رواية عصي الهوى للكاتبة نرمين همام

موقع أيام نيوز

والعفة.
استأنف حسين معمله الطبي وركز على يديها.
وفال يا لها من منطقة للإصابة بهذه الطريقة فإنها تكون متعبة لأننا لا نستغني عن يدنا. لكن لحسن حظك لا يوجد إصابة دائمة بها.
. يجب أن تأخذي حقنة مضادة من البنسلين حتى نتجنب الالتهاب فقط لا غير ولن تحتاجي إلى غرز لكنها ستكون إصابة متعبة إذا لم تتوخ الحذر حتى يلتئم الچرح كليا .
ثم قام بتطهير الچرح سيكون ذلك مؤلما بسبب الكحول إلا أنه إجراء لا بد منه.
ثم سألها حسين بلطف هل لديك أي عائلة هنا
أتى ياسين ووقف وظل مستمعا.
فشعرت بوجوده بقوة كما لو أنه مد يده وامسكها. ركزت نظرتها على ياسين ثم نظرت بعيدا.
وقالت لا تقلق سوف أتعامل مع الأمر.
فحدق إليها.
فتكلمت بنبرة صوت مرتفعة كأنها تدافع بها عن نفسها.
أعتقد أن هذا ليس من شأنك!
رافضة فورا تدخله فيما لا يعنيه.
إلا أن ياسين ضحك ونظر إلى حسين بتشفى كما لو كان يقول له أحسنت الفتاة بردها عليك.
ابلغ فوزي بقدوم شخصين من المباحث فذهب ياسين للتحدث إليهما. في هذه الأثناء كان حسين انتهى من تطهير وتضميد الچرح.
ثم قال هذا كل شيء تنفست بارتياح وشكرته. 
ثم أعطاها بعض المسكنات الموجودة معه كما قال فوزي لها سابقا.
وقال الآن بعد أن انتهيت تطهير الچرح سترغب في مقابلة ياسين ورجال المباحث.
أنا متأكدة من أنهم يريدون استجوابي فعلا الآن.
شكرا لك على مساعدتك وأنا آسفة لك.
كانا يتكلمان لدرجة أنهما لم يلاحظا وصول ياسين الصامت.
حولت نونا انتباهها ونظرت إلى ياسين وشعرت بقوة تأثير نظرته عليها من قمة رأسها إلى أصابع قدميها. لو لم تكن جالسة لكانت قد فقدت توازنها من قوة حضوره.
كان تعبير وجه ياسين واحد لا يتبدل.
نظر ياسين إلى حسين وانتفضت عضلة في فكه الأيمن لكن صوته كان طبيعيا.
هل تعرف طريقة الخروج من هنا أليس كذلك يا حسين
قال حسين بسخرية ولم يخف على الإطلاق من وقاحة صديقه ياسين.
ثم أخذ يضحك فارتجف جسده وهو يمسك حقيبته.
ثم قال وداعا
وبمجرد أن غادر دكتور حسين استدار ياسين ومشى نحوها. استغرق الأمر كل قوة إرادتها حتى لا ترتجف ولم تشعر إلا ومعه قطعة من القطن المبللة ويقوم بمسح وجهها استسلمت لتنظيف وجهها وهو تصرف استغربته من نفسها كثيرا.
ساعدها في الوقوف ثم قال هيا بنا للتحدث مع رجال المباحث وتبعته إلى غرفة المعيشة شعرت بأنها شبه منومة مغناطيسيا من شدة تأثرها الغريب به.
كانت الغرفة رقيقة الفرش لكنه غالي الثمن كان الأثاث خشبي داكن وكان كله استيل والفوتيهات كلها اريستون باهظ الثمن وإضاءة هادئة أكثر من رائعه
استقبلت نوبية رجال المباحث اللذين وقفا.
وبعد التأكد من حجم الإصابات بيدها طرحت عليها الأسئلة
كانت ممتنة للطريقة الهادئة في استجوابها لكن لسوء الحظ لم تكن قادرة على إبلاغهم أكثر مما قالت سابقا. أمسكها الرجلان من الخلف وهي تعبر أمام الشارع الضيق المسدود ولم تستطع رؤية وجوههم بوضوح. ثم إنها أخفقت في وصف ملابسهم الشيء الوحيد الذي تتذكره هو أن من سحبها من ذراعيها وقال لها كلمة قبيحة في اذنها.
سكتت نونا عند ذلك
بقلم نرمين عادل همام
قصص نيمو
ارتجفت وعلا وجهها تعبيرا من الاشمئزاز.
طوال هذا الوقت جلس ياسين في زاوية ساكنا مستمعا فقط.
كان احدي الضابطين يدون كلامها وسألها سؤالا أخيرا وهو السؤال المعتاد.
ألا يوجد شيء آخر يمكنك تذكره أيضا علامة في وجهه طريقة نطقهم الكلام هل هناك أحد به علامة مميزة حتى لو كانت لدغة أو تهتهة في كلامه
وقالت أنا آسفة جدا.
وهزت رأسها بحزن وفقدان أمل.
لم أحصل على فرصة كافية لإلقاء نظرة فاحصة عليهم فقد قاومتهم بسرعة.
وهنا تحدث ياسين وكان لصوته العميق المهيب أثر شديد بأن قال إذن أنها لا تذكر شيئا وأنتم بالفعل تعلمون الأشخاص المسجلين خطړ في تلك المنطقة جيدا.
فقال الضابط حسنا سنكون على اتصال بك سيد ياسين.
إذا توصلنا لشيء جديد وعندما تستريح الفتاة وتتذكر أي شيء جديد أتمنى أن تتصل بنا سريعا.
كانت تعلم أنها يجب أن تقول شيئا ما وهم يغادرون إلا أن طاقتها نفذت بالفعل لذا وضعت يدها المغطاة بالضمادات على وجهها من الإرهاق بينما كان ياسين يوجه الضابطين إلى خارج الباب.
شعرت أنها كانت ملفوفة بالشاش والقطن ولم يكن ذلك جميلا فشعرت بقشعريرة.
أتى ياسين وسألها هل هناك شيء حدث لكي 
قالت لا إنني أشعر بالإرهاق فقط. 
ولم تستطع إخفاء تثاؤبه. وقالت له يجب أن أذهب إلى البنسيون الآن لأني لو نمت بالخارج ستكون ڤضيحة أما الآن ولو ذهبت وشاهدو يدي سيدركون أنى غريبة فعلا ويقومون بإدخال حجرتي ولم تتكلم عني الفتيات بأي سوء.
فقال لها بعدم اهتمام بكلامها ولا كأنه سمعه أصلا من البداية 
ستقضي بقية الليلة هنا بالتأكيد.
قالها بنبرة آمرة في صوته وكأنه أمر مسلم به.
لكنه كان لا يزال يبتسم وكأنه يغيظها.
. طلبت من فوزي أن يعد لكى سريرا قبل أن يدخل للنوم ففزع وقالت لا الآن عليك لو سمحت أن تأخذني إلى البنسيون ضروري. 
فجأة شعرت به يميل نحوها ويحملها.
فأحست إنها تفقد وعيها بعد كل ما حدث لها في ذلك اليوم الغريب.
قال ياسين وهو يصعد الدرج يحملها بين ذراعيه. 
لن آخذك إلى أي مكان الآن.
هل لديك أي فكرة كم الساعة
تنهدت ودفنت أنفها في قميصه. ثم غزت رائحته الذكورية الدافئة حواسها.
قالت له وجفونها مغلقة أطلب سيارة أجرة لأنني لن أبقى هنا.
نعم ستبقين ولا أريد أي كلمة أخرى افهمني إنني لا أحب أن أعارض.
ثم وضعها السرير وخلع حذائه.
أجبرها ذلك على فتح عينيها. بذلت نونا جهدا للجلوس محدقة على نحو غامض في الغرفة المظلمة والشخص النحيف الذي يميل نحوها.
قالت لا لا أستطيع.
أسكتها ياسين وسحب البطانيات فوقها.
كان عليها أن تتذكر ما تتحدث معه عنه في الصباح.
في هذه الأثناء كان ياسين لطيفا بشكل لا يصدق
شكرا لك على إنقاذ حياتي
كان عليها أن تتذكر ما تتحدث معه عنه في الصباح.
فتحت نونا عينيها واستيقظت على الفور وكان جسدها متيبسا ورأسها يؤلمها بشدة خائڤة وهي تحدق إلى غرفة مظلمة غير مألوفة لديها حتى تذكرت كل شيء وكادت تئن من الألم.
لم تكن أبدا قادرة على النوم في سرير أحد آخر وكانت دائما تحسد أولئك الذين يمكنهم النوم والراحة والاسترخاء في أي مكان. 
ربما كان هذا ما أيقظها الدواء الذي أعطاه لها حسين قد فقد مفعوله بالفعل لأن يديها تؤلمها عند ثنيها وكان فمها جافا جدا وتشعر بالعطش. كان من الواضح أنها كانت في غرفة الضيوف لأن الإضاءة كانت خاڤتة وشاهدت الساعة الموضوعة على المنضدة الذهبية القريبة تشير إلى السادسة.
نزلت نونا من السرير وأخذت بنطالها الذي كان على الأرض. بصعوبة بالغة تمكنت من ارتدائه أخيرا. جلست وادخلت قدمها في الحذاء الرياضي الخاص بها. الطبيب كان على حق. أي حركة تتسبب في ألم مپرح وشعرت بچروحها مفتوحة وبدأت ټنزف مرة أخرى. كان هناك صمت مهيب في المنزل وخرجت من الغرفة التي كانت بها وسارت وشاهدت غرفه بابها مفتوحا قليلا فاقتربت. 
لم تكن تعرف السبب لكنها توقفت وأطلت من الباب المفتوح. كان ياسين نائما على السرير. مشيت نونا ووقفت لفترة طويلة بجانب السرير ناظرة إلى وجه ياسين الهادئ.
لقد كان غريبا لكن قلب نونا كان ينبض پعنف ولم تعلم السبب. خرجت من الغرفة بأطراف أصابعها ونزلت السلم مضاءة بنور خاڤت قادم من المطبخ بابه مفتوح. لم ينهض فوزي أيضا 
اعتقدت أن الأمر كان قلة ذوق عندما وجدت ورق وقلم بالقرب من الهاتف في غرفة الجلوس التي كانت بها أمس. كان عليها الانتظار حتى الصباح تشكر ياسين وفوزي شخصيا. لقد أدركت أن سلوكها كان خاطئا وعانت ألما شديدا عندما تمكنت أخيرا من التقاط القلم لتكتب شكرا لك على إنقاذي ومعالجته .
وضعت الورقة وفتحت الباب الأمامي. لم تستطع أن تنكر أنها كانت تبالغ في رد فعلها تجاه ضغوط الليلة السابقة لكنها كانت بحاجة إلى أن تكون بمفردها في حجرتها مع أشيائها لأن الاستيقاظ بمفردها في مكان غريب لم تعرفه من قبل بعد ليلة كهذه كان حزين جدا واشعر بالوحدة بالتأكيد.
لقد تذكرت كل شيء كان ياسين على حق لم تكن في وضع يسمح لها بالعودة. كان الأمر الأكثر إثارة للحزن هو فرض وجودها على رجل مثله.
.
غادرت المنزل وارتجفت عندما ببرودة الهواء في الصباح الباكر.
الفصل الثاني 
وجدت نونا سيارة وطلبت من السائق أن يقوم بإيصالها للمنشية وهكذا وصلت ل بنسيون وهي تعلم أنهم يستيقظون باكرا.
والتف الجميع حولها تحكي لهم ما كان من أمس ومع أنهم كانو متعاطفين إلا أنها عندما دخلت غرفتها أحست بالوحدة.
جلست على الأريكة ونظرت إلى أصابعها التي ضمدت مما يمنعها من العمل لفترة وبحركات بطيئة وخرقاء أعدت لنفسها كوبا من الشاي. الآن بعد أن تمكنت من الاسترخاء في مساحتها الخاصة تمنت أن تذهب إلى الفراش وتلتف تحت البطانيات لتنام طوال اليوم ولكن كان هناك الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها. بالنظر إلى الوقت الذي استغرقته لإعداد كوب من الشاي لم تستطع حتى الاستلقاء لمدة ساعة.
فتحت التلفاز الصغير الذي وصل بواصه كابل تدفع ثمنه كل شهر ليسلي وحدتها.
فحصت ساعتها. كان علي أن تذهب إلى المكتب فهي مختصة بالبيع والدعاية أيضا والمال مناسبا لدفع ثمن كتب جامعتها وأيضا السكن والمأكل. فكان عليها أن تجتمع مع منير مدير المكتب ولم يعجبها فكرة إخباره أنها لن تكون قادرة على أداء واجباتها خلال فترة علاجها. كانت
أعمال المكتب صغيرة ولكنها ناجحة للغاية.
.
ارتدت ملابسها النظيفة بأعجوبة المشكلة الوحيدة كان وجهها شاحبا لذلك وضعت بعض المكياج على وجهها فوردت خدودها بالبلاشر ووضعت كونسيلر حتى تخفى الهالات السوداء كما لونت شفتيها ونظرت إلى المرآة ونظرت نظرة رضاء على شكلها وهيئتها وبحلول التاسعة كانت نونا مستعدة لمواجهة أي رد فعل من منير وأخذت الحافلة إلى المكتب
وذهبت إلى مكتب منير. كان معه هاتف واضطرت إلى الانتظار في الخارج لمدة ثلث ساعة. أخيرا فتح الباب وخرج عصام السكرتير لاستقبالها. لقد كان رجلا في حوالي الأربعينيات من عمره وكان رجلا يتسم بالعصبية والڠضب الدائم.
لدي أخبار رائعة لك! صاح بها منير.
لقد قمت للتو بإغلاق الهاتف مع عميل محتمل مهتم جدا بعملك.
ماذا
. يمكن أن تكون صفقة جيدة بل ممتازة. إذا حصلنا عليها
سيأتي للتحدث معي في غضون الساعة لذا لن أتمكن من قضاء الكثير من الوقت معك الآن لكني أود أن تكون هنا حتى يتمكن من التحدث إليك.
تنهدت وجلست على الكرسي المقابل لمكتب منير. كما ترى يدي.
جلس منير ونظر إلى أسفل ثم.
يا إلهي ماذا حدث ليديك
كما ترون لن
تم نسخ الرابط