريقها للداخل
وأخيرا التف الجميع حول المائدة الكبيرة وجلست
هند بجوار خطيبها عبد الرحمن حيث قال الحاج حسين منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
هند الله يخاليك لينا يا حاج ..ثم التفتت الى عبد الرحمن وقالت اصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
اكمل الحاج حسين طعامه وهو يقولمعلش انتى عارفه بقى مشغولياته هو انا اللى هقولك والټفت الى يوسف قائلاصحيح يا يوسف اخبار العماره الجديده ايه والمقاول ده مريحك ولا منتعاملش معاه تانى
يوسف بصراحه يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما مبيجيش غير بالدق على دماغه
نظرت له مريم وفى نفسها مندهشة من تصرفاته فهو احيانا رقيق ومهذب واحيانا اخرى لا يحتمل
تابع الحاج حسين وهو ينظر الى ايهاببقولك ايه يا ايهاب يابنى تاخد الشغلانه دى
ابتسم ايهاب وقاليا حاج ده شغل مهندس مدنى انا مهندس ديكور
الحاج حسينطبعا فى مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل
ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه بالعكس الوقت لصالحه... وزى ما انت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين ..ايه رايك ممكن تساعدنى انا محتاجلك بجد وبعد
تم نسخ الرابط