فيروز

موقع أيام نيوز

مني تاني انا لا عايزة اشوف وشك و لا اسمع صوتك ملكش دعوه بيا بعد النهاردة و اللي حصل فيه
ما كادت أن تغلق الهاتف حتي استمعت الي صوته الحاد من الطرف الاخر قائلا 
ان قفلتي في وشي يا زينة يومك هيبقي اسود
ضحكت ساخرة و هي ترد قائلة 
اكتر من كدا مظنش مش عايزة اشوفك تاني يا حسام بجد و اقولك علي حاجة احلي بلوك ليك يا ابن عمي
ل يصلها صوته بنبرة جامدة قائلا 
و رحمة ابويا هتشوفي ايام مني هتتمني ترجعي للدلع بتاعك دا و لعب العيال انا هخليك تعقلي و تركزي و تبقي بتلفي حولين نفسك تتمني اني ارضي عنك
ابتسمت بسماجة و هي ترد عليه بثقة قائلة 
دا في المشمش
ل يضحك هو بصوت عالي مجلجل جعل دقات قلبها تعلو پخوف منه و زاد خۏفها و انقبض قلبها حين وصلها صوته قائلا 
انا هبعتلك علي الواتساب اللي هيخلي في موسم الجوافة باذن الله
نطق بجملته ساخرا و اغلق الهاتف ازدردت لعابها بصعوبة و ارتجفت يدها
بارتباك و هي تنظر إلي شاشة الهاتف وصلها إشعار عن وصول رسالة جديد بغرفة الدردشه الخاصة بحسام ثقل تنفسها بارتباك و هي تفتح تلك الرسالة نظرت الي الرسالة و اتسعت عينها پصدمة و شحب لونها ثم وضعت يدها علي رأسها قائلة بذهول 
قسيمة جوازي من حسام
وقفت فيروز أمام الغرفة المقيم بها والدها بالمشفي و قد طلبت من والدتها ان تذهب هي و تبقي والدتها لاعداد بعض الاطعمة الخفيفة ل اكرم الذي يعرف عنه الجميع انه لا يأكل من طعام لم تطهو هناء رفعت يدها بتوتر الي مقبض الباب تنفست بقوة مرتبكة و هي تفتح الباب بهدوء و خطت نحو الداخل غالقة الباب خلفها نظرت الي والدها الغافي موصل به بعض الاجهزة الطبية تقدمت و مع كل خطوة تسقط منها دمعة رغما عنها حتي وصلت الي جوار الفراش المتسطح عليه اكرم مدت يدها المرتجفة تمسك بيده و چثت علي ركبتيها امام الفراش قبلت يده و هي تنظر إليه ثم رفعت يدها الاخري تربت علي خصلات شعره البيضاء و هي تهمس بخفوت 
انا اسفة يا بابا حقك عليا انا عارفة انك زعلان مني عشان كسرت ثقتك فيا
مسحت علي يده تمحي الدموع التي تساقطت عليها و هي تكمل حديثها بعد شهقة حادة خرجت من صدرها 
انت اول مرة تزعل مني يا بابا انت عارف زعلك بالنسبالي اية و عارفة اني السبب في تعبك ارجوك سامحني يا بابا عشان خاطري
مالت تضع رأسها علي يده و هي تقول پألم 
كنت صغيرة و طايشة من سبع سنين اول مرة اسمع كلمة حلوة و تدخل قلبي كنت فاكرة انه زي اي واحد بيعاكس بس لقيتوا ورايا في كل مكان كنت حاسة ان عيونه بتراقبني لحد ما كنت بحس بالأمان في وجوده و احس ان كلمته مش مجرد كلمة اي حد بيقولها دي كلمته بطبطب علي قلبي كان عايز تسمعني عايز يسمع كل تفصيلة في حياتي بقي يشجعني عمري ما سمحتله يمسك ايدي حتي و الله سبع سنين زي الهبلة عايشة علي فكرة الأمير بحصانه الابيض مستني الاميرة عشان ياخدها علي الحصان و يجري بيها لابعد مكان
نظرت تراقب والدها هل استيقظ ام لازال نائما لكنها تنهدت بارتياح حين وجدته نائما اغمضت عينها و لازالت تميل علي يده ل تكمل بقلب ملتاع قائلا 
اول مرة اعرف الحب كان هو نفسه الحب دا لما بعدت عنه و حسيت بالذنب جيه اتقدملي بس انت مدتوش فرصة يقول بتقدم لمين و قولت مفيش كلام في جواز غير لما ولادي يخصله تعليم قالي مش هقدر اصحي يوم ما اسمعش صوتك و لا اشوف عيونك صدقت و مشيت تاني وراه و كانت النتيجة ۏجع مبينتهيش و چرح مبيلمش عشان خاطري يا بابا متزعلش مني مش انت كمان هتبعد عني
لم تستطع السيطرة علي نفسها بعد ذلك و اتفجرت بالبكاء بكاء حاد ېمزق نياط قلبها و ېحرق ثنايا روحها لم تشعر بذاتها و لا بصوتها العالي الا حين شعرت بيد تربت علي كتفها رفعت رأسها سريعا ل تجده والدها ينظر اليها و عينه تدمع امسكت بيده تقبلها و هي لازالت تبكي بقوة حتي تحدث والدها بصوت خاڤت قائلا 
سمعت كل كلامك
ل تحني رأسها بخزي ل يتحدث اكرم مرة أخري قائلا 
مش قادر الومك و انا شايف ان دي حاجة تافهة بالنسبة للي سمعته امبارح
همست فيروز برجاء قائلة 
انا اسفة يا بابا عشان خاطري سامحني علي اللي عملته و الله اخدت جزائي ۏجع ما بعده ۏجع و اخدت درس عمري ما هنساه في حياتي
اغمض اكرم عينه و هو يقول بهدوء 
مسامحك
تم نسخ الرابط