رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
بره وما اشوفش وشك هنا تانى
سارت علا فى الطرقات متخبطة أنهارت أحلامها وآمالها أنهار ما خططت له وحاولت أن تستفيد من وراءه كانت دائما تبحث عن المصلحة وفقط
كانت تتوقع أن تنتصر لها فاطمة وتجبره على الزواج بها ولكنها وجدتها امرأة بلا قلب وجدت نفسها تعود أدراجها إلى الشركة وهى تريد الأنتقام من وليد وأمه ولأول مرة تتصرف وبدون تفكير عكس عادتها دائما.
مسحت هند على ظهر علا وهى تقول
عيطى يا علا متكتميش فى نفسك كده انا خاېفة عليكى
نظرت لها علا بحدة قائلة
أول مرة أخرج من معركة خسرانة يا هند
قالت هند بذبول
اأومال انت كنت فاكرة أيه .. أم وليد ميفرقش معاها حاجة.
أومال يعنى كنت فاكرة وليد جايبه من بره
ثم تابعت
بس كويس ان الحاج حسين سمعك وصدقك وكمان مهنش عليه انك يتقطع عيشك وشغلك معايا
قالت علا بنظرة تحدى
متقلقيش عليا.. بكره هتلاقينى رجعت اقوى من الأول .
أنا معرفتش اربى الواد ده يا حسين
أنا مش بحكيلك علشان تعمل فى نفسك كده يا ابراهيم
دى غلطتى من الأول .. أنا مخترتش أم تعرف تربي ولاد
نهض إبراهيم وقال پغضب
الست دى مش هتقعد فى البيت ده تانى.. أنا هطلقها يا حسين وارجعها بيت أهلها
قال حسين فى أسى
أستهدى بالله بس.. ومتنساش وفاء.. هى ذنبها أيه تشوف امها مطلقة فى السن ده.. كفاية اللى البنت فيه من ساعتها..
وبعدين يعنى ماهو يوسف مصدقش حاجة من اللى اتقالت واهو أتجوز مريم برضة وبيحبها .. متحملش همهم فكر بس ازاى تحاول ترجع مراتك وابنك لصوابهم بهدوء كده ومن غير انفعال.
شعر يوسف بالقلق عندما أعلن هاتفه عن اتصالا من أبيه أخذ الهاتف فى سرعة وأجاب والده
السلام عليكم
وعليكم السلام..مراتك فين
نايمة
طب اسمعنى كويس .. فى حاجة حصلت وعاوز احكيهالك بس متقاطعنيش
زاد قلقه وهو يقول
أتفضل يا بابا خير ايه اللى حصل
قص عليه والده ما حدث بالتفاصيل فاتسعت عيناه فى دهشة وذهول وهو يردد
أنا مش قادر استوعب
ولا انا .. فى بعض التفاصيل مش قادر الم بيها برضة.. وعلشان كده كلمتك .. أكيد انت عندك حاجة اللى اسمها علا دى متعرفهاش
أيوا يا بابا حكاية ان سلمى خدتها معاها بعد الفرح دى مريم حكتلى تفاصيلها وانا استنتجت منها أن الحكاية كانت مترتبة علشان اظن فى مريم انها بتروح شقق مفروشة
أردف والده بجدية
طب وحكاية انه طلع عند مريم وكان عارف انك ماشى وراه
قال يوسف وكأنه يتذكر
اليوم ده الصبح وقف وليد يكلمها فى الجنينة وبعدين عمل حركة كده وهو ماشى كأنه بيقولها مستنى تليفونك .. واحنا فى المكتب جالى وبعدين جاله اتصال وحسيت من طريقة كلامه أن مريم هى اللى كانت بتكلمه .. خرجت بعديه بنص ساعة ورجعت البيت وشفته نازل من عندها بيصفر وخد
عربيته ورجع الشركة تانى
قال والده بحدة
وعرفت منين انه نازل من عندها
أجاب يوسف بتردد
شفت الأسانسير نازل من الدور بتاعها
هتف والده بحدة وانفعال
علشان انت غبى.. وهو أى حد يعمل الحركة دى خلاص نقول نازل من عندها ...عمرك ماعدت عليك كلام ربنا يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .. أهو كان مرتب كل حاجة وكان عارف انك غبى وهتصدق وهتروح وراه والبنت المسكينة اتظلمت
صمت يوسف وهو يعلم أن والده محق بكل كلمة قالها وشعر بحرارة الڠضب تغلى وترتفع بداخله ضغط أسنانه وهو يقول
أحنا هنرجع بكرا ان شاء الله وساعتها مش هرحمه
أغمض يوسف عينيه فى ألم وحزن فاستدرك والده قائلا
بس فأيدك تصلح علاقتك بمراتك وتخليها تسامحك.. خصوصا لما تعرف اللى حصل
قال يوسف بأسى
مفتكرش يا بابا انها ممكن تسامحنى ومعاها حق
قال حسين بهدوء ووقار
طب انا هكلمها دلوقتى واحكيلها اللى حصل بالكلام اللى انت قلته دلوقتى
كاد والده ان ينهى الأتصال لولا انه سمع يوسف يقول
بابا... قولها اننا بعد ما ننزل مصر هاخدلها حقها من كل اللى ظلمها .. كل واحد فينا لازم ياخد جزاءه بما فيهم أنا
وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقة لما سمعت من عمها تمتمت فى خفوت
قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو ينهض فى مواجهتها
أنا هاخدلك حقك مننا كلنا.. أوعدك
ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة
ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمة كنت مړعوپة.. وكنت عماله افكر أرجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالأمان .. من كتر الأمان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فنبرة صوتك .. حسيت ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك علشان احس انى كويسة وانى فى حمايتك ..
ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب
وفجأة بدأت فى ضړب صدره ضربات متتالية بقبضتها الصغيرة وهى تصرخ
مصعبتش عليك يا يوسف
.. مصعبتش عليك
تركها تضربه وأغمض عينيه وصدره يعلو ويهبط بأنفاس متلاحقة والڼار تتأجج وهربت دموعه من سجنها وتحررت من مقلتيها أنهارت مريم تماما ولم تتحمل قدماها أكثر من هذا تخلصت فورا من هذا الحمل الثقيل وتخلت عنها كانت بين الحلم والواقع لا تعرف هل تحلم أم لا خارت قواها بشكل كامل
ظل جالسا بجوارها حتى سمع صوت أذان الفجر قام وتوضأ ووقف يصلى هربت الآيات من صدره إلا ثلاث آيات من سورة الفرقان ظل يرددها مرارا وهو يبكى بشدة
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيهامجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته.
ألتفت إليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها إليه ودموعها تنهمر فى سكون قائلا
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها .. وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى .. بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم .. يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس .. ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد ... فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك .. مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك .. كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا.. كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك .. كل اللى مسيطر عليا الغيرة..
يتبع التالي
الفصل الثلاثون
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده.. ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا.. كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء.. لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول
أستغفر الله العظيم يارب ..كل ما احلها تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع
وهنقول ايه للناس .. اخواتك واخواتها .. هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم .. كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى .. كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم.
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما
مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت
اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول
أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير
ما ترجعيلى .. فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت
سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها
طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال
اللى عاوز يقول حاجة يقولها .. أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها
توهى تقول
كفاية ضغط عليا يا عمى .. أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده.. مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده.. وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا أياها وقال بهدوء
ومين قال انك هترجعيله .. أنا مقلتش كده
قالت وهى تلتفت إليه
أومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان
بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى.. وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
حل أيه
قال حسين بهدوء
شرع ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص
وقف يوسف قائلا
يابابا طب ماهي هي .. منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه
ألتفت إليه والده قائلا
ومين قالك انك هتعيش معانا تحت.. انت هتعيش فى بيتك برضة معاها.. لحد فترة العدة ما تخلص
نظرت له مريم بذهول وهتفت
وانت يا عمى ترضى كده لفرحة
أومأ برأسه قائلا
أيوا ارضاه..
علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم
متابعة القراءة