فيروز
المحتويات
بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء
قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
صمته دام و لم تطمئن لذلك ابدا نظرت اليه برجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بانين مؤلم احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بجسدها علي الارض تبكي ل يتنهد هو بأسي يبدو ان القادم اقسي بكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بهدوء
قطعت جملته حين القت بيده عن كتفها بقوة و نظرت اليه بلوم و هي تصرخ به پاختناق متسألة
كنت عارف
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة
لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
همس الاخير باعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلا
وقفت فيروز بصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول
رفعت عينها اليه بجمود و هي تقول بلامبالاه
انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول
فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة
مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بحزم
مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بعتاب ليرفز هو پاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بحدة عدلت من حجابها سريعا حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بجيب ثياب العمل ل تخرج هاتفها حين رن مقاطعا نظراتهم المتبادلة ل تجد الممرضة المساعدة لها بالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بكف يدها مجيبة عليها قائلة
انتظرت قليلا تستمع الي ما تقوله ل تتحدث هي قائلة
لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة
انزلي لشيماء في العناية و اديها الفون
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها ستذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بهدوء مريب
ممكن تبعد عشان اخرج
هز رأسه بنفي و هو يستند بظهره علي الباب قائلا
لا مش هتخرجي
اغمضت عينها و هي تزفر بقوة ل تتراجع للجلوس علي الاريكة و تضع الهاتف علي اذنها من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بلهفة
أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بټعيطي جامد
تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف
انا كويسة يا شيماء
صمتت تتنفس بهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق پجنون قائلة
ممكن تخلي طارق يكلمني
انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بصوت حاد متسائلا
طارق مين
وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده ل يأخذ الهاتف و هو يقول
اسكت اية بقولك مين
غربت عينها ثم التفتت اليه بحدة تتحدث بجمود و هي تصك علي أسنانها
ملكش دعوة يا شهاب
قاطعت حديثها و هي تقول بهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري
انا فيروز يا طارق
فيروز
نطقها شهاب بحدة التفتت اليه ل يرمقها غاضبا ضمت اصابعها الي بعضها و تشير اليه بالصبر
متابعة القراءة