رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
وقالللدرجادى شايفانى غريب عنكوا يابنتى
ايمانمش قصدى والله يا عمى لكن معلش سبنا على راحتنا
هز راسه وقالوطبعا ده راى ايهاب كمان علشان كده رفض يجى يشتغل معايا فى الشركه
صمتت ايمان فقالعموما يابنتى انا مش عاوز اضغط عليكم فى حاجه بس انا مش مستريح كده ولو على الشغل وانك عاوزه تحسى انك بتعملى حاجه تعالى اشتغلى معانا
وقامت واستأذنت فى الانصراف
جلس الحاج حسين شاردا فى غرفة مكتبه يبحث عن مخرج مناسب
فى صباح اليوم التالى دخلت هند مكتب الحاج حسين وعرضت عليه ملف احدى الموظفات فى الشركه وهى مديرة مكتب يوسف نظر الحاج حسين الى الملف وقال لهندعملت ايه الموظفه دى
هندضيعت ملف مهم جدا يا فندم والاستاذ يوسف اضايق اوى وبيستأذن حضرتك فى نقلها مكان تانى
هندانا هقوم بشغلها يا فندم لحد ما نعمل اعلان
الحاج حسين تقومى بشغلها ازاى ده هيبقى مجهود كبير اوى كده مش هتبقى مركز كفايه فى شغلك هنا
هند باستسلاممفيش حل تانى يا فندم ..ثم استدركت ببطىء قائله ياريتنى كنت اعرف حد ثقه كانت هتوفر علينا الاعلان والوقت الطويل اللى هيضيع ده كله
وفى المساء جلس الى ايمان ومريم فى شرفة شقتهم وعرض الامر على ايمان فرفضت قائلهما انا قلتلك قبل كده يا عمى انا ماليش فى شغلكم ده ...ردت مريم بسرعه ينفع انا ياعمى
نظر لها بدهشه وقالبس انتى لسه بتدرسى يا مريم هتوفقى ازاى بين الشغل والدراسه
هز كتفيه قائلاخلاص زى ما تحبى ..تحبى تبداى من بكره
مريم بإانتصار اتفقنا
يتبع الفصل التالي
دلف ايهاب من بوابة الحديقة عائدا الى المنزل بعد أداء صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحه اعدت ادوات الرسم الخاصه بها وبدأت فى رسم منظر شروق الشمس
أتخذت فرحه موقعا مميزا وهى تضع لماستها الفنيه لأشعه الشمس وهى تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الالوان وباستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهى تتسلل غير مباليه من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحه فنيه رائعه تشعر معها بالدفىء
تفاجأت فرحه بوجوده فى هذا الوقت واستدارت فى سرعه كادت ان توقعها هى وادواتها تراجع خطوه الى الوراء وهو يشير لها ان تهدأ قليلا ويقول انا اسف والله مقصدش اخضك كده
فرحه وهى تضع يدها على قلبها من اثر انتفاضتها وقالت انا اللى اسفه معلش اصلى كنت مركزة اوى
فرحه بسعاده بجد ..حقيقى والله
ايهاب مؤكدا الا حقيقى ده انا حسيت بالدفى وانا ببص على اللوحه كأن اشعه الشمس طايلانى منها
راقب خجلها وهى تقول متشكره اوى الحقيقه دى شهاده اعتز بيها جدا
ثم رفعت رأسها متسائله هو انت كنت فين
ايهاب ابدا كنت بصلى الفجر وقعدت شويه فى المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة
ابتسمت وقالت تعرف انك شبه ايمان اوى أنتوا حقيقى توأم
ايهاب ايوا توأم بس مش شبه بعض يعنى ثم ابتسم مداعبا بس على فكره انا نزلت قبلها بخمس دقايق
كانت مريم تقف فى الشرفه تراقب هذا الحديث بابتسامه مرسومه على شفتيها حين دخلت عليها اختها وهى تقول ايه ده ايه اللى مصحيكى بدرى كده ايه النشاط ده كله
مريم وهى تشير لها على ايهاب وفرحه شايفه
ايمان شايفه ايه ده ايهاب
مريم منا عارفه انا قصد شايفه منسجمين ازاى
ايمان بضحكه رقيقه والله انتى دماغك مريحاكى مره تقوليلى انتى وعبد الرحمن لايقين على بعض ومره تقوليلى ايهاب وفرحه منسجمين ..انتى ايه ناويه تسيبى السياحه وتشتغلى خاطبه
التفتت مريم اليها وامسكتها من ذقنها بخفه وقالت لا يا اموره ناويه اشتغل فى شركة عمى انتى ناسيه ولا ايه
خطت مريم اول خطواتها داخل مكتب الحاج حسين وهى منبهره بما ترى من امكانيات فلم تكن تتوقع ان تكون الشركه بكل هذه الضخامه وخصيصا انها علمت انها تعمل فى اكثر من اتجاه وليس فى اتجاه المقاولات فقط
رحبت بها هند بشدة وادخلتها داخل مكتب الحاج حسين الذى ارتسمت علامات السرور على وجهه واشار لها بالجلوس قائلا لها تعالى يا مريم نورتى شركتك يا بنتى ها تشربى ايه
مريم شكرا يا عمى افضل نبدأ فى الشغل على طول
رفع حاجبيه متعجبا وقال لالا ده انا كنت فاكرك دلوعه طلعتى بتاعة شغل اهو
مريم بابتسامه مرحه طبعا
يا عمى ده انا اعجبك برضه
ضحك لداعباتها واتصل على يوسف وطلب منه ان يأتى اليه فى الحال
بعد لحظات طرق يوسف الباب ودخل وأغلق الباب خلفه وهو ينظر الى مريم متعجبا من وجودها فى هذا التوقيت المبكر
أشار له والده ليجلس ثم قال له أحب اقدملك مديرة مكتبك الجديده وأشار الى مريم
نظر اليها يوسف غير مصدق ثم نظر الى ابيه واخيرا تكلم قائلا ازاى يعنى يا بابا مش فاهم
والده مش انت مديرة مكتبك اتنقلت مكان تانى ..انا بقى قلت بدل ما نضيع وقت فى الاعلانات ونطلب مديرة مكتب جديده أهو عندنا مديرة مكتب نشيطه وزى القمر
نهض يوسف معترضا وقال ايوا يا بابا بس انا مبحبش اشتغل مع حريم
انا مصدقت البنت اللى كانت شغاله مشيت انا بصراحه عاوز راجل يمسكلى السكرتاريه
قام الحاج حسين من مكانه وأتكأ على مكتبه ونظر الى يوسف نظره جعلته يشعر انه يخترق تلافيف عقله ليحذره من الرفض مره اخرى وقال بس مريم هتفهم الشغل بسرعه ومش هتضايقك
كان يوسف يشعر بالحنق والڠضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من ابيه فقال زى ما تحب يا بابا ثم نظر لها وقال..تحبى تبدأى شغلك امتى
نهضت مريم فى نشاط وأنتصار وقالت دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
أومأ براسه واشار اليه ان تسبقه وذهب خلفها وهو يشير ل هند ان تتبعهم
قضت معها هند بعض الوقت تشرح لها طبيعة العمل التى فهمته مريم فى سرعه ..تركتها هند وانصرفت الى مكتبها وبدأت مريم تضع اول لمساتها فى مكتبها الخاص
بذلت مريم مجهودا شاقا من اول يوم عمل لها حتى تكون دقيقه وسريعه وحتى تستوعب كل شىء فى يوم واحد
جاء وقت الراحه فى منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صرخه خفيفه
لم يكن الموقف يحتمل اى مداعبات ولكنه وجد نفسه يبتسم رغما عنه فلقد صړخت صرخه طفوليه جدا .....وضعت يدها على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجه ما حدث وجلست على مقعدها
اقترب منها بضع خطوات وقال انتى كويسه اجيبلك ميه ولا حاجه
مريم باعياء لالا شكرا انا دلوقتى هبقى كويسه
يوسف طيب الحمد لله ...انا هروح اتغدى مش عاوزه حاجه
مريم وهى تقف وتبحث عن حقيبتها لا شكرا انا هروح اشوف اى مطعم اتغدى فيه
دخل وليد مقاطعا وكأنه كان يستمع لهذا الحوار واحنا روحنا فين تعالى اتغدى معانا
مريم لا شكرا اتفضلوا انتوا
وليد بتصميم لا والله ما ينفع تبقى بنت عمنا وتروحى تدورى على مطعم
يوسف سبها على راحتها يا وليد يمكن هتروح تتغدى مع هند
وليد يا عم هند قالتلى انها بتتغدى مع خطيبها..ثم تابع وعمى بيروح البيت يتغدى هناك
نظرت مريم الى يوسف وكأنها تنتظر قراره فقال طيب اتفضلى يا انسه مريم معانا
قالت
مريم بصوت خفيض طيب ثوانى اتصل بعمى أسأله وأخرجت هاتفها وتحدثت الى الحاج حسين تستأذنه
أقترب وليد من يوسف وغمز له وقال هتصل بعمى استاذنه ..يا سلام على الافلام
جلست مريم معهما على أحدى الطاولات فى المطعم وهى تشعر بالحرج الشديد ولكنها لا تعلم سبب هذا الحرج فلقد حققت خطوتين نحو هدفها فى يوم واحد فمن المفروض ان تشعر بالانتصار ولكنها فى نفس الوقت تشعر بالحرج والخجل
انتهت مريم من تناول طعامها وقالت الحمد لله
وليد ايه مكلتيش ليه
مريم بحرج لا كلت والله الحمد لله
وليد انتى مكسوفه مننا ولا ايه ..لالا بكره هناخد على بعض ده احنا ولاد عم يا مريم
يوسف تشربى ايه يا انسه مريم شاى ولا عصير
مريم لو ممكن يعنى قهوة مظبوط
وليد باندهاش وهو ينظر الى يوسف ايه ده بتشربى قهوة مظبوط بعد الاكل زى يوسف ...يا محاسن الصدف
رفع الجرسون الطعام واتى بالمشروبات ..نظر وليد الى مريم قائلا هى صاحبتك اللى كانت معاكى فى المركب اسمها ايه
شعرت مريم بالارتباك من ذكر هذا الموقف فى حين قال يوسف مالناس دعوه يا وليد متدخلش فى خصوصياتها
وليد وفيها ايه يا يوسف متحبكهاش كده دى بنتى عمنا عادى يعنى
قالت مريم بارتباك هى مش صاحبتى اوى يعنى دى زميلتى فى الكليه
قال وليد وهو يتصنع الدهشه لا..بجد ..انا قلت كده برضه
يوسف أظن يالا بقى ساعة الراحه خلصت
انتهى يوم وعادت مريم بصحبة عمها فى سيارته ولم تستطع ان تتناول العشاء من شدة الارهاق ودخلت لتنام
فى صباح اليوم التالى استيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره ..كان يخشى ان يطلب منه والده ان يأخذ مريم معه الى العمل
ذهبت مريم فى معاد عملها تماما وطرقت الباب ودخلت وهى مبتسمه صباح الخير يا استاذ يوسف
يوسف باقتضاب ودون ان ينظر اليها صباح النور
كانت تحمل فى يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
وضعتهم على المكتب وقالت انت نزلت من غير ما تفطر
نظر الى الكيك وابتسم قائلا متشكر اوى يا مريم
ابتسمت وهى تغادر الحجره ولكنها اصدمت بوليد الذى قال مبتسما وانا ماليش فطار انا كمان ولا ايه
ابتسمت ابتاسمه خفيفه وخرجت دون ان ترد عليه
جلس وليد امام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
يوسف عاوز ايه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
وليد اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤيه
ثم غمز ليوسف وقال بس حلو الجو ده قهوة مظبوط وفطار وحركات
يوسف انا مش فاضى للكلام ده يا وليد وانت عارف انى مش بتاع الحاجات دى
وليد انت مش بتاع الحاجات دى لكن هى بتاعتها وحطاك فى دماغها ولا انت دخلت عليك الافلام دى
يوسف عيب كده يا وليد دى برضه بنت عمنا
وليد ونسيت صاحبتها
ونسيت الفيلم اللى اتعمل فى المركب ونسيت رأيك فيهم
يوسف بعصبيه
لا منستش بس انت كمان متنساش انها بنت عمنا يعنى سمعتها من سمعتنا وقفل بقى على السيرة دى فورت دمى يا اخى
فوجىء الحاج حسين باتصال
متابعة القراءة