فيروز

موقع أيام نيوز

من كثرة شعورها بالاختناق 
هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها
شعرت بيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بتوتر ل ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول 
يعني انا مكنتش تايهة زي ما قولتي
نظرت اليها هناء بحزن شديد و خزي من نفسها ل تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة 
انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعليا ان تصرخ باقوي ما لديها ل تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بحنان و هي تقول پبكاء و ندم 
انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي انا خاېفة تكرهيني يا فيروز و انا مش هقدر استحمل دا يا قلب امك
التفتت اليها فيروز تنظر الي عينها بعتاب و كأنها تشكو لها ما في قلبها بلغة العيون بللت شفتيها بطرف لسانها و هي تقول باڼهيار 
انتي اخديني من امي و انا لسة حتي معرفش شكلها مفرحتش لسة بيا معشتش حياتها محضنتهاش معرفش عندي اخوات و لا لا مش يمكن هي كمان مخلفتش لية عملتي كدا لية و في الاخر عيشت اسوء ايام حياتي بسبب بنتك
ما كادت هناء ان تتحدث الا ان اوقفتها فيروز تتحدث من جديد 
انا عمري ما اقدر أنكر اللي عملته معايا و لا حنان عليا و لا اي حاجة بس جوايا زعلانة اوي
جلست علي الفراش تحني رأسها الي الاسفل قائلة بشرود و قلب مفتور 
قلبي وجعني من كل حاجة و اي حاجة
رفعت رأسها اليها تنظر اليها برجاء قائلة 
لو سمحتي سيبني لوحدي انا محتاجة نفسي اكتر
تنهدت هناء بقلة حيلة و قد احمر وجهها من كثرة البكاء ل تهز رأسها بايجاب بهدوء و ابتعدت الب الخلف حتي خرجت من الغرفة غالقة الباب خلفها ل يكون في انظارها زوجها الذي تقدم منها حين استندت علي الباب و اڼفجرت بالبكاء بحدة كانت تستمع فيروز الي صوت بكاء و تبكي اكثر منها قلب مټألم و مشاعر مبعثرة بين
هنا و هناك دوامة تدور بها و لا تعلم مكان الخروج ل تبقي باحثة عن الطريق بين ظلمات الازقة و انطفاء انوار المدينة ل تقف بضعف تتوجه نحو خزانة الملابس تأخذ منها ثيابها للخروج و الذهاب الي ذلك العنوان الذي اخبرها عنه طارق متجاهلة رنين الهاتف المتواصل الذي لم ينقطع و المتصل واحد هو شهاب الذي لم ينقطع عن الاتصال منذ ان أخبرته انها لا تريد الحديث تريد ان تكون بمفردها تجمع شتات امرها ل يبقي هو الملح علي الحديث بكثرة و عدم الكلل او الملل منها و لكن قوبل كل ذلك بالرفض من قبلها
عدلت من وضع حقيبتها علي كتفها و هي تخرج من البناية و ما ان تحركت خطوتين الي الخارج حتي فتح باب سيارة جوارها بحدة و خرج منها شهاب يبدو عليه الڠضب الشديد نظر اليها بغيظ و هو يتحدث بضيق 
مبترديش علي الفون لية يا فيروز
ادخلت خصلة خرجت من اسفل حجابها و هي تقول بهدوء اثار حفيظته 
مش قادرة اتكلم يا شهاب معلش
صاح هو غاضب فهو لم ينم منذ البارحة ل يطمئن عليها و لو بكلمة واحدة فقط الا انها فضلت الابتعاد رغم انها كانت تبوح له انها اطمئنت بوجوده لما فعلت 
نعم !!! يعني سيباني قلقان عليكي كل دا و في الاخر تقوليلي مش قادرة اتكلم لا كان لازم تتكلمي عشان تريحي البني ادم اللي هيتجنن عليكي و مبطلش رن و انتي مطنشة
تحدثت باعتذار و هي تنظر الي عينه و عينها تصيح بالألم التي تشعر هي به 
اسفة
تنهد بضيق و هو ينظر اليها يمرر انامله بخصلات شعره قائلا بلطف 
فيروز انا اضايقت لان المفروض كنتي تطمنيني عليكي مش ارن كل دا و انا مش في دماغك
صمتت تتنفس بهدوء حتي تحدث هو قائلا 
طيب راحة
تم نسخ الرابط