رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
اقولها يا وفاء ده يوسف راجل انا عارفاه حمال قاسېة وهتلاقيه قام زى الحصان النهاردة ولا بكره بالكتير.. تقولى لا يا ماما لما نطمن عليه الأول
رفعت عفاف حاجبيها بعدم اقتناع وقالت لوفاء
ليه يابنتى.. لا انا ميرضنيش كده أبدا يا وفاء.. كلميه وخليه يجى فى أى وقت ومتقلقيش يابنتى إن شاء الله يوسف هيتحسن قريب..
أنهت عبارتها وانصرفت على الفور نظرت فاطمة إلى وفاء فوجدتها تنظر لها باستنكار شديد فقالت
ضغطت وفاء على أسنانها بغيظ وذهبت ولكنها اصطدمت بوالدها الذى قال
مالك يا وفاء واخده فى وشك كده ليه
وفاء
ابدا يا بابا بس رايحة اشوف طنط عفاف لو كانت محتاجة حاجة ..عن أذنك
أستغلت فاطمة الموقف واقتربت منه وقالت
أصلها زعلانة يا ابو وليد علشان موضوع العريس ده
ليه أيه اللى حصل
فاطمة
أبدا أصله كان حدد معاد معاها يجيلك بكرة وهى محرجة ومش عارفة تعمل أيه
قال إبراهيم فى تفكير
هيجى ازاى بس فى الظروف دى
قالت فاطمة محاولة إقناعه
هو يعنى هيجى نلبس دبل ولا نعمل فرح.. ده هيجى يقعد معاك تشوفه بس مش أكتر وتتعرف عليه .. قاعدة عادية كده زى أى ضيف ما بيجى
خلاص متخليهاش تلغى المعاد .. يجى ويقعد معايا ساعة زمن كده ويمشى.. لما نشوف مېته أيه
أبتسمت فاطمة بانتصار ونادت على وفاء التى جاءت متبرمة
أفندم يا ماما
خلى العريس يجى بكرة.. أبوكى حدد المعاد خلاص
أتسعت عيناها فى ذهول وقالت
ليه كده بس يا ماما.. مش هينفع طبعا قولى لبابا يأجل
قالت فاطمة فى مكر
زفرت وفاء فى ضيق وقالت
ليه كده بس يا ماما عملتى كده ليه
بكره تعرفى انى عاوزه مصلحتك.. يالا روحى كلميه بسرعة
وبعد ظهر اليوم التالى تفاجأ الجميع بعودة عبد الرحمن وإيهاب وإيمان وفرحة قبل عبد الرحمن كف أمه وأبيه الذى سأله بدهشة
عبد الرحمن
مقدرناش نستنى لما عرفنا ان يوسف تعبان
قال الحاج حسين باستنكار
مين اللى قالكوا انه تعبان
قالت فرحة
وليد كلمنا وقالنا انه تعبان
أوى وعنده حمى
هتف حسين بضيق
وأيه اللى خلاه يعمل كده.. هو خلاص بقى كل واحد يتصرف من دماغه
قال عبد الرحمن مهدئا
أهدى يا بابا.. هو عارف ان يوسف هيتحسن لما يشوفنى.. يعنى أكيد قصده خير
عن أذنك يا بابا ادخله
دخل ثلاثتهم إلى يوسف وانتظرت إيمان فى الخارج قليلا ثم قالت
أنا هطلع اشوف مريم
أما فى الداخل فى غرفة يوسف كان يجلس بصعوبة وهو يضم أخيه بقوة اتسعت ابتسامة عفاف وهى تقول
اللهم لك الحمد ده أول مرة يتحرك دلوقتى لما شافك يا عبد الرحمن
تحسس عبد الرحمن جبين يوسف وقال
الحرارة عالية شوية
تحسسته عفاف وهى تقول بسعادة
دى كده نزلت شوية الحمد لله.. أيدك فيها البركة يا عبد الرحمن..
تقدم إيهاب من يوسف وقال
لا بأس طهور ان شاء الله.. ربنا يقومك بالسلامة يا يوسف
لم يستطع يوسف أن ينظر إلى عيني إيهاب وتمتم بضعف
متشكر يا إيهاب ..
نظر إلى أخيه قائلا بخفوت
انتوا ايه اللى جابكوا من شهر العسل
قال إيهاب على الفور
شهر عسل أيه وانت تعبان كده يا يوسف.. أنت أهم من أى حاجة تانية
شعر يوسف بكلمات إيهاب تمزق قلبه وتكوى عروقه لعڼ نفسه وهو يستمع لكلماته الصادقة كاد أن يهتف تركتها بيننا لنحميها فغدرت بها فى غيابك كأى كلب مسعور يتجول فى الطرقات لينهش الأعراض
طال صمته فشعر إيهاب أنه ربما يود التحدث مع أخيه على انفراد فقال
طب استأذن انا بقى.. هطلع اشوف مريم
حاول يوسف القيام ولكنه لم يستطع فساعده عبد الرحمن على النوم فى الفراش مرة أخرى وهو يهتف بايهاب
أستنى يا إيهاب عاوزك فى موضوع مهم
أقبل عليه إيهاب وهو يقول بقلق
أستريح بس يا يوسف شكلك تعبان أوى
حاول يوسف الأبتسام وهو يقول
الموضوع اللى عاوزك فيه لو وافقت عليه هخف على طول واستريح
قال إيهاب بأنتباه
خير يا يوسف أؤمر انا عنيه ليك
أنا مش عاوز عنيك انا عاوز الأغلى من عنيك عندك .. عاوز اتجوز مريم
أبتسم إيهاب فى حين قال عبد الرحمن مداعبا
تصدق انا غلطان أنى اټخضيت عليك.. بقى تعبان كده وعاوز تتجوز
يوسف
أصلى بصراحة كنت عاوز أكلم إيهاب فى الموضوع ده قبل ما يسافر.. بس قلت أأجل لما يرجع من شهر العسل بس طالما جه خلاص نأجل ليه
قال ايهاب بتعاطف
طب لما تتحسن كده نبقى نتكلم
قال يوسف بأصرار
لا أنا مش هتحسن إلا لما ترد عليا
ألتفت له عبد الرحمن وهو يقول
رد عليه يا عم خلينا نخلص
أبتسم إيهاب وقال
أنا مش هلاقى لاختى أحسن منك يا يوسف .. بس لازم آخد رأيها الأول وكمان عمى لازم أسمع رأيه الأول
قال يوسف على الفور
أنا كنت اتكلمت معاه قبل كده وهو موافق ومستنى موافقتك انت ومريم
أندفعت مريم بين أحضان إيمان وبكت بشدة وهى تتشبث بها بقوة شعرت إيمان بالقلق على أختها فربتت على ظهرها ثم أمسكت وجهها بين يديها ونظرت فى وجهها متفحصة أياه وقالت بقلق
مالك يا مريم.. فى حاجة حصلتلك ولا أيه مالك كده لونك مخطۏف وأيه الچرح اللى فى وشك ده
قالت مريم من بين دموعها
مفيش حاجة يا إيمان متقلقيش .. أنت بس وحشينى أوى أنت وإيهاب حسيت من غيركوا انى ضايعة وماليش حد
أبتسمت إيمان وهى تجلس بجوارها وتلف ذراعها حول كتفها وقالت
ليه بس .. اومال عمى حسين وعمى ابراهيم وطنط عفاف كل دول مش
معاكى
مريم
مهما كان مش زيكوا برضة يا إيمان
تحسست إيمان الچرح فى وجه مريم وقالت
من أيه ده
قالت مريم بارتباك
ابدا اټجرحت فى مراية الحمام
وتابعت
وبعدين ده حاجة بسيطة يعنى بكره يخف
ضمتها ايمان بحب وقالت
أحكيلى بقى عملتى أيه اليومين اللى فاتوا دول..
قاطعها طرقات إيهاب المنغمة على الباب نهضت إيمان وفتحت الباب لإيهاب فدخل مبتسما ولكنه بمجرد أن رأى مريم عقد حاجبيه قائلا
أيه ده مالك يا مريم
قالت إيمان على الفور
جالها نازلة برد جامدة يوم الفرح .. وطنط عفاف قالتلى انها من ساعتها مش عاوزه تاكل
عادا مرمحه تسترخى ثانية وسألها نفس السؤال عن جرحها فقالت
مراية الحمام الله يسامحها خدتنى على خوانه وانا مغمضة عنيه
أحتضنها إيهاب وهو يقول
خير يا ايهاب
قال إيهاب مبتسما
يوسف طلبك مني دلوقتى
أطرقت مريم برأسها وأغمضت عينيها وأضاءت صورته فى عقلها وهو يدفعها للخلف فانتفضت بدون وعى منها نظر لها إيهاب بقلق
مالك
حاولت مريم السيطرة على مشاعرها وهى تقول متصنعة الخجل
أبدا يا إيهاب وانت قلتله ايه
قلتله لما اسالك الأول
وقفت إيمان بشكل عڼيف وهى تقول بحسم
لاء ... أنا مش موافقة
يتبع التالي
الفصل العشرون
لاء..أنا مش موافقة
نظر لها إيهاب مندهشا وقال
ليه يا إيمان ..أنت تعرفى حاجة عن يوسف تخليكى ترفضى
كانت مريم تنظر إليها بوجه ممتقع وهى تقول
لا معرفش حاجة ... أنا بقول وجهة نظرى وخلاص
ايهاب
طب أيه هى وجهة نظرك دى يمكن اقتنع بيها أنا كمان
أرتبكت ايمان وهى تقول
أنا بس خاېفة تكون دى رغبة عمى حسين مش رغبة يوسف نفسه
زاد امتقاع وجه مريم وزادت ضربات قلبها بشدة فكل منهما تفكر بشىء مختلف عن الأخرى
هز رأسه نفيا وقال
لا مفتكرش يا ايمان لو كان كده فعلا كان يوسف استنى لما يخف .. وبعدين يوسف قالى أنه قال لوالده وهو موافق وبعدين احنا كل ده مسمعناش رأى مريم نفسها
ثم نظر إليها قائلا
ها يا مريم انت أيه رايك
قررت مريم حسم الخلاف فجميعهم لا يعلمون ما حدث وهذه الزيجة لن تكون إلا للستر فقط ويوسف فى كل الأحوال مضطر إلى الزواج منها فوقفت وهى تقول بخفوت
أنا موافقة
صاحت إيمان وهى تلتفت إليها قائلة
أنت هبلة ولا أيه.. أنتوا شخصيتكوا مختلفة تماما عن بعض ومكانش فى بينكوا أى عمار أساسا ولا ناسية.. فجأة كده عاوز يتجوزك.. مش تشغلى مخك أكيد عمى هواللى ضغط عليه زى ما عمل مع...
وبترت عبارتها وهى تنظر إلى مريم وايهاب ثم قالت بعصبية
أنتوا حرين .. أنا قلت رأيى وخلاص
ودخلت غرفتها وتركتهما يتبادلان النظرات الحائرة
طرق وليد باب غرفة يوسف ودخل مبتسما دون أذن وهو يقول
أزيك النهاردة يابن عمى
ثم وقع بصره على عبد الرحمن فقال مبتهجا وهو يعانقه
وأنا أقول البيت نور ليه أتارى العرسان رجعوا
عانقه عبد الرحمن وهو يقول
ما انت السبب ياخويا
وليد
طبعا ياعم مين قدك لازم تبقى مضايق أنك رجعت
أقترب وليد من فراش يوسف وجلس على طرفه قائلا
ها عامل أيه النهاردة
أشاح يوسف برأسه بعيدا وقال باقتضاب
الحمد لله
نظر لهما عبد الرحمن وقال
طب أروح أنا بقى أشوف حالى
قال يوسف رافضا
لا أستنى يا عبد الرحمن عاوزك فى موضوع مهم
وقف وليد متحرجا وقال
طب استأذن انا بقى يا جماعة .. حمد لله على سلامتك يا صاحبى
ثم خرج وأغلق الباب خلفه.. قال عبد الرحمن بعتاب
ليه كده يا يوسف أحرجته جامد
أشاح يوسف بوجهه
مبقتش طايقه يا عبد الرحمن بقى عامل زى الکابوس على صدرى
قال عبد الرحمن مستفهما
ليه هو عمل حاجة ضايقتك
قال يوسف باقتضاب
تصرفاته كلها بضايقنى .. انا مش عارف كنت مصاحبه ازاى
غير عبد الرحمن مسار الحديث وقال بجدية
طب قولى بقى انت عاوز تتجوز مريم بجد ولا ابوك هو اللى ضغط عليك
أمتقع وجهه وهو يقول
وبابا هيضغط عليا ليه فى حاجة زى كده
عبد الرحمن
طب الحمد لله.. عموما أنا كنت عارف أنك بتحبها بس كنت عاوز أتأكد
نظرله يوسف بانتباه قائلا
وعرفت ازاى
غمز عبد الرحمن له وهو يقول
أبوك هو اللى قالى ..اه يا ندل بقى ابوك يعرف وانا لاء
قال يوسف مندهشا
بابا قالك كده امتى
عبد الرحمن
واحنا راجعين من العمره ..قالى أنه حاسس أنك بتحبها
صمت يوسف فى شرود فقال عبد الرحمن
بس انت الحمد لله حاسس أنك بقيت أحسن من أول ما شفتك بكتير.. ما تحاول تقوم كده معايا تاخد دش وننزل الجنينة شوية
خرجت فرحة من شرفة غرفة يوسف وهى تقول
هو مين اللى خرج دلوقتى
عبد الرحمن
أنت لسه فاكره يا هانم..حبك
الكلام فى التليفونات دلوقتى
قالت فرحة وهى تجلس بجوار يوسف
بكلم صاحباتى
بقى مش خلاص اطمنا على يوسف الحمد لله
ربت يوسف على يد فرحة وقال
قوليلى ايهاب عامل ايه معاكى
أبتسمت فرحة فى خجل وقالت
الحمد لله يا يوسف إيهاب أنسان جميل أوى وبيحبنى جدا
أومأ يوسف فى حزن وهو يقول
ربنا يسعدكوا
يا إيمان متخبيش عليا.. أنت فى حاجة بينك وبين عبد الرحمن يابنتى ده أنا أخوكى وعارفك كويس .. أنت من أمتى يعنى عصبية كده
زفرت إيمان بقوة وقالت باقتضاب
لو سمحت يا إيهاب كفاية وبعدين حتى لو فى حاجة بينى وبين جوزى مش هقولها لأى حد أبدا ولا حتى لاخواتى
قال ايهاب بقلق
يا إيمان يا حبيبتى أكيد اللى زعلك منه حاجة كبيرة..
متابعة القراءة