رواية (القلب وما يعشق) كاملة
المحتويات
أن تجلس مع المحاسب والمحامى ليشرحوا لها الأوراق ويطلعوها على الأمر برمته.
خرجت ايمان من الشركة بين مشاعرها المتخبطة المختلطة وكأن مشاعرها ريشه فى مهب الريح نعم هى سعيدة بأنها علمت أنها تعيش فى ملك أبيها وليست كضيفة عند أعمامها ونعم قد شعرت بصدق مشاعر الحنان من أعمامها رغم تأكدها أنهما لم يصرحا بكل شىء ونعم قد عرفت حكاية زواج أمها بأبيها وطبيعة هذا الزواج رغم علمها بانه كان زواج قائم على الطمع من أمها والثقه العمياء المفرطة من أبيها رغم علمها أن تلك الحقيقة منقوصة وتفتقد حلقة مهمة لوصلها ولكنها ارتاحت قليلا كانت تود أن تصر على معرفة كل شىء كانت تود أن تصرح بشكوكها تجاه والدتها ولكنها تذكرت قول الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فأبت إلا الصمت لأن بصيرتها تؤكد لها أن ما خفى عنها سوف يسوئها كثيرا سوف تؤجل هذا فيما بعد والزمن كفيل بأن يكشف الكثير.
أنت عارفة يا طنط أنى كنت عند عمى دلوقتى فى الشركة
أرتفع حاجبى عفاف بدهشة وقالت بابتسامة
بجد .. ده تلاقى عمك طار من الفرحة .. ده كان نفسه أوى تزوريه أنت بالذات يا إيمان عمك بيقدرك أوى
وأنا كمان بقدره وبحبه جدا ...
ثم أردفت وهى تنظر إلى عفاف
وكمان عرفت كل حاجة
ثم تنهدت تنهيدة طويلة وقالت
عمى حكالى كل حاجة
.. مكنتش أتصور أبدا أن ماما تعمل كده
ظنت عفاف أن إيمان تتحدث عن عبد الرحمن وهند وسبب فسخ الخطبة فقالت بسرعة
أوعى تزعلى يا إيمان ..والله عبد الرحمن عارف أنك ملكيش دعوة لا أنت ولا أخواتك .. وان أمك بتتصرف كده من دماغها.. وارجع واقول العيب مش عليها لوحدها العيب على خطيبته اللى كانت عاملة نفسها بتحبه وفى الآخر تطلع بتتجسس وبتنقل لامك الأخبار.. بس عمل خير أنه رمى دبلتها .. وابوه مسكتلوش على اللى عمله معاكى وعرفه غلطه وحسسه بالذنب
ويتسع الحال من بعد ما ..... تضيق المذاهب فيها الرحاب
مع العسر يسران هون عليك ..... فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب
يتبع الفصل التالي
الفصل الرابع عشر
أستيقظت إيمان صباح يوم الجمعة أكثر راحة عن أيامها السابقة وأسرعت لتوقظ إيهاب ليلحق بصلاة الجمعة كالعادة استيقظ وأغتسل وذهب للصلاة كانت إيمان قد دخلت غرفة مريم لتوقظها ولكنها لم تجدها بحثت عنها فى جميع الغرف ولكن لا أثر لها إرتدت إسدال الصلاة وخرجت إلى الشرفة وظلت تبحث عنها بنظرها حتى رأتها تجلس على الأرجوحة الكبيرة فى جانب من جوانب الحديقة بالقرب من أحواض الزهور.
كانت مريم غارقة فى بحر من الأفكار تتصارع في عقلها كالأمواج المتلاطمة لدرجة أنها لم تشعر باقتراب أحدهم منها من الخلف ووضع كفيه على عينيها فى صمت أختلج قلبها بشدة تصورت أنه يوسف لا تعلم لماذا تمنت هذا مع علمها أن يوسف مستحيل أن يفعل ذلك معها وخصوصا أن العلاقة بينهما متوترة هذه الأيام تحطمت أمنيتها على صخرة الواقع عند سماعها صوت وليد وهو يقول بمزاح
أنا ميييين
أستدارت فجأة وقالت پغضب
لو سمحت متعملش الحركات دى تانى أنا مابحبهاش
وشرعت فى النهوض ولكنها تعثرت فى الأرجوحة وكادت أن تقع ولكن وليد ساعدها بيديه وأمسكها من ذراعها بقوة إعتدلت مريم لتوبخه ولكنها تفاجأت بيوسف يقف خلفه وينظر لها پغضب ويقول لوليد
إيه اللى بيحصل ده
لاحظ وليد ڠضب يوسف مما يرى فقرر أن يستثيره أكثر فقال له غائظا
ولا حاجة إنت عارف ابن عمك دايما بيجى فى الوقت المناسب علشان يلحق العرض الأول
قالت مريم بانفعال
عرض إيه ...
ثم تابعت مدافعة عن نفسها
أنا كنت هقع
قال وليد بإستفزاز
آه طبعا ميضرش أبدا ...
ثم نظر إليهما وقد حقق مراده وقال
طب ألحق أنا بقى الصلاة ...عن إذنكم
حاولت مريم شرح موقفها مرة أخرى وهى ترى علامات الڠضب مازالت ترتسم على وجه يوسف قالت
أنا كنت قاعدة على المرجيحة وبعدين ..
قاطعها قائلا پغضب
مايخصنيش ... أنا اللى عاوز أنبهك ليه .. إنك هنا مش فى الجامعة يعنى لازم تحافظى على شكلك قدام عيلتك ولو أتماديتى مع وليد إنت اللى هتبقى الخسرانة الوحيدة في اللعبة دي .
قالت بنبره تشبه البكاء
إيه الكلام اللي بتقوله ده .. هو أنا يعنى باعمل إيه فى الجامعة علشان تقولى كده.. وبعدين هو اللى مسك إيدى لما كنت هقع يعنى أنا ماتماديتش معاه فحاجة خالص
قال بسخرية
صح أصل لو واحدة بتصد واحد هيجيله جرأة ويحط إيده على عينيها ويهزر معاها
هتفت بلوعة
وأنا مالى هو اللى دايما بيطلعلى من تحت الأرض وبيتصرف كده وبيغلس عليا من غير سبب
تابع بنفس اللهجة الساخرة
من غير سبب ... متأكدة
قالت هاتفة
طبعا متأكدة
رفع حاجبيه وقال بسخرية
غريبة أومال يعنى مش بيغلس ليه على إيمان اختك
قالت بحنق شديد
معرفش ... وانا مالى ماتسأله هو
هز رأسه بعصبية وقال
إنت اللى مش عاوزه تعرفى
قاطعهما صوت عمها إبراهيم وهو يلقى التحية من بعيد ويشير ليوسف أن يلحق بالصلاة فتركها وانصرف سريعا
كانت إيمان تتابع ما يحدث من شرفتها فنادت على مريم التى نظرت للأعلى فأشارت لها بالصعود .. صعدت مريم إليها قائلة بتسائل
خير يا إيمان فى حاجة .
إيمان
أنا كنت واقفة وشفت اللى وليد عمله ولاحظت وشك وإنت بتكلمى يوسف .. هو قالك حاجة زعلتك وبعدين يا مريم إنت خليتي وليد ياخد عليكي للدرجة دى ليه
شعرت مريم أن الجميع يتكلم عنها بنفس الطريقة ويتهمها فى تصرفاتها فقالت بانفعال
هو فى إيه كلكوا بتتهمونى إنى أنا السبب وأنا اللى باسمحله يضايقنى ويغلس عليا .. انت تقوليلى مأخداه عليكى .. ويوسف يقولى إنى بتمادى معاه.. هو انتوا شايفنى إيه بالظبط
مسحت إيمان على شعرها وهدأتها وجلست بجوارها وقالت فى حنان
مريم يا حبيبتى انا قلتلك قبل كده الناس مش بتدخل جوانا وتشوف نيتنا إذا كانت طيبة ولا لاء ... الناس بتحكم بالتصرفات الظاهرية لينا .. يعنى مثلا إنت وقفتى قدام فاترينة خمور فى الشارع .. أى حد معدى هيقول بتتفرج على الخمړة ليه أو نفسها تشترى منها ... لكن انت ممكن تكونى وافقة ترتاحى من مشوار طويل ووقفتى تاخدي نفسك شوية .
لمعت عيون مريم بدموعها وقالت
يعنى إيه يا إيمان ... يعنى أنا هيبقى ذنبى إنى واقفة أرتاح .
إبتسمت إيمان وقالت
لا يا مريم مش ذنبك أنك بترتاحى ..لكن ذنبك إنك إختارتى المكان الغلط اللى ترتاحى قدامه ... يعنى ماشية مشوار طويل ومستحمله .. كان ممكن تستحملى أكتر وتمشى خطوتين كمان لكن إنت إستقربتى ووقفتى فى حتة ممكن تشبهك وإنت مش حاسة إن الناس هاتحكم عليكى من خلال المكان اللى وقفتى قدامه ...
ثم طبعت قبلة حانية على وجنتها وقالت
يعنى إنت كل مشكلتك يا مريم إن نيتك كويسة لكن بتستقربى الغلط وتقولى نيتى خير .
نظرت لها مريم بحنق
يعنى مطلوب منى أعمل إيه علشان الناس تعرف إنى كويسة .
إتسعت إبتسامة إيمان وقالت بهدوء
قوليلى يا مريم لما بتحبى تقرأي قصة ..إيه أول حاجة بتلفت نظرك ليها
مريم
العنوان وبعدين بشوف مضمونها
حصلت إيمان على ما تريد فقالت
بالظبط كدة ...
العنوان الأول وبعدين المضمون علشان كدة لازم تخلى عنوانك مظبوط أوى
نظرت لها مريم بعدم فهم
يعنى إيه عنوانى
قالت ايمان موضحة وجهة نظرها
عنوانك يعنى لبسك ومظهرك الخارجي .. يعنى صحابك اللى ماشية معاهم ومصحباهم .. يعنى وقفتك ومشيتك وطريقة كلامك وهزارك .. يعنى الأماكن اللى وافقة فيها أو جواها أو خارجة منها
قالت مريم بتأفف
فاهمة ... تقصدى سلمى مش كدة
قالت إيمان بصبر
مش سلمى وبس ... لا.. وكل سلمى ممكن تشبهك وتخلى الناس يفتكروكى زيها .. يابنتى الرسول عليه الصلاة والسلام قال المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
يعنى مافيش حاجة إسمها أصاحب واحدة تصرفاتها مش كويسة وانا واثقة من نفسى إنى مش هاعمل زيها ... فهمتى ... والدليل على كدة إنك قبل ما تصاحبيها كان لبسك جميل ومحتشم ولا نسيتي ...
قالت مريم بعناد
طيب يا إيمان سيبينى مع نفسى شوية لو سمحت أنا مخڼوقة دلوقتى
نهضت إيمان واقفة وقالت
ماشى هاسيبك بس عاوزاكى تعرفى
إن أنا بحبك أوي وإنك أغلى واحدة عندي .. لكن ماتنسيش إنك مالكيش حجة أنا روحتلك كليتك كتير قبل كدة وشفت بنات محترمة كتير يعنى ماتجيش تقوليلى مش هلاقى أصحاب والكلام بتاع كل مرة
ده .
وإلتفتت إليها وأردفت
ماتنسيش تنزلى بعد الصلاة علشان الغدا
زفرت مريم بقوة وقالت
مش طايقة أشوف حد ... مش نازلة
ضحكت إيمان وهى تفتح الباب قائلة
يبقى إنت لسه معرفتيش عمك لحد دلوقتى
تفاجأت إيمان بقبلة على وجنتها من الخلف إلتفتت إلى وفاء بسعادة وهى تحتضها وتقول
وحشتينى
متابعة القراءة