رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
وجهها علامات السرور فلقد احبتهم كثيرا وشعرت انهم ابنائها التى لم تنجبهم وكانت تساعدها أم وليد التى ما لبثت ان قالت فى ضيقالبت الصغيره دى شكلها مش مريحنى ابدا شبه امها كده
أم عبد الرحمن بقولك ايه يا ام وليد دول مش جايين يومين وماشين لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى انسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس أنهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه
دخلت فرحه مقاطعة حديثهمماما خلصنا خلاص كله تمام
ام وليد واحنا كمان خلصنا روحى نادى وفاء علشان نجهز السفره
وفى غرفه المكتب كان يوسف يداعب ايهاب قائلابما انك بقى مهندس ديكور عاوز اعرف ينفع اعمل شقتى كلها مرايات
ضحك عبد الرحمن وقالاصل يوسف تقريبا كان ناوى يحط كاميرات مراقبه لمراته لما يتجوز ..شكله كده غير رأيه وقال المريات ارخص
كان وليد متجهما بعض الشىء فلم يشاركهم داعاباتهم
نظر الحاج ابراهيم لاخيه وقالشكلنا كده مش هنخلص منهم يا حسين انا جعت ايه مفيش اكل النهارده ولا ايه
خرج يوسف متجها الى المطبخ وكانت فرحه آتيه بصحبه ايمان ومريم
نادت فرحه على يوسف قائلهيوسف تعالى انت لسه مشوفتش ايمان ومريم ولاد عمى وأشارت الى ايمان وقالت دى ايمان الكبيرة اما دى بقى مريم
تلاقة نظرات يوسف بمريم عرفها وعرفته فقال بقتضاب اهلا وسهلا وحمد الله على السلامه ثم الټفت الى أخته وقال لو سمحتى يا فرحه جهزوا الاكل بسرعه
عاد يوسف ادراجه الى المكتب مصډوما ومتعجبا كيف تكون هذ أخت ايهاب الذى اعجب برجولته الواضحه فى اقواله وتصرفاته منذ لحظات
بعد عشر دقائق خرج الرجال الى حجرة الطعام
لم تقل صدمة وليد عن صدمة يوسف حينما رأى مريم وتعرف عليها فأنحنى على اذن يوسف وقال ساخرا شكل الترزى اياه مش محتاج يفصل الفستان من بعيد لبعيد ..نهره يوسف بنظرة صامته وجلس الجميع حول المائدة
رد عليه الحاج ابراهيم مؤكدااى والله يا حسين صدقت
ابتسم الجميع برغم ان بداخل كل واحد فيهم مشاعر مختلفه ما بين سعادة ونشوة وحذر وخجل
لم تحتمل ام وليد ان تكمل هذه الجلسة بخير فقالت موجهة كلامها لايمان بس انا مستغربه يا ايمان ازاى امك دخلتك مدارس ازهرى مع ان احلام مالهاش فى الحاجات دى خالص
فاطمة بتوترانا مقصدش حاجه انا قصدى يعنى ان اخوتها كلهم تعليم عادى يعنى
وهنا قال
ايهابواحنا فى الروضه كانت دايما مدرسة القرآن تقول ايمان ليها مستقبل فى العلم الشرعى لانها كانت متفوقه فى الحفظ جدا
وكانت دايما تقولها انتى لازم تدخلى ازهرى لدرجة ان ايمان كانت بتحلم بالمدرسه من قبل ما تبدأ
نظرت لها ايمان وكأنها فهمت ما تقصده من كلام على والدتها فقالتوماما مكنش عندها مانع ابدا يا طنط بالعكس
وفى نهاية اليوم صعد الاخوه الثلاثه الى شقتهم الخاصه ذهبت ايهاب للنوم ليستيقظ لعمله صباحا وجلست ايمان ومريم فى الشرفه يحتسيان الشاى ويتحدثان
كان عبد الرحمن فى شرفة غرفته يتحدث فى الهاتف بانفعال شديد مع هند
عبد الرحمنبقولك مكنش ينفع اجى النهارده هفضل اكررها كتير يا هند
هند خلاص مبقش فاضيلى يا عبد الرحمن شفت بنات عمك نسيتنى
عبد الرحمناستغفر الله العظيم هنبدأ بقى الكلام الفارغ ..تنفس قليلا ليهدأ ثم قاليا حبيبتى انا عارف انى مقصر معاكى بس عاوزك تعذرينى انا الكبير ولازم ابقى جنب ابويا دايما
هندكويس انك اعترفت انك مقصر معايا علشان تعرف بس انى مستحمله
عبد الرحمن هو حد قال حاجه تانيه يا قمر ..بصى ليكى عندى حتة تعويض بكره انما ايه هيعجبك اوى
هند بابتسامهتعويض ايه
عبد الرحمن هنتغدى مع بعض بكره فى المكان اللى تختاريه
ابتسمت وقالتموافقه
عبد الرحمن بحبك
كانت مريم تتابع بشغف وتستمع لبعض الكلمات وقالت لاختها تعرفى انه خاطب السكرتيرة بتاعتهم
نظرت لها ايمان وهى تحتسى الشاىوفيها ايه
مريم بتكبرازاى واحد زى ده يتجوز السكرتيره بتاعته وازاى عمى يوافق على كده اصلا
ايمان بايتسامهاهلا يا مريم ..انتى لسه ما كملتيش يوم وليله هنا هتبدأى تتكبرى على الناس من اولها
وبعدين الانسان مش بفلوسه الانسان بدينه واخلاقه
تابعت مريم وكأنها لم تسمعهاتعرفى انكم لايقين على بعض اوى يا ايمان
نظرت لها ايمان بدهشه وقالتمين
مريمانتى وعبد الرحمن
ضحكت ايمان وقالتانتى بتهزرى ولا ايه انتى عارفه يا مريم انا مش هتجوز الا راجل ملتزم ولا يمكن ارضى بديلا يا اموره انتى
ابتسمت لها اختها وقالتطول عمرك فقريه يا ايمان ربنا يكملك بعقلك يابنتى
فى الصباح كانت مريم تقف امام البوابه الخارجيه بجوار سيارة يوسف وتتحدث فى الهاتف خرج يوسف ليركب سيارته فوجدها تتحدث فى عصبيه يعنى ايه مش هتيجى تاخدينى اروح انا الكليه ازاى دلوقتى المكان هنا غريب عليه ولسه مش عارفه المواصلات خلاص خلاص انا هتصرف
استدارت فوجدت يوسف يقف خلفها فقالت بحرجانا اسفه عطلتلك ولا حاجه
يوسف لا ابدا ميش حاجه..ثم تنحنح بحرج وقالانا اسف مكنتش اقصد اسمعك وانتى بتتكلمى بس صوتك كان عالى شويه..على فكره انا ممكن اوصلك
مريم بتصنع الحرجلالا مفيش داعى انا هتصرف هشوف اى مواصلات هنا
يوسف لا طبعا ميصحش بس ثوانى ..اخرج الهاتف واتصل على فرحه انتى مش رايحه الكليه يا فرحه
انا بلبس اهو ونازله
طب انا مستنيكى تحت علشان اوصلك انتى ومريم
أستقلت مريم السياره بجوار فرحه وهى تشعر بالهزيمه من اول جوله
توقف يوسف بالسيارة امام كليه مريم ..صدمت سلمى وهى ترى مريم تهبط من سياره يوسف فهى لم تنسى شكله منذ يوم السفينه العائمه
أقبلت سلمى عليها قائلهيابنت اللذينه اتلميتى على الواد ده ازاى
مريم بزهوهو اللى عرض عليا يوصلنى وبعدين ده شىء طبيعى مش ابن عمى
سلمىنعم ياختى بقى الواد الجامد ده ابن عمك انتى
مريم وهى تخطو وتترك سلمى خلفهاانتى ناسيه انا من عيلة مين ولا ايه وعلى فكره مش هو لوحده اللى كان قاعد معاه كمان ابن عمى ابراهيم
جلست مريم فى الكافتريا مع سلمى وقصت عليها ما حدث وانهم قد انتقلوا للعيش مع اعمامهم
كانت سلمى تستمع لها باهتمام ثم قالت بمكرانا
شكلى كده هبقى ازورك كتير يا مريم
دخل يوسف مكتب والده الذى نظر له وقالأتأخرت ليه
يوسف كنت بوصل فرحه ومريم لكليتهم
والدهطب خدت رقم مريم علشان تبقى تعرف هتخلص امتى وتروح تجيبها
نظر له يوسف فى دهشه واستنكار قائلاايه يا بابا هو انا هشتغل موصلاتى على اخر الزمن مترجع البيت بتاكسى ايه المشكله
والده بابتسامهطب ومتعصب ليه كده
يوسفبعد اذنك يا بابا حضرتك انا اتبرعت بس النهارده كده جدعنه منى يعنى لكن بعد كده حضرتك ممكن تبعت معاهم السواق للمكان اللى عاوزينه
والده بابتسامه معلش يا يوسف علشان خاطرى هاتهم النهارده ومن بكره السواق يوصلهم ..كلم فرحه اكيد خدت رقم بنت عمها خاليها تكلمها وتشوفها هتروح امتى
خرجت مريم بصحبة سلمى من الكليه فوجدت يوسف ينتظرها مع فرحه داخل السياره على حسب اتفاقها مع فرحه فأتجهت اليهم القت سلمى التحيه على يوسف وفرحه التى قالتانتى صاحبة مريم الانتيم مش كده
سلمى وهى مصوبه نظرها ل يوسف جدا يا فرحه انا ومريم اخوات من زمان أشاح يوسف بعيدا عنها فى تقزز
وفى الطريق كانت مريم تجلس فى الخلف وتنظر من الحين لأخر نظره خاطفه ل يوسف الذى تكلم بدون سابق انذار قائلاهى البنت دى صاحبتك من زمان
مريم بانتباه لا مش من زمان اوى من ساعهة ما دخلت الكليه بس
هز يوسف رأسه فى صمت فقالت مريم ليه فى حاجه
يوسف بلا مبالاه لا ابدا مجرد سؤال
ها يا ستى خلاص صافى يا لبن
هند بدلعخلاص سماح المره دى
عبد الرحمن وهو يرفع يديه للسماءاللهم لك الحمد
نظرت له وقالت أنت بتحبنى بجد يا عبد الرحمن
عبد الرحمنتانى يا هند ارحمينى بقى قلتلك بحبك والله بحبك ولو مش بحبك خطبتك ليه يعنى كنت فاضى ومش لاقى حاجه اعملها قلت اخطب شويه ولا ايه
هند طب ليه مش عاوز تحدد معاد كتب الكتاب
عبد الرحمن بنفاذ صبرتانى يا هند لا قصدى عاشر يا هند انا قلتلك اصبرى شويه لما موضوع ولاد عمى ده يستقر كده وبعدين هفاتح بابا فى الموضوع
نظرت اليه نظرة جريئه كما تعلمتها من اختها وقالتلا يبقى انا بقى موحشتكش
اكمل طعامه فى صمت وكأنه لم يسمعها مما استفزها فقالتيبقى انا فعلا موحشتكش ولا هوحشك
القى عبد الرحمن الملعقه على المائده فى عصبيه وقالهند انتى كده هتخلينى اغير رأيى فيكى ..انتى ايه اللى حصلك بقيتى تعملى حركات غريبه كده انتى مكنتيش كده يا هند
قالت خلاص انت افتكرت ايه انا كان قصدى يعنى انك تهتم بيا شويه مش اكتر
عبد الرحمن دون ان ينظر اليها كلى يا هند خالينا نرجع الشركه
فى المساء التف الجميع للعشاء حول المائده الكبيرة
نظرت ام عبد الرحمن الى زوجها قائلهعارف يا حاج حسين ايمان صممت تنزل شغلها النهارده
نظر لها قائلاانتى بتشتغلى يا ايمان
أومأت ايمان برأسها ايوا يا عمى بشتغل فى مدرسة قريبه من شقتنا القديمه
الحاج حسينروحتى المشوار ده كله ورجعتى لوحدك
ايمان بابتسامه وفيها ايه يا عمى انا بركب مواصلات عامه متقلقش عليا
الحاج حسين اظن يابنتى خلاص مفيش داعى للشغل بعد كده
ايمانياعمى انا مش بشتغل علشان الفلوس وان ده سبب من اسباب الشغل لكن الاساس انى بحب مهنة التدريس للبنات اوى وبحس انى بعمل حاجه مبحبش ابقى قاعده كده
الحاج حسينعاوز اتكلم معاكى شويه يا ايمان ابقى تعاليلى اوضة المكتب بعد العشاء
دخلت ايمان خلف عمها واغلقت الباب اشار لها ان تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه فقالتخير يا عمى
الحاج حسينبصى يا ايمان انتى دلوقتى بقيتى زى فرحه بالظبط عندى انا عاوزك تكلمينى زى ابوكى متكسفيش من
حاجه
أومأت ايمان برأسها وأنتظرته يتحدث فقالايمان انتى ليه مصممه على الشغل يابنتى
ايمانزى ما قلتلك ياعمى انا بحب شغلى
الحاج حسين بس انا متأكد ان ده مش السبب الرئيسى
صمتت ايمان فاستكمل حديثه قائلاام عبد الرحمن قالتلى انك صممتى تتغدى فى شقتك فوق ليه كده يابنتى
ايمان باحراجبصراحه ياعمى انا مبحبش أتقل على حد
الحاج حسين باهتمام حد قالك كلمه زعلتك او حسستك انك مش فى بيتك
ايمانلا ياعمى مش كده ...انا ده طبعى
وبعدين يا عمى بعد اذنك احنا وافقنا نعيش هنا لكن هنفضل نشتغل وتبقى لينا مصاريفنا الخاصه زى ما كنا
نظر لها بتركيز
متابعة القراءة