مذنب أنا تسنيم المحمدي
المحتويات
مذنب أنا تسنيم المحمدي
الفصل الاول
اسمي شهد...محامية .. سنوات عمري لم تتجاوز السابعة والعشرون ...اعمل في مكتب
الاستاذ عبد الجليل عزت المحامي الاشهر والقانوني الفذ
دخلت كلية الحقوق وتخرجت منها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف .. ركزت طموحي في
تحقيق ميزانا جديدا للعدالة ...فأنا لن أدافع عن متهم الا ان كان بريئا من تهمته ..ارفض تماما
في ازدياد....
بدأ منذ قليل الاجتماع الاسبوعي لتوزيع المهام علي المحامين ..في قاعة الاجتماعات الضخمة
الملاصقة لمكتب الاستاذ جلس كل منا في مقعده حول المائده المستديرة وجلس الاستاذ عبد
الجليل علي رأسها..
حليق وهويتفحصنا ببصره حتي وقع بصره علي فنظر لي بجدية وقال
أستاذة شهد ..ملف قضية وليد عامر .. ق تل .. مطلوب منك تقرير مبدئي بعد قراءتك
لملف القضية .. أريده علي مكتبي قبل الواحدة ظهرا .. حددي فيه بوضوح الخيوط التي
ستبدأين بتتبعها لجمع المعلومات حول القضية.
لقد اعترف بالق تل يا شهد.. شقيقته التي طلبت منا الدفاع عنه تؤكد أنه في حالة نفسية سيئة
منذ فترة وقد يكون لديه رغبة في الاڼتحار.. كلامها مريب ..لكن علينا أن نؤدي عملنا كما
ينبغي.
ابتلعت تساؤلاتي ثم أومأت برأسي متفهمة في احباط عندما انتقل بعينيه لزميلي شاهر ليعرفه
ظل عقلي ينسج توقعات حول القضية وتجمدت عيناي علي ملف القضية الذي مازال تحت يدي
الاستاذ في انتظار اللحظة التي احصل عليه لتبدأ مغامرتي ومهمتي نحو الحقيقة ..
انتهي الاجتماع اخيرا بعد ساعة ونصف من الانتظار الحار وحصلت علي مبتغاي واصبح الملف
خارجية..
وليد عامر..ثلاثة وثلاثون عام ..اعزب ..يعمل مهندس ديكور. انتقل الي دبي بعد عام من
تخرجه..كان يعمل هناك بشركة هندسية ..رجع مصر بشكل نهائي منذ عامين...والغريب انه لم
يسعي لفتح مكتب خاص ولم ينضم للعمل في اي شركة داخل مصر....
منذ ستة اشهر عثرت الشرطة علي چثة شخص يدعي عادل منصور مدرس رياضيات بمدرسة
ابتدائية مقيدا في مخزن مهجور ومصاپا بچرح نافذ في يده اليمني . أدي الچرح لڼزيف شديد
استمر بدون اسعاف حتي فارق الحياة ولم تستطع المباحث وقتها تحديد الجاني فأغلقت القضية
بعد ان قيدت ضد مجهول..
منذ اسبوع توجه وليد عامر الي قسم شرطة الهرم معترفا بق تله عادل منصور ولكنه لم يدلي
باية اعترافات تفصيلية عن او او الدافع لتنفيذها واثر الصمت منذ تلك اللحظه
ولم يجب علي اي اسئلة موجهة له من ضابط المباحث ..
رفعت بصري عن الملف بعد ان كونت وجهة نظر مبدئية عن وليد وعن القضية دونتها في ورقة و
دونت في مفكرتي الأماكن التي ساتوجه اليها في رحلتي للبحث عن الحقيقة واجابة عن سؤال
واحد يملأ رأسي
هل بالفعل ق تل وليد عامر عادل منصور ولماذا
خرجت من مكتبي متوجهة لمكتب الاستاذ عبد الجليل وجهزت حافظة تجتوي علي ورقتين
دونت عليهما رؤيتي الخاصة والخطوط الرئيسية التي سأتحرك في اتجاهها لكشف القضية.
ما ان دلفت داخل مكتب الاستاذ حتي طلبت مني مديرة مكتبه الدخول علي الفورحسب تعليماته
.
في مكتب يغلب عليه الطابع الكلاسيكي العملي يجلس الاستاذ علي مكتبه في صدر الغرفة
وعلي يساره تنتصب مكتبة هائلة في شموخ تضم اسماءا عربية وعالمية في كل مجالات الحياة
وان كان نصفها بالكامل مخصص لكتب القانون الدولي والمصري.
انهي الاستاذ مكالمته سريعا فور دخولي ثم أشارلي بالجلوس و بدا حديثه لي علي الفور قائلا
باهتمام
أعرف أنها أول قضية ق تل توكل اليك يا شهد .. لكنني أريدك بالاسم لتلك القضية لسبب أخر
غير كفاءتك.
لفظها وهوينظر لأوراق القضيه مقطبا جبينه في صمت . اصابتني كلماته بالحنق الشديد فقد كنت
اظن ان كفاءتي وحدها ماتؤهلني للقضايا التي توكل الي ..رفع رأسه عن الاوراق متسائلا
لم لم تسألي عن السبب الأخرلاختيارك
أجبت بمنتهي الجدية
أنتظر أكمالك لحديثك سيدي
انفرجت اساريره علي غير العادة وابتسم قائلا وهو يشير نحوي باصبعه في انتصار
ها قد شحذت اصرارك واستفززت عنادك . هذا ما أريده بالضبط.
ثم أردف قائلا
وهناك شيئ اخر.
قالها وهو ينهض من خلف مكتبه متوجها لأرفف مكتبته العامرة واخرج منها كتاب قدمه لي وهو
يقول مثبتا ناظريه علي عيني
أريد الحقيقة اولا يا شهد . هل وليد عامر عادل مرزوق أم لا
قاطعته تقصد عادل منصور.
اتسعت ابتسامته
رائع .. وأريد تركيزك العالي أيضا في تلك القضية يا شهد.
خفضت بصري للكتاب الذي بيدي علم النفس الجنائي للدكتور محمد شحاتة اشار للكتاب
وهو يعود للجلوس خلف مكتبه
عليك أن تقرايه اليوم وتدوني لديك كل معلومة جديدة تمر عليكي من خلال قراءتك . وفي الغد
تبدأين مهمتك في تلك القضية...ثم اكمل مشيرا في وجهي
متابعة القراءة