رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
مرتعشة
أقترب وليد من يوسف ليعانقه ولكنه ابتعد عنه واكتفى بالمصافحة فقط نظر له وليد بحنق ثم اقترب من عبد الرحمن قائلا
هو اخوك بيعاملنى ناشف كده ليه هو انا دوستله على طرف
ربت عبد الرحمن على كتفه قائلا بمزاح
معلش بقى عريس لازم نستحمله
كان عبد الرحمن يحادثه وعينيه لم تفارق إيمان وهى تجلس بين مريم ووفاء وتداعبهما بينما
مينفعش يمسك أيدك دلوقتى ده لسه خطيب مش زوج
همست لها وفاء
طب والعمل
قاطعهم صوت عماد
هاتى أيدك يا وفاء علشان البسك شبكتك
نهضت إيمان وهى مبتسمة وقالت له
ثانية واحدة يا عريس
واتجهت إلى والدة عماد وقالت لها
تعالى يا طنط لو سمحتى
لو سمحتى يا طنط لبسيهالها حضرتك .. معلش بقى معندناش بنات بتسيبه يمسكها يا فوزية
ضحك الجميع ونظر لها محمد أخو عماد بإعجاب شديد يكسوه الحزن وهو لا يشعر بنظرات عبد الرحمن الذى كان يتابعه عن بعد شرعت والدة عماد فى وضع الخاتم فى أصبع وفاء وانطلقت الزغاريد مرة أخرى .
ممكن تقعدى على جنب وتبطلى تتمشى قدام كل الناس كده
قالت إيمان بتلقائية
أنا مش بتمشى انا كنت ...
قاطعها بحنق
ولا كنت ولا مكنتش .. خالى الفرح ده يعدى على خير متخالنيش ارتكب چريمة
ثم نظر إلى محمد بطرف عينيه وقال لها
أنت مش شايفة اللى عمال يبصلك ده
يبص ولا ميبصش وانا مالى
وقف أمامها ليحجب عنها الرؤية قائلا پغضب
متخلنيش أطلعك فوق واقفل عليكى .. أنت تفضلى فى أيدى لحد ما يغور من هنا
وضعت يدها فى خصرها وقالت بلا مبالاة
زى ما تحب
عاد بها مرة أخرى ولكنه لم يترك يدها ظل ممسكا بها بتملك وأجلسها بجواره وهو ينظر ل محمد نظرات حادة جعلته يصرف بصره عنها طوال الحفل.
تفاجأت مريم بحضور سلمى التى اقتربت منها وقبلتها ببرود قائلة
مبروك يا عروسة .. زعلانه منك يا وحشة كده متعزمنيش
مبروك يا عريس
نظر لها باحتقار دون أن يمد يده فأعادت يدها مع احتقان وجهها ونظر الناس إليها واتخذت مكانا بجوار وليد الذى أشار لها أن تأتى بجانبه ...همس لها
متزعليش .. بكرة هطلعه على چتته
قالت ببرود
أهو كلام.. قلتلى كده المرة اللى فاتت ومعملتش حاجة
قال بخفوت
ومين قالك انى معملتش .. هى بس مظبطتش معايا بس اوعدك هتتعوض
وقفت فرحة بجوار إيهاب وقالت بطفولية
انا متغاظة.. عاوزه البس فستان فرح تانى ماليش دعوة عاوزه نتجوز تانى
قال إيهاب موافقا
من عنيا يا حبيبتى أوعدك هتجوز تانى واعزمك
ضړبته على كتفه فوضع يده على كتفه مټألما وهو يضحك
آآآآآه ...يا مفترية
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت
قال يتجوز عليا قال ده انا كنت اډبحك
لف ذراعه حول كتفها وقال ضاحكا
بحبك يا مچنونة
أنتهى الحفل وسمح إبراهيم لوفاء أن تجلس بعض الوقت مع خطيبها فى الحديقة قريبا من مريم ويوسف بينما كان حسين آخر من ينصرف ويترك مريم ولكنها أطبقت على ذراعه قائلة
ماتمشيش يا عمى
أطرق يوسف برأسه وسمع والده يقول لمريم مطمئنا
مټخافيش
ثم الټفت إلى يوسف ناظرا إليه بحدة وهو لا يزال
يوجه حديث لمريم وقال
انا واقف فى البلكونة وعينيا عليك لحد ما تطلعى شقتك
ثم انصرف وتركهما بعد أن سمحت له على مضض لم تعد تحتملها قدماها فجلست قبل أن تسقط شعرت بأطرافها متجمدة وألم فى معدتها وهو يجلس أمامها و ينظر إلى الفراغ وطال الصمت تملك جسدها قشعريرة فلفت ذراعيها حول جسدها وكأنها تحتضن قلبها وتطمئنه كعصفور طار طويلا تحت زخات المطر ووقع على ذراعيها فى أجهاد شديد يخفق فى ألم ووحدة
ظن يوسف أنها تشعر بالبرد فأخذ سترته التى وضعها من قبل على المائدة أمامه ومد يده به إليها قائلا بصوت مرتبك
خدى ألبسى ده.. شكلك بردانة
نظرت لسترته ثم نظرت إليه باشمئزاز قائلة بتقرف
أخاف المسه ينجسنى
كلمتها كانت ثقيلة على أذنيه ولكنه لم يرد وضع السترة بجواره متمتما
أستغفر الله العظيم
قالت على الفور وقد بدا وجهها يشتعل بغل
بتعرف ربنا أوى يا ندل
أبتلع ريقه فى صعوبة وشعر بجفاف حلقه وضع رأسه بين يديه وهو يزفر بقوة.. فقالت
ياريت لما تنفخ تانى تودى وشك الناحية التانية علشان متلوثش الهوا اللى بتنفسه
شعر باستفزازها له فقال وهو يضغط على أسنانه
الكلام ده مالوش لزوم
قالت پحقد
إن شاء الله ربنا هينتقم لى منك يا حقېر
أشار لها يحذرها قائلا
شوفى .. أنا كنت ناوى أتأسفلك واستسمحك .. بلاش تستفزينى علشان متضطرنيش أرد عليكى رد مش هيعجبك
قالت باستهزاء
كمان ليك عين تتكلم ..أما بجح صحيح
لم تكن تعلم مريم ما هذه الجرأة التى تملكتها وهى تتحدث معه ولكن كل ما تعلمه أنها بمجرد ما خلت به شعرت بكمية حقد وغل لا مثيل لهما
أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يحاول كتم غيظة والسيطرة على انفعالاته فهو يلتمس لها العذر فى كل ما تقول وتفعل قالت صمته استفزها كثيرا فهى لم تنتهى بعد من أخراج ما بداخلها من لعنات عليه ولم يشفى صدرها مما يعتمل بداخله من حقد وغل تجاهه فقالت بسخرية
لاء واخويا بيباركلك ...
ثم نظرت له باحتقار وقالت
فاكرك بنى آدم
ضړب المائدة بقبضته فى ڠضب والټفت إليها قائلا
يابنت الناس بطلى تستفزينى.. أنا ماسك أعصابى بالعافية
قالت بسخرية
ده على أساس أنك عندك ډم زى البنى آدمين
قال بلهجة حادة
أوعى تفتكرى ان انا علشان ساكت ومش عاوز اتكلم انك هتستضعفينى وتهزئى فيا براحتك لاء.. أنا ساكت علشان خاېف عليكي .. أنا لو اتكلمت هاجرحك..أنا مش غلطان لوحدى يا هانم..
وقبل أن ينصرف سمعها تقول پحقد
ربنا ياخدك ويرحنى منك
عاد مرة أخرى وقال لها پألم
أهى دى أحلى دعوة سمعتها من ساعتها .. أيوه كده ادعيهالى دايما وان شاء الله ربنا هيستجيب منك ويريحك مني ويرحنى انا كمان.
قبل قليل كانت إيمان تقف فى الشرفة تنظر إلى نفس المشهد الذى تكرر من قبل ولكن مع أختها التى ترتدى نفس الفستان وتجلس مع زوجها وكل منهما ينظر فى اتجاه تذكرت كيف كانت تجلس هكذا يوم عقدها على عبد الرحمن واسترجعت نفس المشاعر المؤلمة كان عبد الرحمن قد بدل ملابسه ثم دخل إليها غرفتها فوجدها تقف شاردة أمام شرفتها تنظر إلى مريم ويوسف فى وجوم شعر فورا بما يعتمل فى نفسها وانها تذكرت يوم عقدهما حاول أن يطفى جو من المرح على الموقف فاقترب منها وهو ينظر إلى منامتها القطنية الوردية قائلا بمرح
بتعملى أيه عندك يا باربى ..
أنتشلتها كلمته من أعماق ذكرياتها فالتفتت إليه ثم نظرت إلى رسوم باربى المطبوعة على ملابسها وقالت ببرود
عاوز حاجة
وهى تقول
لو سمحت اطفى النور وانت خارج
أبتسمت وهى تضع الوسادة على رأسها واكتسب صوتها نبرة جدية وهى تقول
من فضلك انا تعبانة وعاوزه انام روح نام فى اوضتك
وقال
تصبحى على خير ..
أطفأ المصباح وخرج لينام فى الغرفة الأخرى دخل فراشه ووضع يديه تحت رأسه وهو ينظر للأعلى شاردا فى حاله معقول اكون حبيتها بسرعة كده! .. هو انا لحقت .. ده انا لسه من كام يوم كنت حاسس انها زى اختى ! ...لا.. بس انا لما زعلتها وسابت البيت ومشيت مكنتش عارف ارتاح .. ومرتحتش غير لما
رجعت البيت .. ومكنتش عارف ليه.. معقول كنت بحبها وانا معرفش! ... أعتدل جالسا فى فراشه وقال وكأنه يحدث شخص آخر
الله .. طب لما هو كده ليه واحنا مسافرين مكنتش حاسس بحاجة ناحيتها ... يمكن علشان كنت حاسس أن بابا هو اللى كان عاوزنى اتجوزها!
نهض من فراشه وسار قليلا يتكلم مع نفسه ويتذكر يوم زفافه وكيف تركها ونام وقعت عينيه على صورته فى المرآة فوقف أمامها قائلا
ماهو حاجة من الاتنين .. أنت يا أما عبيط يا أما اهبل.. والاحتمال الأكبر انك الاتنين مع بعض.
أوقف وليد سيارته أمام منزل سلمى وقال بضجر
أدينى وصلتك اهو زى ماكنتى عاوزه .. يالا اتفضلى
أستدارت بجسدها كله إليه قائلة
دلوقتى بقيت توصلنى ڠصب عنك الله يرحم....
ثم تابعت بغيظ
مش كفاية الكسفة اللى اكسفتها فى الفرح وهى بتسلم عليا ببرود والناس شايفانا
ياستى قلتلك اصبرى هخدلك حقك
قالت بعصبية
كله بسببك.. قعدت توعدنى انك هتاخدلى حقى من القلم اللى يوسف ضربهولى قدامك.. وانا صدقتك لما قلتلى هتفضحه فى كل حتة ونفذتلك اللى انت عاوزه .. وادى النتيجة مفيش حاجة حصلت.. لا وفى الآخر اتجوزها كمان
قال بشرود
ومين قالك ان مفيش حاجة حصلت..أنا بس لسه مش متأكد
قالت بسخرية
ما انت قلتلى قبل كده الكلام ده واهو راح اتجوزها
قال بنفاذ صبر
يا غبية افهمى.. الجواز السريع ده حصل نتيجة لحاجة من الاتنين.. يا أما بعد ما شافها طالعة معاكى انت وولاد خالتك وقرر يواجهها وفعلا واجهها وهى قدرت تضحك عليه ... ودى حاجة بستبعدها لأنه كان شارب تخليه تلاجة ماشية على رجلين .. يا أما حصل عكس اللى كنت مخططله واضطر يستر عليها.
عقدت سلمى حاجبيها وقالت بعدم فهم
عكس اللى كنت مخططله ازاى.. أنت مش كان هدفك انه يحاول معاها وهو شارب وهى تروح تفضحه عند ابوك وتبقى كده ردتله اللى عمله معاك لما هددك انه يفضحك .. وفى نفس الوقت ابوك ميصدقوش بعد كده لو قال عليك حاجة!
بالظبط .. بس واضح ان اللى حصل اكبر من كده.. واضح ان الحكاية تعدت المحاولة بمراحل.. وإلا مكانش شكلهم بقى زى ما شفتى كده كأنهم بيتجوزوا ڠصب عنهم .. ومش طايقين بعض .
أستدار فجأة إليها قائلا بضيق
يالا انزلى بقى وجعتيلى دماغى ..عاوز اروح امخمخ كده مع نفسى ..الحكاية دى لازم اتأكد منها بأى شكل بس مش عارف ازاى!!!!!
يتبع التالي
الفصل الثالث والعشرون
دخل يوسف مكتب أبيه مطرقا وقال
حضرتك بعتلى يا بابا
نظر له والده فى حدة وهو يقول
أنت أيه اللى جابك الشركة النهاردة
نظر له يوسف بدهشة قائلا
جاى اشوف شغلى
نهض والده وقال بلهجة صارمة
ملكش شغل عندى
ثم تابع بنفس نبرته الحادة
تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصېبة تانية تروحها
شعر بغصة فى حلقة وهو يقول بخفوت
يعنى أيه
قال حسين بنفس النبرة الجامدة
زى ما سمعت.. مشوفش وشك فى الشركة تانى وكفاية انى مطردتكش من البيت.. واسمع مش عايز
متابعة القراءة